الإثنين 6 مايو 2024 / 19:50

ما هي خيارات حماس أمام الهجوم الإسرائيلي على رفح؟

حمّلت وسائل إعلام إسرائيلية حركة حماس الحاكمة في غزة مسؤولية تدهور المفاوضات، بعد أن بثت الحركة رسائل سابقة تشيّر إلى مرونتها في ملف التهدئة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، منذ قرابة 7 شهور.

حماس تعرف أسلوب الحملات العسكرية الإسرائيلية

وأشار تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أنه وبينما تشير إسرائيل إلى بدء عملية محدودة في شرق رفح، تعكف حماس على ما يبدو لدراسة خطواتها التالية، في حال الهجوم الإسرائيلي الكامل والمكثف على آخر معاقل مسلحي الحركة في قطاع غزة.

هجوم حماس

وبينّت الصحيفة، أن حماس هاجمت معبر كرم أبو سالك في 5 مايو (أيار)، مستهدفة مجموعة من الجنود الإسرائيليين، وأكدت ذلك في بيان، وهو ما يثبت أن حماس تدرك جيداً أن ذلك يحمل إثارة لرد فعل إسرائيلي وإدراكها أن إسرائيل انسحبت من معظم قطاع غزة، وأنها باتت على مقربة من تحقيق أهدافها الحربية، بالحصول على انسحاب إسرائيلي من معظم المناطق، ونوع من وقف إطلاق النار الفعلي في بعض المناطق الأخرى.

وترى الصحيفة، أن حماس كانت تراهن في هجوم 5 مايو (أيار) على مهاجمة إسرائيل، حتى في الوقت الذي نشرت فيه رسائل حول "مرونتها" في وقف إطلاق النار، ومحادثات إطلاق سراح الرهائن، معتقدة أنها تستطيع التلاعب بتل أبيب، تزامناً مع ما قدمه مؤيدوها في الدوحة وأنقرة من غطاء على ما يحدث، لتشعر الحركة أنها تنتصر، بالإشارة إلى أن الضغط العسكري على حماس انتهى بشكل عام في مارس (آذار) الماضي.

وبحسب الصحيفة، شنت إسرائيل حملة أدت إلى الضغط على الحركة، وتفاجأت حماس برد إسرائيل، وفوجئت بأن المجتمع الدولي لم يتمكن من منع استمرار الحرب ومع ذلك، أعادت حماس تنظيم صفوفها بسرعة في شمال غزة خلال فبراير (شباط) إلى مارس (آذار)، كما أعادت تنظيم صفوفها في مناطق أخرى كانت بعيده نوعاً ما عن بؤرة الاشتباكات.

قدرات عسكرية

وذكرت الصحيفة، أن الحركة أعادت إنشاء بعض القدرات لإطلاق الصواريخ، وعملت في كثير من الأحيان مع جماعات مسلحة أخرى في غزة، وهذا لا يعني أن لديها قدرات واسعة النطاق لتصنيع صواريخ بعيدة المدى وإطلاق قذائف كبيرة، لكن الإشارة المستمرة إلى الصاروخ 114 ملم، وهو قصير المدى نسبياً، هي تأكيد على القدرة المستمرة على وضع ذخائره ومقذوفاته في غزة، واستخدام هذه الذخائر لاستهداف ممر نتساريم وسط القطاع.

ومن المرجح أن تنظر حماس عن كثب إلى رد فعل الجيش الإسرائيلي، وبحسب "جيروزاليم بوست" فإن التوغل المحدود والتدريجي للجيش الإسرائيلي في منطقة على طول الحدود من شأنه أن يبقي أذرع حماس سليمة في رفح، ويمكنها من إعادة كتائبها المسلحة إلى خان يونس، والجانب الغربي من طريق صلاح الدين، الذي أصبح الآن جزءاً من "المنطقة الإنسانية".
وبالتالي من المرجح أن تقوم حماس بنقل قواتها إلى هذا الطريق، وهو الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب في غزة، كون قادة حماس أكثر دراية وارتياحاً بشأن خان يونس كقاعدة للعمليات، ووجود الهدف الأثمن والأغلى لإسرائيل هناك، وهو يحيى السنوار.

وأشارت الصحيفة إلةى أن مسلحي الحركة يستخدمون أيضًا المعسكرات المركزية كمنطقة انطلاق لمهاجمة "ممر نتساريم "، والممر هو المنطقة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في وسط قطاع غزة.

تكتيتات حربية

وقارنت الصحيفة، في تحليلها بين طريقة حماس وطريقة "الكارتل"، أو "عصابات المخدرات"، حيث تحتفظ بالأسلحة في منازل آمنة وأماكن أخرى، يسهل الوصول إليها، ويتصرف أفرادها مثل المدنيين في النهار، بالإشارة إلى أنها الطريقة التي قامت حركة حماس ببناء نفسها عسكرياً منذ الثمانينيات، للسيطرة على كامل قطاع غزة في 2007.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن حماس تعرف أسلوب الحملات العسكرية الإسرائيلية، التي تستخدم التوغلات المحدودة والتدريجية كتكتيك ومعتادة عليه، كون حماس نجت بسهولة من هذا التكتيك نفسه في عامي 2009 و2014 خلال الحروب البرية في تلك السنوات. وبالتالي فإن حماس مستعدة لجولة أخرى القتال، إذا لم يأخذ هجوم رفح في الاعتبار تكتيكات حماس، وركز فقط على "البنية التحتية للحركة"، فمن المرجح أن تخرج حماس سالمة مرة أخرى، أو ببساطة تغادر مخيماتها، وتعود إلى خان يونس، أو المعسكرات المركزية في الشمال.