الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو. (أرشيف)
الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو. (أرشيف)
الإثنين 29 أبريل 2024 / 16:31

لماذا تحتاج إسرائيل إلى مراجعة استراتيجيتها مع الصين؟

أجرت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، حواراً مع الخبير في الشؤون الصينية، البرفيسور أوري سيلا، ناقشت فيه الدعم الصيني لإيران، وكيف يُعد جزءاً من معركتها مع الأمريكيين وليس مع إسرائيل.

 وقالت كلكليست تحت عنوان "إسرائيل تحتاج إلى مراجعة استراتيجيتها تجاه الصين"، أنه في أعقاب الهجوم الإيراني، ظهر دليل على أن إسرائيل جزء من محور غربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، متسائلة: "هل يصح القول إن المحور المقابل على الجانب الآخر من الأرجوحة هو إيران وروسيا والصين".

ونقلت عن سيلا قوله إنه عند الحديث عن الصين، يجب عدم ربطها بأي محور أو كتلة، لأن الدول تشترك في مجموعة واسعة من المصالح أو القيم أو الاتجاهات.
وأضاف أن الصين ليست مهتمة بأن تكون جزءاً من مجموعة، لأنها تطمح إلى تحقيق التفوق العالمي، كما أنها لا تنظر إلى روسيا وإيران كشريكين متساويين، فهي من وجهة نظرها تقود نظام علاقاتها مع روسيا وإيران، وتستخدمه  كأدوات لتحقيق أهدافها. 

 كيف تستخدم الصين إيران؟

وتحدث عن استغلال الصين لإيران وروسيا، فعلى المستوى الاقتصادي، بما أن الدولتين تواجهان عقوبات واسعة، فإن بكين تستغل ذلك الوضع لشراء كميات كبيرة من النفط الرخيص من كليهما.
أما على المستوى الاستراتيجي، فإن إيران بمثابة مركز مقاومة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتلعب روسيا دوراً مماثلاً في أوروبا، ويخدم التعاون معهم الهدف الشامل المتمثل في إضعاف الهيمنة الأمريكية العالمية وتحويل انتباه واشنطن عما يحدث على أرض الصين الواقعة شرق آسيا.

الصين وإيران وأمريكا والصين

ورداً على تساؤل بشأن المقارنة بين الدعم الصيني لايران والدعم الأمريكي لإسرائيل، قال إنه لا  مقارنة بين العلاقات الصينية الإيرانية والعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، مشيراً إلى أن بكين لا تحافظ على مثل هذه العلاقات، وبالعودة بالزمن إلى الوراء لفهم كيف تشكلت العلاقة بين بكين وطهران. ففي أوائل الثمانينيات،  تورطت إيران في حرب مع العراق، بعد وقت قصير من الثورة، وسعت الصين إلى تعزيز صناعة الأسلحة لديها وجعلها أكثر ربحية كجزء من إصلاحها الاقتصادي الضخم، ورأت أن هناك حرباً كبيرة وطويلة الأمد في الشرق الأوسط بين دولتين بحاجة إلى الأسلحة والذخيرة، والتي رفض معظم العالم توريدها، لذلك بدأت في تصدير الأسلحة إلى كليهما، وهناك أيضاً تقارير تفيد بأن الصين ساعدت إيران في برنامجها النووي.

وفي أوائل التسعيات، نمت الصين بمعدل هائل وأصبحت تعتمد بشكل متزايد على الطاقة، وهكذا أصبحت إيران مصدراً رائعاً للنفط وشريكاً هاماً في مجال الطاقة للصين، وفي وقت لاحق، أصبح جانب الطاقة أكثر أهمية. 

عناصر صينية

وعن احتمالية تورط الصين في الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، لم يستبعد الخبير الإسرائيلي أن تكون هناك بعض العناصر التي ظهرت، وبينها طائرات مسيرة أو صواريخ كروز أو باليستية، مرتبطة بالصين، مستطرداً: "لكن الروابط أقوى في الواقع بين روسيا وإيران".
وشدد على ضرورة ألا تعتبر إسرائيل الصين خصماً بسبب هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) واحتمالية تورط بكين فيها، أو على الأقل ألا تعتبرها خصماً بشكل كامل، لأنه ليس لدى إسرائيل سبب خاص للبحث عن عدو آخر، فلديها ما يكفي.
كما رأى أن إسرائيل تحتاج بشدة إلى الصين فيما يتعلق بسلاسل التوريد، خصوصاً عندما لا تزال هناك قضايا لم يتم حلها مع تركيا، إلا أن إسرائيل ستحتاج بالتأكيد إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه الصين والنظر في تغيير أساليبها. 

كيف ينبغي أن تتعامل إسرائيل مع الصين؟

وقال سيلا، إن إسرائيل تحتاج لتعلم كيفية تقليل المخاطر من الدول التي لديها بالفعل علاقات معقدة مع الصين، مثل اليابان وكوريا والجنوبية، وبما أن الصين متورطة مع الدول التي تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل، فيجب على إسرائيل التأكد من أنها لا تساهم بشكل غير مباشر في ذلك، مشيراً إلى أن التطورات الصينية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على إسرائيل لاحقاً".
ويرى أن سبب سعي الصين  لدعم الفلسطينيين والتدخل في المنطقة، يكمن في الحصول على بصمة أكثر أهمية في الشرق الأوسط، وخاصة على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي.