استعدادات في ليتوانيا لاستضافة قمة الناتو (تويتر)
استعدادات في ليتوانيا لاستضافة قمة الناتو (تويتر)
الأحد 9 يوليو 2023 / 14:14

قمة الناتو تبحث ملف أوكرانيا "المصرّة" على عضوية الحلف

طالبت كييف، بدعم من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشرق أوروبا، قمة الحلف المقررة في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا هذا الأسبوع، بإصدار التزام بضم أوكرانيا للتحالف العسكري بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا.

وسعت أوكرانيا على مدار الشهور الماضية إلى الانضمام للحلف. ويعتمد حصول البلاد على العضوية من عدمه في نهاية المطاف على شركاء كييف في الغرب، بحسب ما ذكره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي عبر الفيديو مؤخراً.

وتحدث زيلينسكي مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، بعد يوم من تمديد الدول الأعضاء مهمة الأخير في منصبه حتى الأول من أكتوبر(تشرين الأول) 2024، ويشغل ستولتنبرغ المنصب منذ عام 2014، وفي مارس(أذار) 2022 جرى تمديد ولايته حتى سبتمبر(أيلول) 2023، بعد وقت قصير من انطلاق الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وتجري الدول الأعضاء الـ31 في الناتو حالياً مفاوضات بشأن الصياغة الدقيقة للبيان الختامي لقمة فيلنيوس، فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا المحتملة. وسوف يسعى قادة هذه الدول أيضاً إلى التوصل لاتفاق بشأن هدف جديد لحجم الإنفاق الدفاعي.

مجلس الناتو-أوكرانيا: حل توافقي ممكن

وتدفع دول شرق أوروبا قبل قمة الناتو باتجاه إصدار جدول واضح بشأن عضوية أوكرانيا، حيث تقود أمريكا وألمانيا جانب الممانعة، وتقوم بريطانيا بدور الوساطة.

ويتسم موقف ألمانيا وأمريكا بالتردد في دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، خشية صدور رد فعل لا يمكن التنبؤ به من روسيا. كما شددت برلين على الحاجة للوفاء بشروط الناتو، فيما يخص الرقابة المدنية والديمقراطية على الجيش، على سبيل المثال.

ويعد تشكيل "مجلس الناتو-أوكرانيا" المقرر بمثابة حل وسط لتعزيز العلاقات بين الجانبين فيما يخص عضوية كييف المستقبلية في الحلف، ومن شأن هذا المجلس أن يسمح لأوكرانيا بالمشاركة بشكل أوثق فيما تقوم به الدول الأعضاء من أعمال، وفي تطوير التحالف.

كما يعني المجلس نوعاً من الاندماج السياسي الأولي، يضاف إلى خطة مساعدة ذات سنوات متعددة تهدف إلى جعل جيش أوكرانيا "قابل للتشغيل المتبادل بشكل تام" مع قوات حلف الأطلسي.

وفي زيارة رمزية لكييف مطلع الشهر الجاري، تزامناً مع بدء رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد الأوروبي، تعهد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بدعم مدريد لأوكرانيا "مهما طال الأمر"، ودعا إلى تشكيل "مجلس الناتو-أوكرانيا" من أجل "تعزيز مشاركة كييف السياسية" في التحالف العسكري.

وأعلن سانشيز تقديم المزيد من العربات المدرعة، والمساعدات المالية لإنعاش اقتصاد أوكرانيا، ووقع مع زيلينسكي إعلاناً مشتركاً تعهدت فيه إسبانيا بـ" تعزيز تحالف الناتو مع أوكرانيا"، ورغم ذلك، لم توضح الحكومة الإسبانية ما إذا كانت تؤيد فتح الباب أمام انضمام أوكرانيا.

تحصين الجناح الشرقي للحلف 

وقام الرئيس الأوكراني مؤخراً بزيارة لصوفيا عاصمة بلغاريا استمرت يوماً واحداً، حيث استقبله نظيره البلغاري رومين راديف، ورئيس الوزراء نيكولاي دينكوف، ونائبة رئيس الوزراء ماريا جابرييل. كما عقد زيلينسكي محادثات مع زعماء الكتل السياسية بالبرلمان البلغاري.

