كرتان بعلمي روسيا والصين على خارطة آسيا الوسطى (تعبيرية)
كرتان بعلمي روسيا والصين على خارطة آسيا الوسطى (تعبيرية)
الخميس 8 يونيو 2023 / 20:19

هل أخرجت بكين وموسكو آسيا الوسطى من حسابات واشنطن؟

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية: "وسط التنافس المحموم بين واشنطن وبكين، ربحت الأخيرة موطئ قدم جديد في آسيا الوسطى وأخرجت منها الولايات المتحدة".

د.رهف الدغلي: انحسار كبير في الأحادية القطبية الأمريكية في آسيا الوسطى،

د. مصعب حمودي: معطيات تشير إلى أن الصين وروسيا تتجهان لإزاحة الولايات المتحدة من آسيا الوسطى بشكل نهائي.

وأضافت المجلة الأمريكية أن بكين تسعى بإقامة قمة الصين وآسيا الوسطى الخميس، إلى تعزيز موقعها في آسيا الوسطى، وأنها نجحت في ذلك بالفعل.
ويرى مراقبون أن واشنطن ترى اليوم أن دول آسيا الوسطى يمكنها أن تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية. ومن خلال تصريحات وتحركات مسؤولين أميركيين في الأيام الأخيرة عن عواصم آسيا الوسطى، وعروض التعاون الأمني والعسكري والإغراءات اقتصادية، تحاول الولايات المتحدة توجيه ضربة مزدوجة لموسكو، وبكين معاً، لكن حتى الآن لم تستطع هذه الدول الإفلات من الإغراءات الصينية الروسية، وبالتالي فإن خطوة واشنطن في هذه المنطقة قد تمنى بالفشل الذريع.
ومنذ بداية الحرب الروسية  الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، تصاعد التوتر بين واشنطن من جانب وبكين وموسكو من جانب آخر، حتى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كرر المجاهرة بموقف بلاده الداعم لبكين والساعي لكسر نظام الأحادية القطبية وإنهاء الانفراد الأمريكي بالهيمنة على العالم.
ةتواصل الصين، من جهة أخرى، محاولاتها المستميتة لمنافسة واشنطن اقتصادياً بانتزاع بعض مراكز قوتها، بالتغلغل  عسكرياً واقتصادياً في آسيا وإفريقيا، الأمر الذي أقلق واشنطن، ودفعها لاستضافة 45 قائداً إفريقياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لتحذيرهم من تنامي النفوذ الصيني.

الأحادية القطبية في انحسار

وفي لقاء بالهاتف مع 24 تقول أستاذة العلوم السياسية الدكتورة رهف الدغلي إن هناك انحساراً كبيراً في الأحادية القطبية الأمريكية في آسيا الوسطى، لذلك تحاول واشنطن اليوم تقليص مفهوم التعددية القطبية قدر الإمكان، بيد أنها لن تفلح في ذلك بسبب القوة الاقتصادية الهائلة للصين، إضافة إلى قوة روسيا العسكرية، وهاتان القوتان حسب الدكتورة الدغلي كافيتان لكبح جماح واشنطن.
وتضيف أستاذة العلوم السياسية أن واشنطن تحاول المحافظة على استراتيجيتها السابقة، بمنع روسيا والصين من التغلغل في تلك المنطقة، أما الصين فإنها ستحاول ضرب مراكز القوى الأمريكية في هذه المنطقة، بتقديم إغراءات أكثر وتوقيع اتفاقيات اقتصادية تحافظ على سيادة هذه الدول أكثر، إضافة إلى محاولة التمدد عسكرياً باتجاه هذه الدول.

أدوات صينية للتغلغل

في حوار مع 24 يقول خبير العلاقات الدولية الدكتور مصعب حمودي، إن هناك معطيات تشير إلى أن الصين وروسيا تتجهان لإزاحة الولايات المتحدة من آسيا الوسطى بشكل نهائي، وبدأتا العمل على ذلك بالفعل، لكن الفاعل الرئيسي في هذه المنطقة هو الصين لأنها تعتبر فضاءً سوفييتياً سابقاً، لذلك قد تلعب روسيا فيه، في الكواليس بينما تكون الواجهة صينية بحتة، إضافة إلى أن هذه الدول لا تتفق مع روسيا في حربها على أوكراني،  وإن كانت لا تدعم الأخيرة أيضاً.
علاوة على ذلك جمعت الصين حسب الدكتور حمودي، دول آسيا الوسطى للاتفاق معها، وجعلت منها جزءاً من مشروع الحزام والطريق الصيني، إضافة إلى الاستثمارات الصينية في البنى التحتية في هذه الدول.
وعن الرد الأمريكي على هذه التحركات يقول خبير العلاقات الدولية، إن واشنطن حاولت تطويق التحركات الصينية في وسط آسيا، إذ زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة في فبراير (شباط) الماضي، وحاول استمالتها إلى الصف الأوكراني والغرب ضد روسيا، لكن هذه الدول بقيت على الحياد، وبالتالي لم تستطع واشنطن التأثير عليها.
ويختم الدكتور حمودي حديثه بالقول، إن الصين تريد فرض نفسها شريكاً أساسياً لكل الأطراف وفي مختلف المجالات: الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، كما أنها باتت تهيمن بشكل كبير على منطقة آسيا الوسطى التي لم تعد خاضعة لسيطرة روسيا بأي شكل من الأشكال.