لافتات أوكرانيا والناتو مبنى في فيلنيوس، ليتوانيا (رويترز)
لافتات أوكرانيا والناتو مبنى في فيلنيوس، ليتوانيا (رويترز)
الإثنين 10 يوليو 2023 / 22:25

عضوية أوكرانيا في الناتو قضية مصيرية بالنسبة للغرب

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل رحلة حاسمة إلى أوروبا إن أوكرانيا ليست مستعدة بعد لدخول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والأهم من ذلك، أن الحلف ليس مستعداً بعد لمواجهة خطوة تاريخية يمكن أن تردع موسكو، وقد تزيد أيضاً من خطر نشوب حرب بين الولايات المتحدة وروسيا.

خسرت موسكو أي رأي أخلاقي فيما إذا كان ينبغي لأوكرانيا الانضمام أم لا

وتشير شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير إلى أن بايدن راهن على إرثه في السياسة الخارجية بشأن تسليح أوكرانيا لصد الهجوم الروسي، وكان آخرها قرار مثير للجدل بإرسال قنابل عنقودية.

لكنه بعث برسالة قوية إلى كييف في مقابلة حصرية مع الشبكة مفادها أنه من غير المرجح أن تؤدي حملتها الحادة بشكل متزايد إلى موعد معين لدخول حلف شمال الأطلسي بعد قمة الحلف في ليتوانيا هذا الأسبوع.

صراع مباشر مع روسيا

وفي حين أن بعض أعضاء الحلف في أوروبا الشرقية متفائلون بشأن جدول زمني مبكر للترحيب بـ أوكرانيا، فإن بعض دول الجيل الأول، بما في ذلك الولايات المتحدة، أكثر حذراً، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف من أن التحرك بسرعة بشأن عضوية الناتو يمكن أن يثير الصراع المباشر مع روسيا والذي يسعى بايدن إلى تجنبه.

وقال بايدن في مقابلة الأحد: "لا أعتقد أن هناك إجماعاً في الناتو حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى عائلة الناتو الآن، في هذه اللحظة، في خضم الحرب". وقال الرئيس إن التحالف بحاجة إلى وضع "مسار عقلاني" لعضوية أوكرانيا لكنه لا يزال يفتقر إلى بعض المتطلبات للانضمام، بما في ذلك بشأن التحول الديمقراطي.

وبينما قال بايدن إنه ناقش القضية مطولاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورفض قبل الحرب السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام حق النقض (الفيتو) على عضوية كييف في نهاية المطاف، ستخيّب تصريحاته آمال أوكرانيا لأنها تعاني من حرب مروعة شهدت جرائم متعددة، بحسب التقرير.

وألمح زيلينسكي في مقابلة مع "إيه بي سي نيوز" بثت يوم الأحد إلى أنه لن يكون ضيفاً في قمة الناتو "من أجل المتعة"، ويمكنه البقاء بعيداً ما لم يكن هناك مزيد من الوضوح بشأن العضوية والضمانات الأمنية، وقال: "ستكون رسالة مهمة أن نقول إن الناتو لا يخاف من روسيا".

معضلة مصيرية

ويعد قرار ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى حلف شمال الأطلسي أحد أكثر المسائل الأمنية الأوروبية مصيرية، منذ أن أدت موجات التوسع إلى وصول الحلف إلى حدود روسيا، في عملية يقول المدافعون عنها إنها ضمنت السلام بعد الحرب الباردة من خلال ردع عدوان الكرملين، ومع ذلك، يجادل منتقدو التوسع في أوروبا الشرقية السوفيتية سابقاً بأن العملية أهانت موسكو، وحولتها مرة أخرى إلى عدو معلن للغرب وساعدت في الهجوم على أوكرانيا.

وتشير "سي إن إن" إلى أن قرار الاعتراف بأوكرانيا من شأنه أن يمدد تعهد الناتو المقدس بأن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الجميع إلى دولة تعتبرها روسيا، على الأقل، جزءاً من مجال نفوذها، حتى لو لم يكن لمثل هذا الادعاء أي أساس في القانون الدولي، ومن شأن ذلك أن يلزم القادة الغربيين في المستقبل بخوض حرب مع روسيا المسلحة نووياً، ويحتمل أن يخاطروا بحرب عالمية ثالثة إذا هاجم الكرملين جارته مرة أخرى.

ومع ذلك، يجادل مؤيدو عضوية أوكرانيا في الناتو بأن عقوداً من الأمن والسلامة الإقليمية التي تم توفيرها لدول حلف وارسو السابقة مثل بولندا والمجر ورومانيا، هي في حد ذاتها دليل على أنه بمجرد أن تكون أوكرانيا تحت مظلة الدفاع المشترك لحلف الناتو، ستكون في النهاية في مأمن من التوغلات المستقبلية من قبل موسكو.

وبحسب التقرير، فإن هذه الحجة لها صدى خاص منذ أن ضمت ليتوانيا المضيفة للقمة، مثل زميلاتها في دول البلطيق لاتفيا وإستونيا، من قبل الاتحاد السوفيتي واعتبرت معرضة بشدة لروسيا قبل انضمامها إلى الناتو في عام 2004.

حالة أوكرانيا في الناتو

وبشكل عام تشمل قضية ترحيب الناتو بأوكرانيا تلك الضمانات الأمنية الصارمة التي من شأنها أن تهدف إلى تبديد ضعفها أمام الهجوم الروسي.

ويشير مؤيدو انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي إلى أن وعداً غامضاً بالعضوية في المستقبل، الذي قدم لأول مرة في قمته في بوخارست في عام 2008 دون جدول زمني واقعي للدخول، قدم لبوتين حافزاً للهجوم قبل انضمام أوكرانيا إلى النادي.

وستعزز عضوية حلف شمال الأطلسي أيضاً مساعي أوكرانيا لترسيخ ديمقراطية كانت ضعيفة قبل الحرب، وتلبية رغبة العديد من شعبها في الانضمام إلى الغرب.

ومع حربها الوحشية، بحسب التقرير، خسرت موسكو أي رأي أخلاقي فيما إذا كان ينبغي لأوكرانيا الانضمام أم لا، وإضافة جيش أوروبا الأكثر صلابة في المعارك، مع وجود عدد أكبر من الأفراد تحت السلاح أكثر من معظم الدول الأعضاء، من شأنه أن يقوي اللكمات العسكرية لحلف الناتو.

ويقول التقرير إن الفشل في الدفاع عن مثل هذه الضمانات من شأنه أن يثير شكوكاً خطيرة حول روح الدفاع المشترك الحالية لـ حلف الناتو وقد يؤدي في النهاية إلى إضعاف نزاهة الحلف بشكل كارثي، إذ قد يكون الوضع السياسي غير المؤكد في الولايات المتحدة أحد الأسباب التي جعلت زيلينسكي يبدو يائساً للغاية، لضمان أن تطلعات بلاده الملحة لحلف شمال الأطلسي قد تم تحديدها في قمة هذا الأسبوع.