عناصر من قوات مكافحة الشغب في نانتير (لابروفانس)
عناصر من قوات مكافحة الشغب في نانتير (لابروفانس)
الجمعة 30 يونيو 2023 / 15:31

انتفاضة الضواحي تستنفر ماكرون.. الخوف من سيناريو 2005

بعد تمرد السترات الصفراء، والتذمر من الإغلاق بسبب كورونا، والتحرك ضد إصلاح نظام التقاعد، يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدياً جديداً بسبب انتفاضة الضواحي التي تعيد إلى الأذهان شغب 2005 العنيف.

مقطع الفيديو الذي أظهر الشرطي يطلق النار على ناهل من مسافة قريبة، الذي انتشر بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية، أدى إلى تضخيم الاحتجاجات وتسريعها.

وأدت وفاة المراهق ناهل برصاص الشرطة يوم الثلاثاء في نانتير  إلى إغراق مدن عدة في الفوضى، بعد تمرد على الشرطة وعنف.
ولأول مرة منذ 2017، يواجه الرئيس حشداً واسع النطاق من الشباب المستعدين للمواجهة، بتشجيع من منظمات وحركات يسارية راديكالية.
وعلى عكس  2005، عندما اشتعلت النيران في الأحياء بعد أيام قليلة من وفاة المراهقين زياد بينا، وبونا تراوري، في محول  كهرباء، بعد أن حاولا الإفلات من الشرطة، كان التمرد بعد مأساة نانتير فورياً تقريباً.

فيدو يضخم التظاهرات

تقول مجلة "لوبوان" إن مقطع الفيديو الذي أظهر الشرطي يطلق النار على ناهل من مسافة قريبة، الذي انتشر بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية، أدى إلى تضخيم  الاحتجاجات وتسريعها. كما ساهم نشر الصور في تسريع ردود الفعل وتأثيرها في المناصب العليا للدولة.
ونسبت المجلة إلى مصدر مقرب من الحكومة أن "الفيديو عنيف إلى درجة أنه لم يكن لنا خيار غير دعم عائلة ناهل. لقد بدأت التحركات بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة مقارنة مع 2005".

لا شيء يبرر موته

اختار ماكرون الأربعاء على هامش رحلته إلى مرسيليا التعاطف، قائلاً: "لا شيء، لا شيء يبرر موت شاب"، معتبراً أن ما حصل "لا يمكن تفسيره ولا يغتفر". وأضاف "نحن في حاجة إلى الهدوء لتحقيق العدالة ونحتاج إلى الهدوء في كل مكان لأن الحريق يمكن أن يتفاقم". وأعرب عن "تعاطفه" مع أسرة ناهل. ولكن دعوة ماكرون للتهدئة أثارت حفيظة نقابات الشرطة والتجمع الوطني، اليميني المتطرف.
وشجبت زعيمته مارين لوبان على الفور التصريحات "غير المسؤولة" لماكرون.

وطالب رئيس الحزب الجمهوري إيريك سيوتي بإعلان حالة الطوارئ في الضواحي. ولكن المحيطين بالرئيس دعوا إلى "توازن ضروري" بين "التعاطف الواضح بعد الدراما والدعم الكامل والمستمر للشرطة". وحضت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانين على الهدوء.
ويقول نائب رفض ذكر اسمه إن "دارمانان يعرف أن الوضع يمكن أن يتدهور. إنه يمشي على خيط رفيع جداً.عليه أن يحمي رجال الشرطة وفي نفس الوقت، أن يأخذ بعين الاعتبار الضحية وعائلته. إنه في وسط معقد".
وبعد ليلة من العنف والاشتباكات بين الشرطة وشباب من أحياء ضواحي باريس وفي عدة مدن أخرى، ترأس ماكرون اجتماع وحدة الأزمات الوزارية صباح الخميس في بوفاو، وذهبت إليزابيث بورن إلى فال دواز، حيث أحرقت دار بلديتها.

وتحدث دارمانان مع رؤساء البلديات في الصباح، وسافر إلى مونس إن بارول وتوركوين، معقله، حيث كان مقرراً أيضاً استنكار الحرائق الكبرى.

 

استنفار 

والواضح أن السلطة التنفيذية حريصة على إظهار استنفارها للحفاظ على سلطة الدولة في مواجهة الشغب. وبدأت تتلاشى تدريجياً المشاعر والدعم للأسرة أمام الرسائل الحازمة. ويقول وزير رفض ذكر اسمه: "إنه  ضروري، قبل أن يتأخر الوقت. حتى الآن، تدير الحكومة الوضع بشكل جيد. وعلقت زيارات أعضاء الحكومة غير المرتبطين مباشرة بالوضع حتى إشعار آخر".
وخلصت المجلة إلى أن السلطة التنفيذية اضطلعت بدور في الحفاظ على النظام ليلة الخميس والجمعة. ونشر 40 ألف عنصر من قوات حفظ النظام في المنطقة، أي أربعة أضعاف القوات التي نشرتها في اليوم السابق، وأعلى بين 3 و4 مرات من القوات التي نشرت خلال التظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد.