طائرات مسيرة ألمانية (أرشيف)
طائرات مسيرة ألمانية (أرشيف)
السبت 18 مايو 2024 / 14:46

خبير: الغرب يحتاج إلى تطوير فوري للطائرات المسيرة

في ضوء الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة في الحرب الروسية على أوكرانيا، أعرب أحد الخبراء عن اعتقاده بأن الجيش الألماني وشركاءه بحاجة كبيرة إلى اللحاق بالركب في هذا المجال.

وقال فابيان هينتس، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ببرلين: "عدد قليل للغاية من الجيوش في العالم مسلح لمثل هذه الحالة.. من المؤكد أن الجيش الألماني سيواجه مشكلات أيضاً، وذلك ببساطة لأن ما نشهده الآن في أوكرانيا، والاستخدام المكثف لطائرات مسيرة صغيرة ومتاحة تجارياً، هو تجربة جديدة".

وأشاد الخبير بتشغيل طائرة الاستطلاع المسيرة الجديدة، والمزودة بصواريخ طراز "هيرون تي بي" باعتبارها خطوة مهمة، مشيراً إلى أن الاستخدام من قبل الجيش الألماني يقتصر حتى الآن على المهام الخارجية.

وقال: "الاستخدام داخل ألمانيا يرتبط ببعض العوائق البيروقراطية التي يمكن أن تكون وخيمة للغاية"، مضيفاً أن "تغير ذلك الآن يعد نقلة نوعية، ولكن لا يزال هناك مجال كبير للتحسن من حيث المبدأ".

وأوضح هينتس "من حيث المبدأ، التحدي الكبير هو معرفة الدروس التي ينبغي الاستفادة منها من حرب أوكرانيا"، مشيراً إلى أنه تم استخدام أنظمة مختلفة في مراحل مختلفة، وتابع "قواعد حرب الطائرات المسيرة الحديثة تكتب الآن. ولهذا السبب، من الصعب للغاية استخلاص الدروس الصحيحة من الحرب، وتوقع ما سيأتي في غضون سنوات قليلة، وما هي التهديدات التي سنواجهها".

وانتقد هينتس تخلف ألمانيا عن تطوير المسيرات لفترة طويلة، لافتاً إلى أن شركة "دورنير" الألمانية السابقة طورت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تصميماً أولياً لما يسمى حالياً بالمسيرات الانتحارية، وهي مسيرات مضادة للردارات تستخدم ضد مواقع رادارات العدو، لكنها لم تدخل حيز الإنتاج في ألمانيا.

وقال: "ثم وجد التصميم طريقه بطريقة ما إلى إسرائيل. وقام الإسرائيليون ببناء هذه الطائرات المسيرة تحت اسم هاروب، وقام الإيرانيون بدورهم بنسخ طائرة هاروب وتكبيرها وتعديل أدوات التحكم فيها حتى أصبحت تحمل اسم (شاهد136)"، مشيراً إلى أن هذه المسيرات كثيراً ما تستخدمها القوات الروسية في أوكرانيا.

وأضاف "لو كانت ألمانيا واصلت السير على هذا الطريق في ذلك الوقت، لكانت بالطبع قد قطعت مسافة أبعد بكثير الآن، وكانت ستمتلك في الواقع أسلحة قوية للغاية وكانت ستوفرها أيضاً لشركائها مع أوكرانيا".

وأشار هينتس إلى أنه لم يظهر أيضاً أي منتج حقيقي قابل للاستخدام من الأبحاث الأخرى، قائلاً: "هذه هي المشكلة الأساسية. لديك أبحاث، وتطور تكنولوجي، وفي بعض الأحيان يكون لديك نماذج أولية، ولكن لم تكن هناك إرادة سياسية وراء ذلك لترجمة التكنولوجيا المتوفرة لديك إلى منتج قابل للاستخدام"، وأوضح أن السبب في ذلك كان نهاية الحرب الباردة، فالدفاع في ذلك الحين كان يعتبر عملاً قذراً، وتابع "المسيرات ستكون بالطبع أكثر قذارة".