مجموعة عسكرية في ليبيا (أرشيف)
مجموعة عسكرية في ليبيا (أرشيف)
الخميس 17 أغسطس 2023 / 14:42

اشتباكات ليبيا.. صراع على النفوذ وتعطيل للانتخابات

يبدو أن التوترات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس ستؤثر على سير العملية السياسية، قبل التوافق بين الأفرقاء على خارطة طريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية برعاية أممية.

الغرب لا يريد من ليبيا سوى تأمين النفط والغاز

المشهد الأمني يشكل صلب الأزمة الليبية

ويرى محللون أن تغذية الصراعات بين الميليشيات المسلحة داخل ليبيا، يعد هدفاً أساسياً لبعض القوى الغربية والإقليمية، من دون استبعاد أن تكون "مفتعلة" لإطالة الأزمة وتأمين الحصول على النفط والغاز من الحقول الليبية.

الصراع على النفوذ

الخبير في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، رأى أن التوتر الشديد الذي تشهده ليبيا بعد احتجاز قوات الردع قائد "اللواء444" محمود حجزة، خلال وجود في مطار معيتيقة الدولي، قد يكون مفتعلاً من قبل أطراف إقليمية وغربية تريد استمرار الصراع.

واعتبر حتيتة أن تلك الواقعة تعتبر الأعنف منذ سنوات في الغرب الليبي، بين أكبر مجموعتين مسلحتين هناك، وهما تقاسمتا السيطرة على معظم مناطق العاصمة منذ منتصف العام الماضي، و"تغذية الصراع يتم بشكل دقيق من قبل بعض الأطراف لتعطيل مسيرة العملية السياسية".

كما أشار الخبير في الشأن الليبي إلى أن "الصراع على النفوذ هو سبب الأزمة، ولا يتعلق ذلك بالمليشيات فقط، ولكن بالأطراف الإقليمية والغربية التي تحاول فرض سيطرتها على مفاصل الدولة".

وقال حتيتة إن "المجتمع الغربي يعتبر الراعي الرسمي لأزمة الانتخابات والاستقرار لا يعنيه، وإنما ما يعنيه فقط استمرار تدفق النفط والغاز دون عوائق".

من يعبث بطرابلس؟

من جانبه، تساءل الخبير السياسي الليبي، مصطفى الزائدي إن كان المبعوث الأممي للأمم المتحدة، عبدالله باتيلي، سينجح في إخفاء حقيقة من يعبث بطرابلس.

وقال إن هناك "عصابات لا سبيل لتقديمهما كشركاء في المسار السياسي". 

فيما اعتبر الخبير الليبي، سليمان الشحومي، أن "الحكومة التي لا تسيطر على فوهات البنادق، لن تنفع قدرتها على إنفاق المال في السيطرة على العنف، وتهيئة مناخ الانتخابات".

وقال إن "حكومة مثل هذه لا تحتكر العنف المنظم عبر سيطرتها الكاملة على فوهات البنادق والعصي الطويلة والقصيرة، تكون سلطة محكومة بالفشل الذريع في إدارة المشهد الأمني".

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال إن الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها طرابلس تمثل تذكيراً حياً بهشاشة الوضع الأمني، والحاجة الملحة لإجراء انتخابات تفضي إلى حل سياسي مستدام وشامل.

ودعا بوريل الأطراف المتورطة في أعمال العنف إلى "الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين"، مؤكداً أن "الليبيين سئموا من الوقوع في مرمى النيران".