جنود نيجيريون قرب نقطة حدودية مع النيجر (أ ف ب)
جنود نيجيريون قرب نقطة حدودية مع النيجر (أ ف ب)
الخميس 17 أغسطس 2023 / 22:03

تصاعد هجمات الإرهابيين في النيجر.. فتش عن الغرب

شهدت منطقة غرب إفريقيا والساحل زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية خلال الأيام القليلة الماضية، وهو أمر يثير تساؤلات كما يقول خبير أمني في الشؤون الإفريقية.

وقال اللواء المصري المتقاعد، محمد عبدالواحد: "تصاعد الهجمات الإرهابية في الأيام الماضية، مثير للدهشة"، لافتاً إلى أن "الجماعات دائماً تراقب المشهد للتدخل في حالة حدوث أي فوضى وعدم قدرة الدولة على حماية أراضيها وسيادتها"، لكنه اعتبر أن "ما يحدث حالياً يحمل علامات استفهام".

وأضاف عبد الواحد لـ 24 "ربما ينظر سكان الساحل الإفريقي إليها (الهجمات) على أنها بإيعاز من الغرب، لا سيما أن الفترة من 2107 وحتى 2020، شهدت اتهامات للقوات الفرنسية بأنها تدعم الجماعات الإرهابية، من خلال تسجيلات مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لعقد قمة مع قادة أفارقة للحصول على شرعية لقوات بلاده في القارة السمراء".

وأكد الخبير الأمني أن "هذه الاتهامات تضاف إلى البراغماتية الفرنسية في التعامل مع الدول الإفريقية لتحقيق مصالحها فقط، وأيضاً الإجراءات التي اتخذتها فرنسا ضد الجاليات الإسلامية، لها سبب كبير في وقوع الانقلابات في مناطق نفوذ الدولة الأوروبية".

ويشير اللواء المقاعد إلى أن "الإرهاب يتم توجيهه عبر أجهزة استخبارات لدول عظمى، ويمكن توظيفه لتحقيق مصالح لا يمكن للحرب العسكرية تحقيقها"، ولا يستبعد أن "يتم استخدامه هذه الفترة للترويج لعدم قدرة الانقلابيين سواء في النيجر وغيرها على حماية أنفسهم من دون القوات الفرنسية".

الإرهاب.. صناعة أجنبية

وفيما يتعلق بتحول المنطقة لنقطة جذب للإرهابيين قال عبد الواحد لـ 24 إن "هذه المنطقة التي أعرفها بحكم تواجدي فيها سابقاً، لم أتخيل أن تخضع لأفكار إرهابية، كما يحدث الآن في ظل انتشار داعش والقاعدة، والجماعات الصغيرة التي تعلن ولاءها للتنظيمات الإرهابية بحثاً عن التمويل والدعم المعنوي".

ولفت الخبير الأمني إلى أن "النيجر محاطة بالجماعات الإرهابية، خصوصاً في المثلث الحدودي مع مالي وبوركينا فاسو الذي يعتبر الأخطر عالمياً، إضافة إلى وجود الإرهابيين في عدة مناطق أخرى قريبة كبحيرة تشاد حيث ينتشر داعش".

ويعتقد عبدالواحد أن "الإرهاب في هذه المنطقة صناعة أجنبية بهدف خلق شرعية للتواجد الأجنبي الطامع بثروات الساحل وغرب إفريقيا".

وجاء تصاعد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا على وقع الانشغال بانقلاب النيجر، وبالتزامن مع وقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التعاون الأمني مع عدد من هذه الدول.

وكانت الأيام الماضية الأكثر دموية في النيجر ونيجيريا ومالي وبوركينا فاسو، بعد أن شنت جماعات إرهابية هجمات عدة في المنطقة.