وفي نفس اليوم، تبنت الجمعية الوطنية البلغارية (البرلمان) إعلاناً يدعم انضمام أوكرانيا للناتو بمجرد انتهاء الحرب. كما تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك بشأن الإندماج اليورو-أطلسي لأوكرانيا، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي: "أود أن أشكر بلغاريا على دعمها وحمايتها لشعبي"، في إشارة إلى إمدادات عسكرية رئيسية تقدمها صوفيا لبلغاريا منذ الأيام الأولى للحرب.

وتعهدت الحكومة الجديدة، الموالية للغرب، في بلغاريا، بمزيد من الدعم لأوكرانيا في معركتها لطرد الغزاة الروسي من أراضيها، وعلى الرغم من ذلك، عارض الرئيس البلغاري مؤخراً مشاركة بلاده في مبادرة مشتركة للاتحاد الأوروبي تهدف إلى توفير الذخيرة لأوكرانيا.

وخلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب إن "السلام الدائم في أوكرانيا شرط مسبق لبدء مفاوضات انضمامها للناتو"، وأضاف "هناك وجهات نظر وصيغ متنوعة تتعلق بانضمام أوكرانيا للناتو. أعتقد أن الوقت سيحدد أي صيغة ستكون مقبولة"، موضحاً أن أوكرانيا كانت في طريقها للانضمام للحلف، ولكن طول رحلة الحصول على العضوية يعتمد على عوامل متعددة.

وقال رئيس وزراء رومانيا كلاوس يوهانيس في بروكسل، إن أعضاء الناتو قرروا خلال قمة الحلف بالعاصمة الرومانية بوخارست في 2008، انضمام أوكرانيا وجورجيا للتحالف العسكري الغربي مستقبلاً.

وبمرور الوقت، أكد يوهانيس موقف رومانيا بشأن توسيع الحلف، وشدد على أن التحالف بحاجة إلى موقف قوي على المدى الطويل، وعلى دفاع متطور قادر على مواجهة جميع التهديدات.

فيلنيوس تستعد لاستقبال الحلفاء 

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الناتو، جوليانا سميث، إن الحلف يقترب من التوصل لتوافق بشأن كيفية التعامل مع مسألة انضمام أوكرانيا، خلال القمة المقررة في فيلنيوس يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ويريد الناتو أن يُظهِرْ أنه يذهب إلى "أبعد" من تعهده السابق لكييف، وأوضحت أنها تتوقع حضور الرئيس الأوكراني زيلينسكي القمة، ورأت أن وجوده سوف يبعث برسالة "قوية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويقول دبلوماسيو الناتو إن الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب إلى ما هو أبعد من التعهد الذي قطعه الحلف في قمة بوخارست 2008، بشأن انضمام أوكرانيا، دون وضع جدول زمني لذلك.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولة تشمل 3 دول أوروبية، يشارك خلالها في قمة فيلنيوس. وستركز الجولة على سبل تعزيز التحالف الدولي الداعم لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي. وتأتي قمة الناتو في فيلنيوس في وقت يسعى فيه التحالف العسكري الغربي إلى ضم السويد إليه، وهي المساعي التي تعرقلها تركيا والمجر.

ووصف زيلينسكي القمة المقبلة بأنها مهمة للغاية لأمن أوروبا في المستقبل، مضيفاً أنه يريد أن تتلقى بلاده دعوة خلال الاجتماع للانضمام للتحالف بمجرد انتهاء الحرب الروسية، وفي الوقت نفسه، يقوم الجيش الإسباني بنقل نظام دفاع جوي، متمركز في لاتفيا، إلى ليتوانيا المجاورة، لتوفير الحماية لقمة الناتو، بحسب ما أعلنته السفارة الإسبانية في فيلنيوس مؤخراً.

كما نقلت ألمانيا وحدات دفاع جوي "باتريوت" لليتوانيا من أجل الإسهام في توفير الحماية اللازمة لزعماء حلف الأطلسي أثناء القمة، ومن المقرر أن يتصدر دعم الناتو لأوكرانيا جدول أعمال القمة على مدار يومي 11 و12 من الشهر الجاري.