الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحباً برئيس بوريكينا فاسو أومارو سيسوكو إمبالو في بطرسبرغ (أ ف ب)
الجمعة 28 يوليو 2023 / 11:14
التقطت صور لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في القمة الروسية - الأفريقية في سانت بطرسبرغ، بعد أسابيع من ذهابه المفترض إلى المنفى في بيلاروسيا عقب تمرده الفاشل ضد موسكو.
حضور بريغوجين هو أولاً وقبل كل شيء لطمأنة الحكومات الأفريقية
وانتشرت صور بريغوجين مع المسؤولين الأفارقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، أمس الخميس، وأعرب العديد من المدونين العسكريين عن دهشتهم من حضور هذا الرجل منتدى يستضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت مجلة "نيوزويك" عن محللين أن عودة بريغوجين تمت الموافقة عليها على الأرجح، إن لم يؤمر بها، بسبب عمليات مجموعة فاغنر الواسعة في أفريقيا، والتي تضمنت توفير الحماية للمسؤولين الحكوميين في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، ويمكن أن يفسر هذا النمط من التفكير أيضاً سبب عدم مواجهة بريغوجين لعواقب أكثر خطورة على تمرده المحبط.
وصرح ويليام رينو أستاذ العلوم السياسية بجامعة نورث وسترن لمجلة "نيوزويك"، بأن "بوتين يحتاج إلى بريغوجين في الوقت الحالي، لمتابعة مصالح الدولة الروسية في أفريقيا".
تنافس مع الغرب
وتشمل هذه المصالح التنافس مع الغرب في التعاون الأمني والتعدين والطاقة.
ويضيف "تشارك مجموعة بريغوجين أيضاً في مشروع لاستمالة المثقفين والجماعات الأفريقية في مشروع مناهض للغرب والاستعمار، وعلى الرغم من المضايقات من تمرد مسلح الشهر الماضي، لا يزال بريغوجين جزءاً لا يتجزأ من هذه العناصر من مصالح الدولة الروسية".
وتعرض بوتين للسخرية والانتقادات بسبب العدد الصغير للزعماء الأفارقة الذين وصلوا إلى القمة التي بدأت رسمياً، الخميس.
يشار إلى أن 17 رئيس دولة أفريقية فقط وصلوا إلى روسيا لحضور المنتدى، مقارنة بـ 43 رئيس دولة حضروا القمة الروسية - الأفريقية في عام 2019، (وأشارت روسيا إلى أن دولًا أفريقية إضافية أرسلت مسؤولين حكوميين أو سفراء).
ورأى نقاد أن قلة الحضور نموذج لعزلة روسيا بسبب حرب بوتين المستمرة مع أوكرانيا، ولفت آخرون إلى أن بعض القادة ربما قرروا عدم حضور القمة بسبب قرار بوتين هذا الشهر، إنهاء مبادرة حبوب البحر الأسود.
وكان انسحاب موسكو من صفقة الحبوب التي أتاحت لأوكرانيا تصدير حبوبها عن طريق البحر خلال الحرب مع روسيا، أثار مخاوف بشأن الأمن الغذائي العالمي.. وحاول بوتين طمأنة حلفائه الأفارقة من خلال عرض حبوب مجانية عليهم.
انعكاس لهدف بوتين
وكثف بوتين جهوده في السنوات الأخيرة نحو بناء علاقات أوثق مع الدول الأفريقية، ويمكن أن يكون حضور بريغوجين في القمة انعكاساً لهذا الهدف.
وقال مارك كاتز، الأستاذ في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ميسون، لمجلة "نيوزويك": "أعتقد أن حضور بريغوجين في القمة الروسية - الأفريقية هو أولاً وقبل كل شيء لطمأنة الحكومات الأفريقية حيث تنتشر قوات فاغنر، أن المجموعة ستبقى في تلك البلدان باعتبارها الوكيل الرئيسي للحكومة الروسية".
