آثار القصف الروسي الذي استهدفت أحد صهاريج تخزين الحبوب في أوكرانيا (تويتر)
آثار القصف الروسي الذي استهدفت أحد صهاريج تخزين الحبوب في أوكرانيا (تويتر)
السبت 29 يوليو 2023 / 15:09

تكتيك روسي جديد لقطع إمدادات الحبوب عن أوكرانيا

24 - شيماء بهلول

بعد رفض الكرملين تجديد الاتفاق الذي يسمح للسفن بنقل الحبوب عبر البحر الأسود، بدأت روسيا في استهداف طرق التصدير البديلة الرئيسية لأوكرانيا على طول نهر الدانوب.

المخاطر في موانئ الدانوب جعلت التجار يقيّمون جدوى طرق تصدير الحبوب المتبقية

وكشفت شبكة "بي بي سي" البريطانية، أن استهداف موسكو البنية التحتية للحبوب، يعني تصعيداً كبيراً سيكون له تداعيات قاسية على مجرى التجارة العالمية.

استهداف الموانئ

أوضحت الشبكة أنه منذ أن بدأ العمل بالاتفاقية في أغسطس(آب) 2022، تم تصدير 33 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى. وتابعت أنه مع إغلاق روسيا فعلياً لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود، يقول الخبراء إنها ستضطر إلى الاعتماد بشكل كبير على موانئها على طول نهر الدانوب، لتصدير الحبوب إلى رومانيا المجاورة.

وأشارت إلى أنه بعد الاستهداف المتكرر لمراكز التصدير على البحر الأسود، حولت روسيا الآن صواريخها وطائراتها بدون طيار إلى موانئ نهر الدانوب.

وأصابت إحدى الهجمات الروسية الأخيرة ميناء ريني، حيث سقطت الصواريخ على بعد 200 متر من الحدود مع رومانيا العضو في الناتو عبر نهر الدانوب. وفي البحر الأسود، شوهدت أكبر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للموانئ في تشورنومورسك، حيث يبدو أن صهاريج التخزين تعرضت للقصف ليلة 19 يوليو(تموز) الجاري.

وقالت السلطات الأوكرانية إن 60 ألف طن من المنتجات الزراعية دمرت في الموقع. ورغم الهجمات الأخيرة على مدينة أوديسا، يبدو أن محطة الحبوب الرئيسية لم تتضرر حسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية، كما لا يبدو أن هذه الضربات الأخرى قد عطلت تجارة الحبوب.

ووفقاً لشركة تعقب أسواق الشحن العالمية "لويدز ليست"، فإن المناطق التي تستخدم فيها أوكرانيا طرق تصدير أخرى تتجاوز البحر الأسود خاصة في الجنوب، تعرضت لضرر أكبر، حيث تم تسجيل ما مجموعه 19 هجوماً بطائرات بدون طيار على موانئ الدانوب ليلة 24 يوليو(تموز) الجاري، مما أصاب طرق التصدير البديلة الرئيسية لأوكرانيا.

وذكرت "بي بي سي"، أن هجوم روسيا على ميناء ريني تسبب في أضرار جسيمة، إذ أظهرت الأقمار الصناعية إصابة عدة صوامع وحظائر ومباني أخرى في الميناء. كما ورد أن جسر زاتوكا - الرابط الرئيسي الذي يسمح لشاحنات الحبوب بدخول ميناء إسماعيل على نهر الدانوب - قد تعرض للقصف.

التأثير على الصادرات

وقالت خبيرة السياسة الزراعية في كلية كييف للاقتصاد، ماريا بوجونوس: "مع انتهاء صفقة الحبوب، سيتعثر تصدير الحبوب الأوكرانية بأقصى طاقة تصدير عبر النهر والشاحنات والسكك الحديدية إلى حوالي 2.5 مليون طن شهرياً".

وبدوره، قال الخبير في الأسواق الزراعية بالبحر الأسود، أندري سيزوف: "قبل الحرب كانت أوديسا أكبر مصدر للحبوب، ولكن في الأشهر الأخيرة بسبب بطء العمليات في أوديسا، أصبح نهر الدانوب هو الطريق الرئيسي".

وعلى الرغم من أن الهجمات الأخيرة أغلقت ميناء ريني مؤقتاً، يبدو أن جميع موانئ الدانوب قد عادت بسرعة إلى العمليات العادي، حسب "بي بي سي".

وحسب شركة "لويدز ليست"، فشلت الضربات في التأثير بشكل كبير على التجارة على طول طريق النهر، مشيرة إلى أن أي اضطراب آخر سيكون له تأثير على بقية أوروبا والعالم، حيث سترتفع أسعار القمح العالمية إذا كان هناك توقف في التجارة.

تدهور اقتصادي

وذكر تقرير الشبكة، أن أسعار القمح ارتفعت بأكثر من 10% منذ أن انهارت الصفقة التي سمحت لشحنات الحبوب بمغادرة موانئ البحر الأسود بأمان.

وقال رئيس تحرير شركة "لويدز ليست"، ريتشارد ميد: "بدون صفقة الحبوب في البحر الأسود، تتجه الصادرات إلى الجنوب، لكن هناك قيوداً مادية على عدد السفن التي يمكن عبورها عبر ممر نهر ضيق".

وهددت موسكو وكييف على حد سواء بمعاملة بعض السفن التجارية كأهداف عسكرية، مما زاد من التوترات في صناعة الشحن. وأضاف ميد أنه "من غير المحتمل أن يهاجم أي من الجانبين السفن التجارية، ولكن حتى التهديد بهذا سيمنع العديد من القوارب من العودة إلى المنطقة - وسيواجه أولئك الذين يعودون أقساط تأمين أعلى".

مخاطر متزايدة

وقالت "لويدز ليست" إن، المخاطر المتزايدة في موانئ الدانوب جعلت التجار يقيّمون جدوى طرق تصدير الحبوب المتبقية في أوكرانيا.

وقال خبير الزراعة الذي يركز على شرق أوروبا، مايك لي: "هناك طرق برية يمكن فيها نقل الحبوب بالشاحنات أو السكك الحديدية، لكن خبراء الزراعة يقولون إن تسهيل ذلك لن يكون سريعاً أو رخيصاً".

وأشار إلى أن روسيا قد تستهدف تلك الطرق البرية بعد ذلك، مضيفاً "إذا كانوا عازمين على وقف تصدير الحبوب من أوكرانيا، فحينئذٍ سيبدؤون في مهاجمة البنية التحتية للسكك الحديدية، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد، إلا أن الخطوة المنطقية التالية هي السكك الحديدية".