مقاتلة إسرائيلية
مقاتلة إسرائيلية
الأربعاء 17 أبريل 2024 / 13:05

كيف يمكن ردع إيران بلا حرب؟

يعدُّ الهجوم الإيراني على إسرائيل، بأكثر من 170 طائرة مسيرة و120 صاروخاً باليستياً، أكبر هجوم جوي تشنه طهران ضد إسرائيل.

مجموعة قوية من العقوبات والتحالفات هي أفضل رادع لإيران

وفي السابق، كانت إيران تستخدم قوات بالوكالة، بما في ذلك حزب الله في لبنان والمتمردون الحوثيون في اليمن، لإمطار المنازل والسفن الإسرائيلية بالصواريخ، والآن، تهاجم إيران وتضرب مواقع عسكرية مُحصَّنَة بشكل مباشر وعلى نحو أفضل.


وفي هذا الإطار، قال أحمد الشراعي ناشر صحيفة جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون في مقال بموقع "ناشونال إنترست": "تجاوزت إيران خطاً أحمر يستدعي رداً من إسرائيل وأمريكا، فطهران تريد الحرب. ويجب ألا نمنحها مرادها".
قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي مايك تيرنر: "بالتأكيد، هذا تصعيد"، وحث إدارة بايدن على الرد على الأزمة "المتصاعدة بالفعل".

وإسرائيل تتوعد بالردّ، إذ قال وزير الحرب بيني غانتس يوم الأحد: "سنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والوقت المناسبين لنا".

وتتوقع إسرائيل المزيد من الهجمات. فقد أعلنت إغلاق مدارسها كلها لحماية المدنيين الأكثر عرضة للخطر. 

وأضاف الكاتب "العالم قاب قوسين أو أدنى من حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران من شأنها أن تجرّ الدول العربية ثم الولايات المتحدة إلى أتونها".

تداعيات الحرب

وتابع بقوله: "لنفكر ملياً في الهوة التي تُفتَح تحتنا. فمع اندلاع الحرب، سترتفع أسعار النفط والغاز إلى مستويات جديدة، مما سيربك الاقتصاد الأمريكي والسباق الرئاسي الأمريكي. ومن المقرر أن تجرى أيضاً انتخابات في المملكة المتحدة وغيرها من حلفاء الناتو هذا العام. ومن شأن الحرب أن تجلب إلى السلطة أحزاباً معادية للمهاجرين".
وفي الوقت نفسه، ومع تشتت انتباه أمريكا وحلف الناتو، ستطلق يد روسيا في أوكرانيا، ويمكن للصين أن تغزو تايوان أكبر صانع لأشباه الموصلات في العالم بأريحية. وبدون النفط أو الرقائق، لن تكون أمريكا "زعيمة العالم الحر"، بل أسيرة نزوات الطغاة في طهران وبقاع أخرى.
ورأى الكاتب أنها فكرة مشؤومة أن ترهن مستقبل أمريكا بأحداث خارجية للمرة الأولى منذ انتهاء الحكم البريطاني في عام 1783.

وعلى الرغم من أن هذا الواقع المرير، يرى الكاتب أنه لا يزال هناك مجال للحيلولة دونه. 

فالنظام الإيراني لا يحظى بشعبية لدى شعبه الذي تقل أعمار غالبيته عن 30 عاماً، وهؤلاء يرومون الازدهار لا الدمار. وهؤلاء هم عشرات الآلاف الذين تظاهروا في عامي 2022 و2023 على نطاق صدمَ النظام الإيراني.
وأشار المتظاهرون حينها إلى الفساد - لا إسرائيل - بوصفه مصدراً لمعاناتهم. فقد بلغ معدل البطالة 9.6% في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 12% العام الجاري. ويحشد التضخم المتسارع في إيران، الذي يتجاوز الآن 40%، المزيد من غير المسيسين ضد النظام. فهم يرون الأسعار في السوق ويلقون باللوم على الملالي.
وفي الوقت نفسه، يضيف الكاتب، استعادت إسرائيل إلى حد كبير مكانتها داخل المجتمع الدولي، وهي مكانة كانت قد انحسرت بشدة بسبب الخسائر المدنية التي تكبدتها في قتال حماس في غزة.

وأشاد الرئيس بايدن بالقوات الأمريكية التي ساعدت إسرائيل في إسقاط "جميع" الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها إيران "تقريباً" وتعهد بتنسيق ردّ عالمي.

مخاوف من حرب أوسع

ومع ذلك، يشير الكاتب إلى أن هناك مخاوف في واشنطن من أن تشعل إسرائيل حرباً أوسع نطاقاً بالرد على العدوان الإيراني. وهي حرب لا تريدها أمريكا.

وقال الرئيس بايدن مؤكداً التزام إدارته "الصارم" تجاه إسرائيل لنتانياهو في مكالمة هاتفية يوم السبت إن الولايات المتحدة لن تنضم إلى عمليات هجومية ضد إيران.

ويشعر بايدن بالقلق حيال التورط أكثر في المنطقة، إذ تتصدى البحرية الأمريكية بالفعل لصواريخ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر.
وقال الكاتب: قد لا يكون صبر إسرائيل وأمريكا - بالتزامهما الاستخدام الدفاعي للتكنولوجيا المضادة للصواريخ والهجمات المضادة السريعة على وكلاء إيران الذين يهاجمون القوات الأمريكية مباشرة - كافياً لردع طهران.

وقد يزيد الملالي ببساطة وتيرة التصعيد، لذا، فمن الواضح أن على صانعي السياسات التفكير على نطاق أوسع للحيلولة دون وقوع الحرب.

زيادة العقوبات

وأضاف الكاتب "في حين أن إيران واحدة من أكثر الدول التي تخضع للعقوبات على وجه الأرض، يجب توسيع نطاق العقوبات لتشمل الشركات والبلدان التي تزود إيران أو وكلاءها بالأسلحة، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيون والميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا".

ويجب أن تعكس العقوبات حقيقة أن إيران تقود مجموعة من الجماعات الإرهابية. ويجب على دول مجموعة السبع كلها تطبيق هذه العقوبات.
وأكد الكاتب ضرورة أن تعزز أمريكا دعمها لحركات المعارضة داخل إيران وخارجها، بما في ذلك النقابات العمالية والمعارضون الديمقراطيون.

وستؤدي العقوبات المشددة على مبيعات النفط والغاز إلى قطع التمويل عن آلة الحرب الإيرانية. وسيترتب على تباطؤ صادرات النفط الإيراني المزيد من الاضطرابات في المدن الإيرانية المتعطشة للكهرباء وعجز أكبر في الميزانية، الأمر الذي قد يطيح بالنظام.

الازدهار الفلسطيني

وقال الكاتب: "بعد قهر حماس في غزة، ستكون هناك حاجة إلى مشروع أشبه بمشروع مارشال للفلسطينيين لإقصاء إيران بينما تُولَد غزة من جديد منطقة مسالمة ونامية. وبذلك، ستستعيد غزة ماضيها عندما كانت في أيام الإمبراطورية العثمانية ميناءً رئيساً ومُورِّداً للغذاء للبحر المتوسط".


واختتم الكاتب مقاله بالقول إن مجموعة قوية من العقوبات والتحالفات هي أفضل رادع لإيران.

ولمنع نشوب حرب أوسع نطاقاً والكارثة الاقتصادية والسياسية التي سترافقها، تحتاج الولايات المتحدة إلى تقوية شوكة أصدقائها وتثبيط عزيمة أعدائها.