فلسطينيون يغادرون رفح.
فلسطينيون يغادرون رفح.
الأربعاء 8 مايو 2024 / 14:37

وول ستريت جورنال: اتساع الهوة بين أمريكا وإسرائيل حول رفح

شكلت الحملة المكثفة التي قامت بها ادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، علناً وسراً، الاختبار الأصعب حتى الآن مع إسرائيل حليفتها في الشرق الأوسط.

يرى مسؤولون أمريكيون أن وقف القتال ضرورة من أجل الإفراج عن الرهائن

وكتب مايكل غوردون في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أنه بعد ساعات من تحذير بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال مكالمة هاتفية من هجوم شامل على رفح، شن الجيش الإسرائيلي ما وصفه بالغارات الجوية المستهدفة في شرق المدينة وأرسل دباباته للاستيلاء على معبر هذا الجيب مع مصر.
وأظهر الهجوم الإسرائيلي، الفجوة الواسعة بين بايدن ونتانياهو في ما يتعلق بالاستراتيجية المتعلقة بتأمين الإفراج عن الرهائن، الذين تحتجزهم حماس، وفي نهاية المطاف وضع حد للقتال.
وحتى الآن، لم يحقق البيت الأبيض وقفاً للنار بين حماس وإسرائيل، ولم يقنع نتانياهو بإرجاء هجوم رفح.

حماس

وكانت حماس أعلنت الإثنين أنها قبلت بوقف موقت للنار. وقالت الولايات المتحدة إنها تدرس رد الحركة، بينما اشتكت اسرائيل من أن حماس أدخلت شروطاً جديداً.
وبدا إعلان حماس قبولها بوقف النار وكأنه أشبه باقتراح مضاد، يرمي إلى تحميل إسرائيل مسؤولية عرقلة التهدئة.

كما أن هجوم إسرائيل على رفح يمكن أن يكون تكتيكاً تفاوضياً، يهدف في جزء منه إلى البرهنة لحماس مدى الأكلاف التي ستدفعها من جراء عدم التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن. 

ومنذ زيارته لإسرائيل في زمن الحرب بعد الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أثبت بايدن أنه الداعم الأقوى لإسرائيل.
وفي الأسابيع الأخيرة، ضغطت ادارة بايدن على إسرائيل وحماس في محاولة لتأمين وقف للنار لمدة ستة أسابيع، في ما يصفه مسؤولون أمريكيون بأنه يمكن أن يمهد الطريق لتمديده لفترة أطول عبر الدبلوماسية.
ويرى مسؤولون أمريكيون أن وقفة في القتال ضرورية من أجل الإفراج عن الرهائن.

معاناة الشعب الفلسطيني

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الإثنين بأن "الولايات المتحدة في الوقت الحاضر لن تدعم هجوماً على رفح بحسب الرؤية الإسرائيلية... مثل هذا الهجوم سيزيد بشكل دراماتيكي معاناة الشعب الفلسطيني".
وقال المفاوض الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر عن هجوم رفح، إنه "يبدو وكأن الإسرائيليين يخططون لشنه تدريجياً. ولن يكون هذا ما اعترضت عليه إدارة بايدن...إن حسابات نتانياهو تتركز أكثر على كيفية الحفاظ على ائتلافه أكثر مما تتركز على جعل بايدن سعيداً". 

وبدأت شعبية نتانياهو بالتحسن بعدما هوت إلى مستوى قياسي عقب الإخفاق الأمني غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، مما أتاح لحماس مهاجمة جنوب إسرائيل وقتل 1200 شخص.

لكن بقاءه كرئيس للوزراء يعتمد على الحفاظ على غالبيته البرلمانية الضئيلة سليمة وعدم اغضاب وزراء اليمين المتطرف، الذين يعارضون وقف الحرب حتى السيطرة على رفح آخر معقل لحماس.

قلق إدارة بايدن

ومما يثير قلق إدارة بايدن، هو أنه حتى عملية محدودة قد تدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار، مما يزيد الأعباء لناحية المأوى والغذاء والرعاية الطبية، التي يمكن حشدها لسكان رفح النازحين.
ووسط خلاف بين الجانبين حول عملية رفح المحتملة، أخرت إدارة بايدن بيع آلاف الأسلحة الدقيقة لإسرائيل، وهي المرة الثانية على الأقل في الأشهر الأخيرة التي تعطل فيها الولايات المتحدة صفقة أسلحة لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط في ظل حالة الحرب في غزة.
وتؤثر هذه الخطوة على نحو 6500 من "ذخائر الهجوم المباشر المشترك"، وهي عبارة عن معدات تمكن من اطلاق القنابل غير الموجهة إلى هدف معين، باستخدام التوجيه عبر الأقمار الإصطناعية.
ولم يؤكد البيت الأبيض أو ينفي هذه الخطوة، لكن توقيتها يوحي بأنها جزء من استراتيجية للضغط على إسرائيل، كي لا تمضي في الهجوم على رفح.