دبابات إسرائلية تسيطر على معبر رفح الفلسطيني (رويترز)
دبابات إسرائلية تسيطر على معبر رفح الفلسطيني (رويترز)
الثلاثاء 7 مايو 2024 / 14:37

هل اخترقت إسرائيل "اتفاقية السلام" مع مصر؟

24- أبوظبي- خاص

بعد أن حذرت مصر إسرائيل من مغبة شن عملية عسكرية في رفح قائلة إنها تنطوي على "مخاطر إنسانية بالغة"، هناك عدد من السيناريوهات المتدرجة التي قد تؤثر على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعد 40 عاماً من الالتزام ببنود تلك المعاهدة.

 وحذر مراقبون من خطورة الوضع الراهن في مدينة رفح الفلسطينية والتي قد تؤثر بدورها على الوضع في سيناء، وبالتالي يؤدي إلى اختراق بنود اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي إن العمليات العسكرية الإسرائيلية مازالت في جنوب غزة، ومصر اعترضت عليها تماماً لتأثيرها على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة، ودعت إلى ضرورة ضبط النفس ومحاولة وقف العمليات العسكرية.

وأوضح الحلبي أن ما يدور الآن في رفح من استهداف بعض المناطق بالضربات الجوية والقصف المدفعية ومحاولة القوات الإسرائيلية اقتحام العديد من المواقع في مدينة رفح، يلقى رفضاً كاملاً من المجتمع الدولي.

ما هي السيناريوهات ؟

ووصف اللواء هشام حلبي أن هناك سيناريوهات متدرجة حول الموقف في مدينة رفح، تبدأ أولاً باستمرار قصف مدينة رفح الفلسطينية والغرض من ذلك امتلاك ورقة ضغط على حماس للقبول بشروط إسرائيل في الهدنة، أو اقتحام رفح بالكامل وبدء عملية عسكرية شاملة وهناك مؤشرات لذلك.

وأوضح الحلبي أنه من المحتمل أن يتطور هذا السيناريو ويتم اقتحام مدينة رفح الفلسطينية بالكامل مما يدفع عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني نتيجة الضغط والقتل أن يعبروا إلى مدينة سيناء، مما يعتبر اختراقاً لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل وفقاً للمادة الثالثة وتضرب إسرائيل بنود المعاهدة مع مصر.

وأشار الحلبي إلى أن إسرائيل لم تقم باقتحام بري كامل في مدينة رفح وإنما تقوم بعمليات عسكرية للضغط على حماس للاتفاق على بنود الهدنة وصفقة الرهائن حتى تبرز القوة وتنفذ شروطها.

اعتراض برلماني

من جانبه، حذر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب اللواء أحمد العوضي من تلويح وإقدام إسرائيل على اجتياح عسكري لمدينة رفح الفلسطينية، معتبراً ذلك تهديداً غير مباشر لأمن مصر القومي.

وأكد النائب اللواء أحمد العوضي في تصريحات متلفزة له أن الأمن القومي المصري "خط أحمر"، مشيراً إلى أن مصر لديها رئيس لن يتهاون في حماية امنها القومي، ولن يقبل المساس بأراضيها أو تصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ستظل في القلب وعلى رأس أولويات القضايا المصرية.

وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن الدولة المصرية تلعب أدواراً في ملف الوساطة لا يمكن الاستغناء عنها، مؤكداً أن اجتياح رفح يخل بشكل واضح ببنود اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، في وقت حذرت فيه مصر ودول العالم من خطورة وتداعيات هذا الاجتياح، والذي من شأنه أن يؤدي إلى مذبحة، تصيب قطاع غزه بالشلل التام.

كما حذر اللواء أحمد العوضي من اقتراب إسرائيل من محور فيلادلفيا، وقال "إنه مخاطرة كبيرة، وتهديد غير مباشر لمصر، حتى لو لم يتدخل في الأراضي المصرية"، حيث إنه وفقا لاتفاقية السلام، التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979، فهو يقع ضمن المنطقة "ج" العازلة منعاً لحدوث أي توترات، وقال إن مصر لن تسمح بأي حال من الأحوال دخول الجيش الإسرائيلي إلى المناطق غير المصرح بها طبقا لبنود اتفاقية السلام.