رواد فضاء (أرشيفية)
رواد فضاء (أرشيفية)
الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 / 17:28

الإقامة الطويلة في الفضاء أضرت نظر 75 % من الرواد

أظهرت دراسة ان اضطرابات تصيب نظر ثلاثة أرباع رواد الفضاء الذين يقيمون لفترات طويلة في الفضاء بسبب التغير في ضغط السائل الدماغي الشوكي الناجم عن الجاذبية الصغرى.

ففي العقد الأخير ومع بقاء عدد متزايد من الطواقم لأشهر عدة في محطة الفضاء الدولية، بدأ اطباء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يلاحظون اضطرابات في النظر لدى رواد الفضاء الذين يبقون لفترة طويلة في المدار.

وكان الرواد يعانون من تشوش في النظر فيما أظهرت فحوصات معمقة عدة تغيرات بنيوية من بينها تسطح مقلة العين والتهاب في اطراف الاوتار البصرية.

وهذه العراض المعروفة باسم "اضطراب النظر الناجم عن تغير في الضغط داخل الجمجمة" كانت موضع عرض خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية الشمالية للتصوير بالأشعة المنعقد خلال الأسبوع الحالي في شيكاغو في ولاية إيلينوي (شمال الولايات المتحدة).

وكان العلماء يظنون في البداية أن مشاكل النظر هذه ناجمة عن الطريقة التي يسري فيها الدم في الجسم في ظل الجاذبية الصغرى مع التركز خصوصاً في الرأس على ما أوضح نوام البيرين أستاذ التصوير بالاشعة والهندسة الطبية الحيوية في كلية الطب في جامعة ميامي (فلوريدا) وهو المعد الرئيسي للدراسة.

ولاغراض هذه الدراسة قارنوا صور بالسكانر لدماغ سبعة رواد أمضوا أشهراً عدة في محطة الفضاء الدولية، بتسعة رواد آخرين كانت إقامتهم قصيرة.

فتبين لهم أن الرواد الذين أقاموا لفترة طويلة لديهم كمية أكبر من من السائل الدماغي الشوكي في الدماغ.

ويحمي هذا السائل الدماغ والنخاع الشوكي وينقل المغذيات ويسحب المخلفات.

وعلى الأرض يسمح هذا السائل بتكيف الجسم مع وضعيات مختلفة من وقوف وجلوس واستلقاء. إلا أنه في ظل انعدام الجاذبية تتعرض هذه الآلية "للاضطراب بسبب غياب تقلبات الضغط بحسب وضعيات الجسم المختلفة" على ما أوضح البيرين، مشدداً على أنها المرة الأولى التي يقام فيها رابط كمي مباشر بين ضغط السائل الشوكي النخاعي والاضطرابات في النظر.

وتجري النمسا أبحاثاً لإيجاد علاج لهذه المشكلة تحضيراً للمهمات المأهولة الطويلة جداً إلى الفضاء ولا سيما إرسال رواد باتجاه المريخ بحدود العام 2030.

وقال رائد الفضاء المتقاعد في وكالة ناسا كلايتن أندرسن إنه لم يواجه مشاكل في النظر بعدما أمضى خمسة أشهر في المدار العام 2007.

وأظهرت أبحاث اجرتها وكالة الفضاء الأمريكية أن بروتينة ينتجها الجسم سمحت بمنع الاضطرابات في السائل الشوكي النخاعي، على ما أوضح رائد الفضاء السابق.