اللاجئ العراقي المتهم بحرق القرآن في السويد، سلوان موميكا (أرشيف)
اللاجئ العراقي المتهم بحرق القرآن في السويد، سلوان موميكا (أرشيف)
السبت 29 يوليو 2023 / 11:57

السويد تراجع تصريح إقامة سلوان موميكا.. هل يسترده العراق؟

وجدت السويد نفسها في بؤرة اهتمام دولي في الأسابيع الأخيرة، بعد حادثة حرق وتدنيس نسخ من المصحف من قبل اللاجئ العراقي سلوان موميكا، ما أثار موجة غضب واسعة بعدد من الدول والمنظمات الإسلامية التي لا تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم.

سلوان يواجه اتهامات ودعاوى قضائية سابقة في نينوى والموصل

 وخلقت الحادثة أزمة دبلوماسية لستوكهولم بلغت حد استدعاء سفرائها لدى العديد من عواصم الدول العربية، في وقت كثرت فيه المطالب للسويد لوقف الأعمال المتطرفة الهادفة إلى استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم.

إعادة النظر

وكإجراء لخفض التوترات مع دول العالم، قالت السويد الجمعة إنها تعيد النظر في تصريح الإقامة الممنوح للاجئ عراقي كان وراء عدة حوادث لتدنيس المصحف في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة. وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبرراً لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.

وقال متحدث باسم الوكالة في بيان لرويترز: "إنه إجراء قانوني يتم اتخاذه عندما تتلقى وكالة الهجرة السويدية مثل هذه المعلومات، ومن السابق لأوانه قول أي شيء عن نتيجة القضية"، مضيفاً أنه ليس بوسع الوكالة ذكر أي تفاصيل أخرى بسبب مسائل تتعلق بالسرية.

وأفادت وكالة الأنباء السويدية (تي.تي)، بأن الرجل لديه تصريح بالإقامة المؤقتة في السويد من المقرر أن تنتهي صلاحيته في 2024، لكن الوكالة تعيد النظر في موضوعه الآن.

العراق يطالب بمواطنه  

وفي محاولة استرداد العراق لمواطنها، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الإثنين الماضي، متابعة ملف استرداد المواطن العراقي سلوان موميكا، الذي يعيش في السويد، واعتدى على نسخة من المصحف، وحرق العلم العراقي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية "واع".

وذكر مجلس القضاء الأعلى في بيان أن "رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، حضر اجتماع الرئاسات الثلاث، بحضور الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي".

وأضاف المجلس أن "المجتمعين ناقشوا عدداً من القضايا، من بينها الإجراءات القضائية والحكومية في متابعة ملف استرداد المتهم بحرق نسخة من المصحف المدعو (سلوان موميكا)، وكذلك الإجراءات الخاصة بضمان أمن البعثات الدبلوماسية، ومحاسبة مرتكبي جريمة حرق وتخريب مقرات البعثات الدبلوماسية".

من هو سلوان؟

وحسب التقارير الإخبارية، فإن سلوان البالغ من العمر37 عاماً، ولد في قضاء الحمدانية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراقي، ذي الغالبية المسيحية السريانية، وانتقل بعد إنهاء دراسته الابتدائية مع عائلته إلى مدينة بغداد، قبل أن ينتقلوا جميعاً إلى مدينة أربيل في كردستان العراق. 

ويقول سلوان عن نفسه إنه "عراقي ليبرالي علماني ملحد، ومعارض للحكومة والنظام العراقي"، وقد أسس وترأس حزب الاتحاد السرياني بين أعوام 2014 -2018.  

وبعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي محافظة نينوى ومدناً عراقية أخرى عام 2014، انضم سلوان إلى فصيل مسلح "مسيحي التشكيل" يعرف باسم بابليون، قبل أن ينشق عنه، ويشكل "كتائب روح الله عيسى بن مريم"، المنضوية تحت أحد فصائل الحشد الشعبي.

وذكرت مصادر محلية مطلعة لشبكة "بي بي سي"، أن اسم سلوان ارتبط بفصيل بابليون المسلح الذي يقوده ريان الكلداني "والمدرج على لائحة العقوبات الأمريكية" منذ عام 2019، ثم انشق عنه إثر "خلافات نشبت بينه وبين بعض قيادات الفصيل"، بعد تحرير دير مار بهنام عام 2016 من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

ورغم تحفظه على ماضيه، فإن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد نشاطه السياسي في العراق، وتظهر صلاته مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وقبل انتقاله إلى منفاه في السويد، تشير حساباته إلى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع مجموعة مسيحية مسلحة، وإنشاء حزب سياسي سرياني غامض، ومنافسات مع مجموعات مسيحية مسلحة مؤثرة، واعتقال لفترة قصيرة.