عبدالفتاح البرهان إلى جانب عدد من المسؤولين السودانيين قبل التوجه لجوبا (ا ف ب)
عبدالفتاح البرهان إلى جانب عدد من المسؤولين السودانيين قبل التوجه لجوبا (ا ف ب)
الإثنين 4 سبتمبر 2023 / 21:46

البرهان يفتش في جوبا عن حلول..ومعارك شرسة بالخرطوم

عاد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى بلاده اليوم الإثنين، قادماً من جنوب السودان، التي زارها لبحث تطورات الحرب، بينما تجددت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ونيالا.

وأعلن مجلس السيادة، أعلى سلطة حالياً في السودان، أنّ البرهان وصل إلى بورتسودان على البحر الأحمر، بعدما أجرى محادثات اليوم الإثنين مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، المتمرد السابق على الخرطوم الذي أعلن استقلال بلاده عام 2011. 
وبحث الزعيمان، "الجهود التي تبذلها دول الإقليم، لا سيما دولة جنوب السودان، لمعالجة الأزمة في السودان"، بحسب المصدر نفسه. 

ومنذ استقلال جنوب السودان، أصبح كير الوسيط التقليدي للسودان.

بحث عن حلول

وقال وزير شؤون الحكومة في جنوب السودان مارتن إيليا لومورو، إنه "من المعروف أن الرئيس كير هو الشخص الوحيد الذي لديه معرفة بشأن السودان، ويمكنه إيجاد حلّ للأزمة السودانية". 

ورد وزير الخارجية السودانية المكلف السفير علي الصادق على تصريحات نظيره لومورو قائلاً، "نحن كسودانيين نرى أن جنوب السودان هو الأنسب للتوسط لمعالجة الأزمة التي يشهدها السودان وذلك لما يجمعنا من مصير مشترك وعلاقات أزلية وتأريخية".


وأوضح الصادق، أن المباحثات تطرقت للجهود التي تبذلها دول الإقليم لا سيما دولة جنوب السودان لمعالجة الأزمة في السودان ومستقبل المبادرات الأخرى. 

إنها الزيارة الخارجية الثانية للبرهان منذ اندلاع النزاع بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو في 15 أبريل (نيسان) الماضي.

وزار البرهان مصر في 29 أغسطس (آب) حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين.
وتأتي المحطتان الخارجيتان للبرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد، سعياً لإيجاد حلّ للنزاع.

أدّت الحرب إلى مقتل 5 آلاف شخص على الأقل ونزوح 3,6 ملايين شخص داخل البلاد، بالإضافة إلى فرار مليون شخص آخرين إلى الدول المجاورة.
وتعتبر تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعداداً كبيرة من النازحين السودانيين إذ بلغ عدد الفارّين إليها أكثر من 400 ألف شخص، تليها مصر (287 ألفا) وجنوب السودان (248 ألفا).

معارك شرسة 

وفي الخرطوم، أفاد سكان بأن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي يتركز في أحياء مكتظة بالسكان "اشتد" منذ الأحد مع مزيد من "تبادل القصف المدفعي والصاروخي".
وأكد سكان آخرون، أن "القوات الجوية قصفت (مواقع لقوات الدعم السريع) قرب القصر الرئاسي"، مشيرين إلى أعمدة الدخان المتصاعدة فوق وسط المدينة.
وأكد سكان أنها المرة الأولى منذ بداية النزاع التي يستهدف فيها سلاح الجو قواعد لقوات الدعم السريع منتشرة في وسط الأحياء السكنية.

وقالت مصادر سودانية، إن المعارك بين الطرفين تركزت في محيط مقرَي سلاحي المدرعات والمهندسين، لأهميتهما في تحديد مصير معركة السيطرة الكلية على العاصمة الخرطوم، بحسب ما ذكره موقع "الراكوبة نيوز". 

وأعلن الجيش السوداني، أنه تمكن من تأمين محيط سلاح المدرعات في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، ويجري عمليات تمشيط واسعة للأحياء المجاورة بهدف طرد قوات الدعم السريع، التي أكدت بدورها، في تعميم صحافي، سيطرتها على أجزاء واسعة من مقر سلاح المدرعات، وتفرض حصاراً محكماً على المناطق المتبقية.
وتصاعدت أعمال العنف أيضاً في نيالا عاصمة جنوب دارفور الواقعة في الغرب على الحدود مع تشاد.