الرئيس الفلسطيني محمود عباس (إكس)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (إكس)
الأحد 7 أبريل 2024 / 13:28

القيادة الفلسطينية في أزمة مع احتدام حرب غزة

بعد 6 أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس، أصبح السؤال المطروح ليس فقط حول مصير قطاع غزة المدمر، بل أيضاً حول قيادة الملايين من الفلسطينيين وتطلعاتهم إلى إقامة دولتهم.

الحرب الحالية أدت إلى تفاقم عجز شرعية السلطة الفلسطينية

وفي تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تحتل حماس التي أشعلت الصراع بهجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الصدارة في استطلاعات الرأي.

وأوضحت المجلة أن المنافس الرئيسي لحماس هي حركة فتح، التي تقود السلطة الوطنية الفلسطينية وتدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بموجب اتفاقات عمرها 30 عاماً، وتحظى بدعم الولايات المتحدة لإدارة غزة بعد الحرب.

أزمة شرعية

وقالت المجلة إن "الصراع لم يؤدّ إلا إلى تعميق أزمة شرعية فتح بعد عقود من نزيف الدعم".

وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، لا يوجد فرد لديه كتلة من المتابعين، إذ إن الأقرب هو مروان البرغوثي، زعيم فتح الذي يقضي 5 أحكام بالسجن المؤبد بتهمة القتل في سجن إسرائيلي.

ومن خلفه يأتي زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، فيما يحظى محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 88 عاماً والذي انتخب قبل 18 عاماً، بدعم لا يتجاوز الـ 10%، ويرغب أكثر من 80% من الفلسطينيين في استقالته.

عجز السلطة

ومن جهته، قال غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، لمجلة نيوزويك: "إن الحرب الحالية لم تؤدّ إلا إلى تفاقم عجز شرعية السلطة الفلسطينية".

وأضاف "بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي - حتى لو أردنا التكيف مع الارتفاع المعتاد في شعبية حماس خلال الحرب - فقد تراجعت مصداقية السلطة الفلسطينية بين الفلسطينيين، حيث يُنظر إليها على أنها سلبية وغير فعالة، مع عدم قدرتها على التأثير على مسار الحرب أو التوصل إلى نهايتها".

وبحسب المجلة، فإن السؤال الحاسم هو من سيحكم غزة عندما يتوقف القتال، حيث تريد الولايات المتحدة أن تكون تحت السلطة الفلسطينية في حين تدرس إسرائيل فرض الحكم العسكري.

حُكم غزة

بدوره، قال فيصل العرنكي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمجلة نيوزويك إن "الحكم في غزة لن يعتمد فقط على شروط وقف إطلاق النار، بل على التقدم نحو حل الدولتين الذي تدعمه الولايات المتحدة، ولكن يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو".

وأضاف أن "الحكومة اليمينية المتعصبة في إسرائيل، عملت وما زالت تعمل على تقويض مصداقية السلطة الوطنية الفلسطينية".

وأشار متحدث باسم مكتب نتانياهو، إلى أن عضواً نشطاً في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية نفذ هجوماً مؤخراً على إسرائيليين، وأن السلطة تدفع رواتب لعائلات القتلى الذين هاجموا إسرائيليين، وأن السلطة الفلسطينية لم تديِن بعد عمليات القتل التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال لمجلة نيوزويك: "لن تكون هناك قوة حاكمة تمول الإرهاب أو تثقف على الإرهاب".

أبرز المتنافسين

ووفق المجلة، لم تعين السلطة الفلسطينية بعد خليفة واضحاً لعباس، على الرغم من أن الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ قد تم الترويج له. ولفتت إلى أن الرجل الوحيد الذي يتصدر استطلاعات الرأي باستمرار هو القائد العسكري السابق لحركة فتح مروان البرغوثي.

وأظهر استطلاع للرأي أُجري في مارس (آذار) الماضي، حصوله على تأييد 40%، مقابل 23% لهنية، و8% فقط لعباس، في منافسة افتراضية بين الثلاثة. وشبه بعض الفلسطينيين البرغوثي، المسجون منذ عام 2002، بالزعيم الجنوب أفريقي الراحل والسجين السياسي نيلسون مانديلا.

وقال خالد الجندي، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط، لمجلة نيوزويك: "يتمتع مروان بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويمكن أن يكون قوة موحدة في السياسة الفلسطينية".

سلطة انتقالية

ونظراً للتحديات التي قد تواجهها السلطة الفلسطينية في غزة، فإن قِلة من هذه الأطراف تناقش الآن إنشاء سلطة انتقالية دولية بتفويض من الأمم المتحدة. ومن بينهم هبة الحسيني، المستشارة القانونية السابقة للوفود الفلسطينية في محادثات السلام.

وقالت الحسيني: "إنه نهج مبتكر وقد حقق نجاحات في أماكن مثل تيمور الشرقية وكوسوفو والكونغو وغيرها من الأماكن التي مزقتها الحرب. حيث تتمتع هيئة تقنية المعلومات بسلطة إدارية عامة، لتكون بمثابة سلطة حكم انتقالية بحكم الأمر الواقع لإعادة تشكيل دولة فاشلة، ويمكن أن ينطبق هذا على السياق الفلسطيني في غزة."

ومن غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه الفكرة ستجذب أياً من أولئك الذين لديهم رأي – ناهيك عن الفلسطينيين أنفسهم – لكن الحسيني تعتقد أن الوقت قد حان لشيء جديد، وأضافت "من بين رماد هذه الحرب الرهيبة، هناك فرصة يمكن الاستفادة منها، لكنها تحتاج إلى تغيير في القيادة في كل من إسرائيل وفلسطين".