هل تهدد تركيا والمجر وحدة الناتو؟

لكن، وعلى الرغم من وجود حلفاء أقوياء يؤيدون مسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن المشارك في القمة، إلا أن دولتين من الأعضاء، تهددان تماسك الحلف، وتصران على استبعاد السويد من عضويته، وهما تركيا والمجر بحكم علاقتهما القوية بروسيا.، وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست". 

ويذكّر الخلاف حول انضمام السويد إلى الناتو، بالاختلافات الأخرى التي تعترض طريق الحلف، كالانقسامات حول مستويات الإنفاق العسكري، وطريق كييف إلى العضوية، ومؤخراً قرار البيت الأبيض بتقديم الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا. 

أسباب تعنت أردوغان 

وتعنت الرئيس التركي في رفض انضمام السويد ليس مربوطاً فقط بدعمها لـ حزب العمال الكردستاني ولكن أيضاً، بجملة تنازلات يسعى لانتزاعها من الولايات المتحدة.

يقول الزميل البارز في معهد "كارنيغي" سنان أولجن: إن معارضة أردوغان لانضمام السويد "لم تكن مجرد أداة انتخابية" فقط بل، إنها ورقة مساومة لانتزاع تنازل رئيسي من الولايات المتحدة.

صفقة "إف-16"

يقول المسؤولون والمحللون، إن تكلفة إذعان تركيا لمطالب الرئيس الأمريكي جو بايدن وبقية حلفاء الناتو قيمتها 20 مليار دولار، لقاء طائرات أمريكية من طراز "إف-16"، وهي مطالب يدعمها جو بايدن،  لأهميتها في تقوية دفاعات الناتو الشرقية، لكنها تواجه معارضة شرسة في "الكابيتول".

ويضيف أولجن، إن موافقة تركيا على ترشيح السويد لـ الناتو مرتبطة بالدرجة الأولى بما ستفعله الولايات المتحدة لقاء هذه الصفقة، لا بما تلبيه السويد من شروط لقاء الانضمام للحلف.

ويكمن السبب في معارضة الشيوخ الأمريكي لحصول تركيا على طائرات "إف-16"، في عدوانيتها ضد اليونان، العضو الآخر في الحلف، ومن أشد المعارضين لتسليح أنقرة بتلك الطائرات المتطورة، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور روبرت مينينديز. 

ويقول المشرعون الأمريكيون، بمن فيهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، إنهم لن يدعموا صفقة طائرات "إف-16" حتى تغير تركيا موقفها، تجاه السويد واليونان. 

شراكة بوتين وأردوغان

ومن الأسباب الأخرى لمعارضة أردوغان انضمام السويد إلى الناتو، علاقته القوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما يحكمها من مشتركات في سوريا وليبيا.  

وكانت علاقات تركيا مع روسيا نقطة خلاف متكررة مع واشنطن، وعندما حصلت أنقرة على نظام الدفاع الجوي الروسي المتقدم "إس-400"، ردت واشنطن على أنقرة بعقوبات قوية، وأقصتها من برنامج تطوير المقاتلة "إف-35"، ما منح بوتين فوزاً مزدوجاً حينها، بدق إسفين في داخل الناتو، والحيلولة دون نشر طائرات أمريكية حديثة بالقرب من القوات الروسية في سوريا. 

لكن في أوقات أخرى، استفاد الغرب من الروابط بين تركيا وروسيا، فعلى سبيل المثال عندما ساعد أردوغان في التوسط في صفقة بين موسكو وكييف، لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، والوساطة في عمليات تبادل الأسرى. 

أسباب معارضة المجر

وعن معارضة المجر لانضمام السويد للناتو، يقول مدير مركز الأبحاث السياسي "كابيتال كابيتال" بيتر كريكو: إن عرقلة المجر لا تتعلق بالسويد بقدر ما تتعلق بالتقارب بين أوربان القوي وأردوغان. 

وقال كريكو: "تركيا نموذج يحتذى به من ناحية"، ثانياً، إنها شريك مهم جداً بالنسبة للمجر في التجارة، بحكم الروابط القوية بين عائلتي القائدين أردوغان وأوربان.

وبين المجر وروسيا علاقات دافئة، وقوية أيضاً، وهي تعارض على الداوم نقل الأسلحة إلى أوكرانيا عبر أراضيها، وتسعى دائماً للمحافظة على علاقتها مع روسيا لتعزيز صمود اقتصادها ومنع انهياره.  

يقول وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو، إن بودابست لن تعرقل محاولة السويد وحدها، وقال للصحفيين الأسبوع الماضي: "إذا كان هناك تحول في موقف تركيا، فإننا بالطبع سنفي بالوعد بأن المجر لن تعطل انضمام أي دولة للحلف".