طائرة حربية إسرائيلية (وكالات)
طائرة حربية إسرائيلية (وكالات)
الجمعة 19 أبريل 2024 / 19:29

هجوم إسرائيل على إيران.. حفظ لماء الوجه أم مقدمة لحرب أوسع؟

لا تزال تداعيات الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران مستمرة، وسط تخوفات دولية من اتساع نطاق الحرب لتشمل منطقة الشرق الأوسط بالكامل. وكانت إيران قد وعدت "برد هائل وقاس" على "حتى أصغر غزو" من جانب إسرائيل، لكنها ردت في البداية على التقارير عن هجوم على أراضيها بازدراء هائل.

بحسب تقرير لسامر الأطرش في صحيفة "تايمز" البريطانية، فبعد دقائق من سماع دوي انفجارات فوق أصفهان، المدينة المركزية التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة، سارعت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى التقليل من أهمية الانفجارات باعتبارها حفنة من الطائرات بدون طيار الصغيرة، وقال مسؤول إنه لا توجد خطة للانتقام. 

وليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الانتقام الإسرائيلي الكامل للهجوم المباشر الذي شنته إيران يوم السبت الماضي، أم أنه مجرد بداية للأعمال الانتقامية.
لكن إذا انتهى الأمر هنا، فإن إسرائيل تكون قد وفرت على المنطقة وحلفائها الغربيين الذين طالبوها بالانسحاب من الحرب مع إيران التي لم يكن أحد يريدها.
لقد نفذت ضربة كما وعدت، ولكن على نطاق صغير جداً بحيث يمكن لإيران أن تتظاهر بأن ذلك لم يحدث أبداً.

ضربات متبادلة

وأطلقت إيران على الوابل الذي استخدمته إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية يوم السبت الماضي اسم "عملية الوعد الحقيقي" من قبل طهران، فيما أطلق الإسرائيليون على دفاعهم الناجح ضد الهجوم اسم "عملية الدرع الحديدي".

ولم تعترف إسرائيل بالعملية الأخيرة، ناهيك عن اسمها الرمزي، لكن وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير لخصها في رسالة مقتضبة على موقع "إكس" بالقول "مخيبة للآمال".
وعلى الرغم من التعهدات العلنية لوزراء الحرب، كانت هناك شكوك في أن إسرائيل ستمضي قدماً في عملية انتقامية واسعة النطاق ضد إيران.
ولعدة أشهر، ظلت حكومة بنيامين نتانياهو معزولة بشكل متزايد بسبب سلوكها في غزة، حيث دعا عدد متزايد من السياسيين الأمريكيين إدارة بايدن إلى جعل استمرار الإمدادات العسكرية مشروطاً بتخفيف المعاناة في القطاع.
وجاء الهجوم الإيراني يوم السبت الماضي رداً على غارة جوية إسرائيلية في الأول من أبريل (نيسان) دمرت القنصلية في دمشق بالأرض وقتلت جنرالين كبيرين. 

قوة هائلة

وعلى حد تعبير أحد المسؤولين الإسرائيليين الذي لم يذكر اسمه، فقد أمضت حكومة الحرب الإسرائيلية أياماً في التفكير فيما إذا كان عليها  الرد على الهجوم الإيراني بشكل مماثل.
وفق التقرير، فإن القوة العسكرية الإسرائيلية هائلة بحيث يمكنها، إذا أرادت، أن تسوي مدناً في إيران بالأرض.

ومع ذلك، وكما نصح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أولئك الموجودين في تل أبيب والقدس هذا الأسبوع، فإن "القوة والحكمة يجب أن تكونا وجهين مختلفين لنفس العملة".
وفي حين قد يشعر المتشددون مثل بن غفير بخيبة أمل بسبب انفجارات يوم الجمعة في أصفهان، إلا أنه سيكون هناك ارتياح في واشنطن ولندن إذا تبين أن هذا هو مدى الانتقام.
كما تأمل دول في الشرق الأوسط أيضاً أن ينحسر التهديد بالحرب بين إسرائيل وإيران، وقد يشتري ذلك لنتانياهو بعض حسن النية من جانب الولايات المتحدة للتركيز على جبهته الرئيسية، التي تهاجم حماس في غزة.

ضغوط غربية

وكانت الولايات المتحدة وآخرون يضغطون على إسرائيل لإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس هناك، وعارضوا الخطط الإسرائيلية لغزو مدينة رفح المزدحمة. 
أما حماس، التي شنت هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل فقد أصبحت على نحو متزايد عنيدة في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، مطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وإنهاء دائم للحرب.
ومن خلال صرف انتباه العالم، ربما تكون إيران قد خففت بعض الضغوط عن نتانياهو.