نازحون فلسطينيون في مدينة رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون في مدينة رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
الأربعاء 1 مايو 2024 / 11:59

إسرائيل تصرّ على غزو رفح.. ونقل سكانها إلى "جُزر"

تصرّ إسرائيل على شن هجوم بري ضد حماس في رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، في خطة أثارت قلقاً عالمياً، بسبب احتمال إلحاق الضرر بأكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.

وتدعو الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تجنباً لهجوم مرتقب على رفح، في وقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الجيش سيتحرك في المدينة "مع أو دون اتفاق" مع حماس.

أهمية رفح

ووفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، وافقت إسرائيل على خطط عسكرية للهجوم على رفح، وقامت بتحريك قواتها ودباباتها إلى الجنوب، على الرغم من أنه لا يزال من غير المعروف متى سيحدث ذلك.

وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقل رئيسي لحركة حماس في قطاع غزة، بعد أن أدت العمليات في أماكن أخرى إلى تفكيك 18 كتيبة، من أصل 24 كتيبة تابعة للحركة، وفقاً للجيش.

وأشارت إسرائيل إلى أن حماس لها 4 كتائب في رفح، وأن عليها أن ترسل قوات برية للإطاحة بها. ومن الممكن أيضاً أن يكون بعض كبار المسلحين مختبئين في المدينة.

معارضة كبيرة

وذكرت الوكالة أن الولايات المتحدة حثت مراراً إسرائيل على عدم تنفيذ العملية، دون خطة "ذات مصداقية" لإجلاء المدنيين. وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: "لا نريد أن نرى عملية برية كبيرة في رفح. بالتأكيد، لا نريد أن نرى عمليات لا تأخذ في الاعتبار سلامة وأمن أولئك الذين لجأوا إلى المدينة".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يخطط لتوجيه المدنيين في رفح إلى "جزر إنسانية" في وسط غزة، قبل الهجوم المخطط له، موضحة أنها أمرت بنصب آلاف الخيام لإيواء الناس، لكنها لم تقدم تفاصيل عن خطتها.

ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن لوجستياً نقل هذا العدد الكبير من السكان دفعة واحدة، دون معاناة واسعة النطاق بين السكان المنهكين بالفعل، بسبب التحركات المتعددة وأشهر من القصف.

وعلاوة على ذلك، يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن الهجوم على رفح سيؤدي إلى انهيار عملية المساعدات، وربما يدفع الفلسطينيين إلى مزيد من المجاعة والموت الجماعي.

حسابات سياسية

وحسب "أسوشيتد برس"، فإن مسألة مهاجمة رفح لها انعكاسات سياسية ثقيلة على نتانياهو، وقد تكون حكومته مهددة بالانهيار، إذا لم يمض في ذلك. كما من الممكن أن ينسحب بعض شركائه من القوميين المتطرفين والمحافظين من الائتلاف، إذا وقع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمنع الهجوم.

وقال أحد أعضاء ائتلافه، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أمس الثلاثاء: "قبول اتفاق وقف إطلاق النار وعدم تنفيذ عملية رفح، سيكون بمثابة رفع إسرائيل لعلم أبيض، وإعطاء النصر لحماس".

من ناحية أخرى، يخاطر نتانياهو بزيادة عزلة إسرائيل الدولية ـ واستعداء حليفتها الكبرى الولايات المتحدة ـ إذا هاجمت رفح. وقد يكون رفضه الصريح للتأثر بالضغوط العالمية ووعوده بشن العملية، يهدف إلى استرضاء حلفائه السياسيين، حتى عندما يفكر في التوصل إلى اتفاق.