شعار قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليتوانيا (تويتر)
شعار قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليتوانيا (تويتر)
الإثنين 10 يوليو 2023 / 13:33

أوكرانيا وترشح السويد والإنفاق العسكري.. أبرز تحديات قمة الناتو

يلتقي قادة حلف شمال الأطلسي يومي الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا، في قمة سيطغى عليها رد الحلف على الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، وطلب انضمام كييف إلى المنظومة.

ويُنتظر وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رسالة إلى قادة الدول الأعضاء الـ31 في الحلف، بأن بلاده تستحق الانضمام إلى الحلف عند انتهاء الحرب. وتطالب كييف وكذلك دول أوروبا الشرقية بخارطة طريق واضحة باعتبار أنه من الضروري لأوكرانيا الانضمام إلى المظلة الأمنية للحلف، لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل.

ولكن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الأطلسي، بأن أوكرانيا ستنضم في أحد الأيام بدون تحديد جدول زمني واضح، ومنذ عدة أسابيع، يحاول الدبلوماسيون إيجاد صيغة لكي يوجه البيان الختامي رسالة إيجابية إلى أوكرانيا.

ويفترض على الحلف بشكل خاص أن يتخلى عن "MAP (خطة عمل العضوية)" من أجل كييف، وهي نوع من غرفة انتظار الترشح للحلف والتي تحدد عدداً معيناً من أهداف الإصلاح، ويجب على الحلف أيضاً تعزيز العلاقات السياسية من خلال إطلاق مجلس حلف الأطلسي-أوكرانيا، ووضع برنامج لسنوات متعددة لمساعدة كييف على الاقتراب من المعايير العسكرية الغربية.

هل هذا كافٍ لإرضاء زيلينسكي؟

وتقول أوريسا لوتسيفيتش من مركز الأبحاث تشاتام هاوس إن "فريق زيلينسكي سيدفع حتى اللحظة الأخيرة من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن".

وبهدف إعطاء تعهدات إلى كييف قبل العضوية نفسها، تتفاوض عدة دول تحظى بثقل كبير في الحلف- الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا- حول التزامات محتملة لتوريد أسلحة على المدى الطويل لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه الالتزامات ستصاغ خارج إطار حلف شمال الأطلسي.

وستضاف تعهدات الأسلحة إلى عشرات مليارات الدولارات من المعدات التي تم تسليمها إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي للبلاد قبل حوالي 500 يوم، وبين الاحتمالات الواردة اتفاق مماثل لذلك القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتدفع واشنطن بموجبه مليارات الدولارات سنوياً كمساعدة عسكرية للدولة العبرية.

كما يمكن الإعلان عن اتفاقات لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب وإعادة بناء صناعة الأسلحة الأوكرانية، لكن دولاً أخرى غير مشاركة في هذه المناقشات تحذر من أن هذه الالتزامات لا يمكن أن تحل محل انضمام أوكرانيا المحتمل أو ستساهم في تأخيره.

وقال رئيس وزراء لاتفيا أرتورز كريغانيس كارينش إن "أفضل ضمانة لأمن أوكرانيا هي العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي عند انتهاء الحرب".

تركيا والسويد 

وستتجه كل الأنظار مجدداً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لا يمكن توقع مواقفه، خلال قمة حلف شمال الأطلسي حيث يطالبه الحلفاء بالتخلي عن اعتراضاته على انضمام السويد التي تريد أن تصبح العضو الـ32 في الحلف، وإذا كانت أنقرة أعطت الضوء الأخضر لانضمام فنلندا في أبريل(نيسان) الماضي فإنها لا تزال تعرقل انضمام السويد.

وقبل سنة وخلال القمة السابقة لحلف شمال الأطلسي في مدريد، استغرق الأمر ساعات من المفاوضات للحصول على دعم أردوغان للدعوة الأولية لستوكهولم، ومن المرتقب عقد لقاء بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم في فيلنيوس، في محاولة لحلحلة الوضع والحصول على وعد تركي قبل افتتاح القمة.

سقف الـ 2%

وبعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، تعهدت الدول الأعضاء في الحلف بالتحرك نحو هدف تخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي لديها بحلول العام 2024، وبحسب أرقام الحلف، فإن 11 من الدول الـ31 الأعضاء يفترض أن تبلغ أو تتجاوز هذه العتبة في السنة الحالية. عبر ينس ستولتنبرغ عن ثقته بأن هذا الرقم "سيزيد بشكل كبير العام المقبل".

وأعاد الحلفاء التفاوض بشأن هذا الالتزام لزيادته. ستصبح عتبة الـ2% حداً أدنى من الآن وصاعداً. لكن العديد من المسائل لا يزال يجب البت بها خصوصاً الجدول الزمني، حيث تعتبر بعض الدول أنه يلزمها سنوات عديدة قبل بلوغ ذلك.

ودفع الغزو الروسي لأوكرانيا الحلف الأطلسي إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية، وأعد القادة خططاً إقليمية تتكيف مع السياق الجيوستراتيجي الجديد والتي توضح بالتفصيل التهديدات الرئيسية وتحدد الإمكانات اللازمة للدفاع عن كل منطقة وسبل التحرك.

ويقول دبلوماسيون إن تركيا أبدت اعتراضات لكن من المرتقب أن تعطي موافقتها في نهاية الأمر خلال القمة.