صواريخ إسرائيلية تعترض المسيرات الإيرانية
صواريخ إسرائيلية تعترض المسيرات الإيرانية
الإثنين 29 أبريل 2024 / 10:23

هجوم إيران على إسرائيل يعمّق القلق حيال برنامجها النووي

أظهر قرار إيران إطلاق أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة في أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر، حماساً للمغامرة، مما أعاد التركيز على برنامج طهران النووي وما إذا كانت طهران ستبقى ممتنعة عن تطوير قنبلة.

ستستغرق إيران 6 أشهر لصنع قنابل عدة يمكن نقلها بواسطة شاحنات أو سفن

وكتب لورنس نورمان في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن المراقبين عن كثب للبرنامج النووي الإيراني كانوا يعتقدون منذ وقت طويل أن القادة الكبار للبلاد قد حسبوا بأن تكاليف صنع القنبلة تفوق الفوائد المترتبة على ذلك. وباعتبارها قوة ذات قدرات نووية في متناول اليد، فإن إيران كسبت فعلاً ما يكفي من الردع من دون المخاطرة بالحرب التي قد تنشب في حال تم اكتشاف قيامها بمحاولة صنع قنبلة.
لكن هذه الفرضيات اهتزت هذا العام. ففي وقت يتصاعد التوتر مع إسرائيل، أدلى المسؤولون الإيرانيون الكبار بسلسلة من التصريحات التي تلمح إلى أن طهران قريبة من امتلاك قدرات صنع القنبلة.

التخلي عن ضبط النفس

وقبل ساعات من الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، قال مسؤول بارز في الحرس الثوري إن طهران قد تتخلى عن ضبط النفس في ما يتعلق بصنع قنبلة نووية في حال وجهت إسرائيل ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. 

واستهدف الرد الإسرائيلي المحدود مواقع حول أصفهان، حيث توجد المنشآت النووية الإيرانية، لكنه لم يصوّب مباشرة على هذه المنشآت.
وبحسب الباحث البارز في معهد الدراسات الأمنية الوطنية راز زيمت، فإن "التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يقوي الدعوات الإيرانية إلى الحصول على سلاح نووي.. وهكذا، بينما المخاطر الناجمة عن مثل هذه الخطوة لا تزال تفوق الفوائد، فإن القيادة الإيرانية على الأرجح هي أكثر ميلاً لإعادة النظر في مقاربتها النووية أكثر من أي وقت مضى".
ويعتقد على نطاق واسع، بأن إسرائيل تملك أسلحة نووية، لكن لديها سياسة لا تؤكد ولا تنفي ذلك.
وإخفاق إيران في تدمير أهداف عسكرية إسرائيلية في الهجمات التي شنتها في وقت سابق من هذا الشهر، قد يدفع طهران للسعي إلى ردع أقوى. ويقول زيمت إن تحديات ضبط وإدارة شبكة الوكلاء، الذين لا تتوافق مصالحهم دائماً مع مصالح طهران، قد تزيد الضغط على إيران للسعي نحو الحصول على قنبلة. 

وغذى مسؤولون إيرانيون مثل هذا التفكير بنموذج من الإشارات إلى القدرات النووية للبلاد.

ففي مقابلة بثت في فبراير(شباط)، قال النائب السابق للرئيس الإيراني علي أكبر صالحي الذي كان شخصية أساسية في العمل النووي الإيراني في الماضي، إن إيران تجاوزت "كل العتبات بالنسبة للعلوم والتكنولوجيا النووية". وردد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني محمد إسلامي، صدى هذا التصريح.

سلاح نووي

وكان مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الأمريكية ومسؤولون دوليون قد صرحوا في مارس (آذار)، بأنهم لا يعتقدون أن إيران قد استأنفت برنامج تصنيع السلاح النووي، الذي يعتقد أنها قامت به في التسعينات وفي العقد الأول من القرن الجاري.

ومع ذلك، فإن هذا البلد قد تحرك على جبهات عدة يحتاجها من أجل تطوير قنبلة، بما في ذلك عبر دراسات ونشاطات يقول إنها مدنية.
ووفق رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت، فإنه سيستغرق إيران 6 أشهر لصنع قنابل عدة يمكن نقلها بواسطة شاحنات أو سفن.
إن برنامج التخصيب هو الآن أكثر تطوراً مما كان عليه عندما تم التوصل إلى اتفاق يضع قيوداً على البرنامج النووي الإيراني عام 2015. وانسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018. ومنذ ذلك الوقت نصبت إيران أكثر من ألف جهاز للطرد المركزي تعمل بأسرع من الأجهزة القديمة في مستويات أعلى من تخصيب اليورانيوم أو تنقيته.
وزادت طهران من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%-القريب من درجة التخصيب اللازمة لصنع القنبلة- الذي يمكن أن يعالج في غضون أيام لصنع ما يكفي من ثلاثة قنابل. كما أنها أنهت الرقابة التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بعض منشآت التخصيب، التي كانت موضوعة تحت الرقابة بموجب الاتفاق النووي.