سيليل توران (أرشيف)
سيليل توران (أرشيف)
الإثنين 10 يوليو 2023 / 20:12

ذراع أردوغان الطويلة تهدد المنفيين الأكراد في السويد

24 - طارق العليان

يواجه فارون من تركيا خطر الإبعاد من السويد، في إطار سعي أنقرة للحصول على تنازلات من ستوكهولم قبل الموافقة على ملف الناتو، حسبما أفاد جياكومو زاندونيني، صحفي استقصائي وباحث يركز على الهجرة والسياسة، وناتاليا ألانا مصورة برازيلية تقيم حالياً في روما، في تحقيق مشترك لصالح مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

لم تكشف الحكومة السويدية عن عدد طلبات التسليم التي تلقتها

ويروي زاندونيني في تقرير في مجلة "فورين بوليسي"  أن سيليل توران يعمل في مركز رياضي في ضواحي بلدة ساندفيكن في مقاطعة جافليبورج السويدية، صارت ساندفيكن موطناً لتوران في عام 2015، عندما قرر هو وزوجته الفرار من الحرب للعثور على مأوى في دولة اسكندنافية.

وبالنسبة للزوجين، جسدت هذه المدينة السويدية الهادئة النقيض لكل ما عانوا منه في تركيا من الصدمة والاضطهاد والحرمان من حرية التعبير عن أفكارهم.

رفض طلب اللجوء

 لكن في غضون سنوات، تحطمت آمالهم، فقد رفض طلب لجوء توران لأول مرة في عام 2019، واستأنف محاميه القرار، مشيراً إلى حالته الجسدية -حيث كان يتعين بتر إحدى رجليه بعد أن وطأ لغماً أرضياً في عام 1993– بالإضافة إلى ما ينطوي عليه الترحيل من مخاطر ملموسة قد تواجهه من تعرضه للاحتجاز والتعذيب إذا أعيد إلى موطنه تركيا.

وعلى الرغم من ذلك، كانت مصلحة الهجرة السويدية، وهي الهيئة الحكومية المكلفة بتقييم طلبات اللجوء والإقامة، ثابتة في قرارها، جاء قرب توران المزعوم من حزب العمال الكردستاني، الذي تعده كل من تركيا والسويد منظمة إرهابية، سبباً رئيساً لرفض طلبه.

وقال توران إنه يتعاطف مع سعي الحركة من أجل حقوق الأكراد لكنه لم يشارك في أي أعمال مسلحة.

عرقلة الانضمام للناتو

وسعت السويد للحصول على عضوية الناتو، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرقل مساعيها، حيث يواصل السعي للحصول على تنازلات من ستوكهولم، وهي مطالب تعرض حياة النشطاء السياسيين وطالبي اللجوء من أمثال توران للخطر، وفق التحقيق الصحفي.

 

وعلى الرغم من أن دلائل التعاون المتزايد بين السويد وتركيا في مكافحة الإرهاب تعود إلى بضع سنوات، إلا أن طلب الحكومة السويدية بالانضمام إلى الناتو، مدفوعة بالحرب الروسية على  أوكرانيا كان المحفز الرئيس وراء زيادة وتيرته.

شروط صعبة

وضعت تركيا، العضو القديم في الناتو، سلسلة من الشروط للتصديق على الطلب، عندما بدأت السلطات السويدية في الامتثال لهذه الطلبات، المدرجة في مذكرة ثلاثية الأطراف تم التوقيع عليها في يونيو (حزيران) 2022 مع فنلندا وتركيا، كان من الواضح أن الأكراد سيدفعون ثمناً باهظاً للتوقيع عليها.

وجاء على رأس تلك الشروط تسليم أشخاص مرتبطين بحزب العمال الكردستاني أو حركة رجل الدين المسلم فتح الله غولن، التي تعدها السلطات التركية مسؤولة عن محاولة الانقلاب في عام 2016.

ارتفاع أعداد طلبات اللجوء

لم تكشف الحكومة السويدية -المعروفة بمعاييرها العالية من الشفافية- عن عدد طلبات التسليم التي تلقتها أو عدد أوامر الترحيل التي أصدرتها منذ أن قدمت طلبها بالانضمام إلى الناتو.

 

وتظهر البيانات التي قدمتها وكالة الهجرة السويدية زيادة كبيرة في عدد طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين الأتراك منذ عام 2016، عندما فتح الانقلاب الفاشل الطريق أمام اعتقالات جماعية وقمع المجتمع المدني ووسائل الإعلام، في عام 2015، تم تسجيل 290 طلب لجوء جديد من مواطنين أتراك، ثم ارتفع العدد إلى 889 في عام 2017.

وصرح وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم لمجلة "فورين بوليسي"، بأن بلاده ملتزمة بشروط المذكرة الثلاثية الموقعة بين السويد وتركيا وفنلندا في 28 يونيو (لعضوية الناتو).

يشار أنه في 28 يونيو الماضي، وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

تمثل القمة السنوية للناتو، التي ستعقد في فيلنيوس، ليتوانيا، هذا الأسبوع نقطة فارقة في هذا الشأن.. ومع اقتراب موعدها وتولي أردوغان مقاليد الحكم لخمس سنوات أخرى، يبذل الدبلوماسيون والسياسيون الغربيون قصارى جهدهم لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو.