مظاهرات لإقامة دولة للخلافة في ألمانيا (إكس)
مظاهرات لإقامة دولة للخلافة في ألمانيا (إكس)
الخميس 2 مايو 2024 / 11:27

صدمة في ألمانيا بعد فضيحة مظاهرة "الخلافة هي الحل"

تعيش ألمانيا في حالة صدمة، بعد فضيحة مظاهرة قام بها في قلب مدينة هامبورغ المئات من الإسلامويين من فئة الشباب المحسوبين على جماعات مُتطرّفة يدعمها تنظيم الإخوان الإرهابي، وذلك للمطالبة بإقامة الخلافة في ألمانيا، فيما اعتبر سياسيون ألمان بارزون أن ما حصل هو اعتداء على ديمقراطية بلادهم ولا يمكن تحمّله.

ووصفت الصحافية والمحللة السياسية الفرنسية المُقيمة في ألمانيا، باسكال هيوز، ما حدث في تعليق لها بمجلة "لو بوان" بالقول: "هذا كثير جداً.. لقد أصبح الخوف كبيراً.. إنّ إمكانية حدوث مثل هذه المظاهرة باسم حرية التعبير بمباركة من الشرطة في قلب مدينة ألمانية كبيرة يُثير التساؤل حول حدود حرية التعبير ويصدم جزءاً كبيراً من الجمهور".

وجرت المظاهرة يوم السبت الماضي، في شارع شتايندام في منطقة سانكت جورج في هامبورغ، الشارع الذي تصطف على جانبيه المتاجر والمطاعم التركية والعربية في المنطقة التي أطلق عليها البعض اسم "إسطنبول الصغيرة".

واحتجّ أكثر من ألف شخص في التظاهرة على ما سموه "ديكتاتورية القيم" المفروضة في ألمانيا. وانتقد البعض وسائل الإعلام لتحويلها المسلمين في ألمانيا إلى إسلامويين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، حسب قولهم.

وبالمقابل، نشر المنظمون فيديو ظهر فيه مئات الشباب الذين يرتدون ملابس سوداء، يرددون باللغة العربية "التكبير"، فيما كان البعض يحمل لافتات كتب عليها "الخلافة هي الحل!"، الأمر الذي وُصف في ألمانيا بالفضيحة والصدمة.

من هم المنظمون والمشاركون؟

نظمت المظاهرة بشكل رئيس مجموعة Muslim Interaktiv "مسلم إنتراكتيف"، التي تأسست عام 2020 في مدينة هامبورغ.

ووفقاً لمكتب حماية الدستور "وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية"، فإن "مسلم إنتراكتيف" تابعة للمنظمة الإسلامية الأصولية "حزب التحرير"، التي حظرتها السلطات الألمانية العام الماضي. وشارك في المظاهرة المئات من المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين غالبيتهم ممن يحملون جنسيات ألمانية وأوروبية.

ودعا للمظاهرة رحيم بواتينغ، 25 عاماً، وهو واعظ ديني نصّب نفسه بشكل غير رسمي، ويعمل على زيادة تطرف الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وهو يزعم على "تيك توك" أن المسلمين يتعرضون للاضطهاد في ألمانيا وأن الوقت قد حان لكي يتحدوا ويدافعوا عن أنفسهم. وطالب أمام الحشد الغاضب في المظاهرة بـ "الحق في العيش وفقاً لشرائع الإسلام!".

ويحمل بواتينغ الجنسية الألمانية، وهو مثل الغالبية العظمى من المتظاهرين الشباب في هامبورغ، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عاماً. وهؤلاء ليسوا لاجئين وصلوا إلى ألمانيا منذ عام 2015 قادمين من بلدانهم الأصلية التي عانت من الحروب، بل هم شباب من الجيل الثالث من المهاجرين، ولدوا في ألمانيا، وذهبوا إلى مدارسها، ويتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة ويحملون جواز سفر ألمانياً.

ردود فعل قوية

وحذّر كثيرون من الخطر "الوشيك" المتمثل في تطرف الشباب الألمان، وانتقدوا الحكومة لعدم إظهارها ما يكفي من الشدة لمنع هذا النوع من المظاهرات التي وصفوها بـ "التفجيرية".

وطالب قائد شرطة هامبورغ بحظر موقع "Muslim Interaktiv" خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها المجموعة مظاهرة في المدينة.

وفي صفوف المعارضة الديمقراطية، ترتفع أيضاً الأصوات المؤيدة للحظر ومطالبة الحكومة بالتوقف عن التقليل من تأثير تلك المنظمة المتطرفة. كما تطالب أحزاب ليبرالية، الائتلاف الحاكم بزعامة أولاف شولتز، بطرد المشاركين في المظاهرة من ألمانيا.

وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر: "إن رؤية مثل هذه المظاهرة في شوارعنا أمر يصعب تحمله". ووعدت بتدخل قوي من قبل الدولة لمنع هذا النوع من المظاهرات، مؤكدة الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها "لا دعاية لحماس، لا كلمات كراهية ضد اليهود، ولا دعوة للعنف في شوارع ألمانيا".

وذكّرت فيزر بأن أنشطة الحركات الإسلاموية تتم مراقبتها عن كثب، خاصة تلك التي تحاول تجنيد عناصر جدد، فهي تقع في مرمى الأجهزة الأمنية.

يذكر أن السلطات الألمانية قامت بترحيل 12 متطرفاً إلى بلدانهم الأصلية العام الماضي. وتصنّف أجهزة الأمن حالياً 480 شخصاً كتهديدات إرهابية، من بينهم 152 يحملون الجنسية الألمانية، و120 لديهم جنسية ثانية، بالإضافة إلى جنسيتهم الألمانية. كما تقدّر الاستخبارات أن عدد الإسلامويين المحتملين في ألمانيا يتجاوز 27 ألف شخص.