الرئيس الروسي والرئيس الشيشياني (أرشيف)
الرئيس الروسي والرئيس الشيشياني (أرشيف)
الأحد 28 أبريل 2024 / 13:48

هل تؤدي وفاة قديروف لانخراط بوتين في حرب جديدة؟

إذا كانت التقارير الأخيرة صحيحة بأن أمير الحرب الشيشاني رمضان قديروف، يعاني من مرض نتيجته الحتمية الموت، فإن هذا سيضع التسوية التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد حرب الشيشان الثانية، أمام خطر واضح، نظراً لاعتماد سيد الكرملين على رجل قوي مهتم بمصلحته الشخصية للحفاظ على سلام عنيف، بدلاً من السعي إلى تحقيق سلام متوازن.

الزعيم الشيشاني يعاني من مرض عضال يزيد من احتمال اختلال "توازن الرعب" في القوقاز

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مأزق قديروف يكشف "الضغوط الواسعة" على نظام بوتين، والعواقب المترتبة على القرارات التي اتخذها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وداعاً قديروف!

هناك ادعاءات منتظمة من أعلى هرم المسؤولين الروس، وربما من بوتين نفسه، أن قديروف يعاني من "مرض مميت"، وتم دعم التقارير الأخيرة حول قديروف من قبل مصادر تتراوح بين المخابرات الأوكرانية والمطلعين الروس، وتشير إلى أن الزعيم الشيشاني لا يتجاوب مع العلاج، ويقترب كل لحظة من الموت.

وبحسب تقارير طبية تم تشخيص إصابة قديروف بسرطان البنكرياس في عام 2019، وتدهورت حالته الصحية بشكل خطير منذ العام الماضي، حيث قضى فترات في المستشفى في غيبوبة طبية. وفي عدة مرات ظهر فيها علانية، كان يتلعثم في كلماته، وفي محاولة لتبديد هذه الادعاءات، أصدر الأسبوع الماضي مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر فيه وهو يمارس الرياضة. وأشار بعض المراقبين إلى أن هذه لقطات قديمة، وأكدوا وجود تناقضات بين مظهره في هذا الفيديو وآخر يظهره وهو يلتقي بالمسؤولين.

لغز الشيشان

كانت الشيشان منذ فترة طويلة شوكة في خاصرة موسكو، ولم يتم إخضاعها إلا من خلال مزيج من القمع الشديد، واستمرار رشوة النخبة الشيشانية الجديدة، ويعكسها ثراء قديروف وامتلاكه حديقة حيوان خاصة به ومجموعة سياراته الفاخرة، بما في ذلك واحدة من 20 سيارة لامبورغيني ريفينتون بقيمة 1.4 مليون جنيه إسترليني.

ونظراً للأزمات الأخرى المطروحة على مكتبه، سوف يحاول بوتين ترتيب "خلافة سلسة" وكان قديروف، الذي خلف والده، يأمل في بناء سلالة، ورفع مستوى ابنه الأكبر أحمد، إلا أنه يبلغ من العمر 18 عاماً فقط (على الرغم من أن هذا لم يمنع والده من تعيينه وزيراً للرياضة والشباب في الشيشان)، فيما ينص القانون على أن رئيس جمهورية الشيشان يجب أن لا يقل عمره عن 30 عاماً.

وبدلاً من ذلك، يبدو أن المتسابق الأول هو اللواء أبتي علاء الدينوف، قائد وحدات المرتزقة الشيشانية في أوكرانيا، وتعتبره موسكو شخصاً يمكنها التعامل معه، لكن هناك آخرون أقرب إلى قديروف يعتبرون أنفسهم أولى بالحكم، ومنهم ابن عم قديروف، ممثل الشيشان في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) منذ عام 2007، وله قوات عسكرية خاصة به وهو آدم ديليمخانوف.

وترى الصحيفة أنه إذا تسببت محاولات تنصيب زعيم جديد في حدوث انقسامات داخل النخبة الشيشانية، فمن المرجح أن يتحول هذا إلى نزاع دموي مسلح.

معضلة رهيبة

وإذا ما حصل التوقع السابق فإن هذا سيشكل "معضلة رهيبة" بالنسبة لبوتين، تتزامن مع أسوأ لحظة ممكنة في روسيا، وما تشهده من عقوبات وعلاقات متوترة مع الجيران، والحرب على أوكرانيا.

وبينّت الصحيفة، أن العديد من الروس سوف يرحبون بخسارة الشيشان، ولكن بوتين، عندما يفكر في إرثه السياسي والتاريخي، من غير المرجح أن يكون مرتاحاً للتخلي عن الأراضي التي قضت روسيا أكثر من قرنين من الزمان في احتلالها، على الرغم من أن الشيشان لا تعتبر منطقة نموذجية في الاتحاد الروسي، ولكن من نواحٍ عديدة، هذه مجرد أول وأكثر دراماتيكية من سلسلة من التحديات التي تلوح في الأفق، وخلقتها القرارات التي اتخذها بوتين قبل ذلك بكثير، أثناء بناء دولته.

وبات من الواضح على نحو متزايد أن الزعماء المحليين مضطرون إلى تهديد الكرملين بعواقب وخيمة، أهمها "مدى الإحراج" الذي سيحدث، إذا بدأت البنية التحتية في عاصمة بوتين بالتدهور، في حين سيحذر زعماء المناطق من انتفاضة على مركزية الحكم الروسي، إذا تم تقليل التمويلات اللازمة لمناطقهم، وربما يقومون بالانقلاب على الدولة الروسية.