السبت 18 مايو 2024 / 09:44

هولوكوست ألمانيا النازية وإسرائيل الصهيونية

عماد فؤاد- صحيفة الوطن المصرية

إسرائيل اعتادت ابتزاز العالم بمحرقة «الهولوكوست»، والحصول على عشرات المليارات من الدولارات كتعويضات عن ضحايا لا علاقة لها بهم، وكانت وقت تلك الأحداث مجرد جنين فى رحم قوى الاستعمار العالمية.

وإسرائيل نفسها هى التى تنفذ جريمة «الهولوكوست» فى غزة، وعلى مرأى ومسمع العالم، قتلت حتى الآن أكثر من (35 ألفاً) من أبناء القطاع بخلاف ما يزيد على (100 ألف) من الجرحى والمصابين، ومن قلب تلك الجريمة الصهيونية، تخرج منظمة يمينية متطرفة لتطالب بتعويضات مالية عن مقتل (124) إسرائيلياً!
وقبل «هولوكوست غزة»، ووفقاً للجهاز المركزى للإحصاء فى فلسطين، حسبما كشف فى مايو (2022)، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ نكبة (عام 1948)، نحو مائة ألف شهيد، وزاد العدد بأكثر من 22 ألفاً حتى بداية العدوان على غزة، الذى راح ضحيته أكثر من (35) ألف شهيد حتى الآن.
إذاً نحن نتحدث عن أكثر من (150 ألفاً) من ضحايا إسرائيل فى فلسطين وحدها، بخلاف مئات الآلاف من الجرحى والمصابين، وتدمير وسلب ونهب الممتلكات.الأمر الآن يقتضى وقفة عربية جادة لإلزام إسرائيل بدفع ثمن جرائمها فى حق الفلسطينيين على مدى أكثر من (76) عاماً منذ النكبة حتى اليوم.
ومسئولية إسرائيل عن تلك الجرائم مزدوجة، فهى كسلطة احتلال، وفقاً لقواعد وأحكام القانون الدولى والإنسانى، والمواثيق الدولية، مارست القتل الممنهج، كما تفعل مع أهالى غزة الآن، والإسرائيليون كأفراد مسئولون، سواء حرضوا، أو أمروا، أو خططوا، أو نفذوا ما يُدرجه القانون الدولى ضمن الأعمال والتصرفات والممارسات لوصف الجرائم الدولية، كجرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية.المسئولية المدنية تُلزم الكيان الصهيونى بدفع التعويضات لأسر الضحايا، والمسئولية الجنائية تقتضى أيضاً ملاحقة الأفراد، سواء كانوا حكوميين أو مستوطنين، كمجرمين يستأهلون المحاكمة، ودفع ثمن ما ارتكبوه من جرائم.
الحقيقة المرة والحاضرة بقوة تشير إلى أن العالم الذى تبتزه إسرائيل بقضية «الهولوكوست» التى وقعت فى ألمانيا النازية، فى عهد هتلر، أواخر الثلاثينات من القرن الماضى، ولم يشاهدها أحد، ويدور الجدل حول مدى مصداقيتها، هو العالم الذى يرى بالصوت والصورة، وعلى الهواء مباشرة لحظة بلحظة «هولوكوست غزة».
لا أعرف متى سنتحرك -كعرب- لإيقاظ الضمير الإنسانى لهذا العالم؟، وإذا كانت إسرائيل لديها منظمات متطرفة تسعى للحصول على تعويضات عن مقتل العشرات من المستوطنين، فلدينا نحن أيضاً من المنظمات الحقوقية الكثير، وفى كل بلد عربى توجد نقابة للمحامين، ولدينا اتحاد المحامين العرب، وواجبنا الحصول على حقوق الفلسطينيين، فهم ليسوا أقل من اليهود.جريمة إسرائيل فى غزة موثقة، كاملة الأركان، ويسهل إثباتها، وما أكثر الأدلة التى يسهل جمعها، وللحديث بقية.