مبنى مدمر في رفح.
مبنى مدمر في رفح.
الثلاثاء 30 أبريل 2024 / 11:21

غزو رفح... قرار سيئ لنتانياهو أم لإسرائيل؟

عندما ردت إسرائيل على الهجوم الإيراني بطريقة عسكرية مدروسة في 19 أبريل (نيسان)، اعتقد البعض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق على إظهار ضبط نفس مقابل دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لعملية عسكرية في رفح.

قد يعني التخلي عن خطط اجتياح رفح نهاية فترة نتانياهو في السلطة

لكن الكاتبة ليمور سيمهوني فيلبوت أشارت إلى أنه تم دحض هذه الإشاعات نهاية الأسبوع الماضي عندما كرر بايدن اعتراضه على عملية عسكرية كبيرة في المدينة خلال مكالمة هاتفية مع نتانياهو، وهذا يترك نتانياهو بين المطرقة والسندان.
وكتبت فيلبوت في مجلة "ذا سبكتيتور" البريطانية أن المشكلة بالنسبة إلى نتانياهو تكمن في أن القيام بعملية واسعة النطاق في رفح سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى إدانة دولية واسعة النطاق، من ضمنها ما سيصدر عن حلفاء إسرائيل.

حتى أن بايدن قد يقيّد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل رداً على ذلك، ويشعر المنتقدون بالقلق من الأوضاع الإنسانية في غزة والإصابات المدنية بين مليون لاجئ فروا إلى رفح منذ بدء الحرب.
مع ذلك، قد يعني التخلي عن خطط اجتياح رفح نهاية فترة نتانياهو في السلطة.

إن الوزيرين الأكثر تشدداً في ائتلافه، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، هددا بالاستقالة إذا لم تغزُ إسرائيل المدينة، ومن شأن استقالتهما أن تزيد من فرص انهيار ائتلاف نتانياهو مما يفرض انتخابات من المرجح أن يتكبد فيها حزب الليكود الذي يتزعمه هزيمة مذلة.

الضغط الدولي كسر العصا

كان نتانياهو يحاول استخدام التهديد بتنفيذ عملية كبيرة في رفح كعصا للتفاوض على صفقة مع حماس، فإذا رفضت الحركة الصفقة فستبدأ عملية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح.

لكن هذا التهديد قد تقوّض بسبب المعارضة الدولية للعملية والتي يبدو أنها في هذه اللحظة تشجع حماس على التمسك بمواقعها، ويأمل قادة الحركة أن يتم الضغط على إسرائيل للموافقة على صفقة لإنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، وبالتالي إنقاذهم. 

ويدرس الجانبان حالياً صفقة جديدة توسطت فيها مصر، وهي تتضمن إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون في إسرائيل.

وفي مرحلة لاحقة، من الممكن التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، في حين قد تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.

ويظل وقف دائم لإطلاق النار وسحب جميع القوات من غزة خطين أحمرين لإسرائيل، وبالتالي من غير المرجح أن تتم الموافقة عليهما.

إعادة إشعال الاحتجاجات

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية مظاهرات حاشدة في إسرائيل ضد الحكومة، وينتقد المتظاهرون نتانياهو لعرقلته المفاوضات مع حماس بشأن عودة الرهائن، وهو ما فعله بناء على طلب بن غفير وسموتريتش، وأدى هذا إلى إعادة إشعال الحركة الجماهيرية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي كانت موجودة قبل الحرب.
وأضافت الكاتبة أن "الأمور لا تبدو جيدة بالنسبة إلى إسرائيل، إن تردد نتانياهو وفشله في المناورة بين المصالح الوطنية والمصالح الشخصية التي تحكمها جهوده الحثيثة للبقاء في السلطة وتالياً رغبته الملحة في الإذعان لمطالب المتطرفين، وضعا إسرائيل في موقف بالغ الصعوبة".

تداعيات الرد الإيجابي والسلبي

وبالرغم من النجاحات العسكرية الإسرائيلية، لا تزال حماس تحتجز 133 رهينة إسرائيلية، ويُعتقد أن العديد منهم ماتوا في الأسر.

ويعني تردد نتانياهو تجاه اقتراح حاكم بديل لغزة أن حماس لا تزال تتولى زمام الأمور، بل إن عناصرها تمكنوا في بعض المناطق من إعادة تنظيم صفوفهم بعد أن سحبت إسرائيل قوات كبيرة من القطاع. 

وستتحدد تحركات إسرائيل التالية من خلال رد حماس على هذه الصفقة الجديدة التي اقترحتها مصر، إن رداً إيجابياً من قبل الحركة سيؤخر أي عملية في رفح، لكنه قد يؤدي إلى انهيار الحكومة الإسرائيلية، بينما يعني الرد السلبي أن نتانياهو سيواجه القرار الصعب في ما يتعلق بشن عملية في رفح بالرغم من التحفظات الأمريكية.

تخلص الكاتبة إلى أن الخيار الأول سيئ لنتانياهو. والثاني سيئ لإسرائيل.