الرئيس الأوكراني يلتقي قائداً عسكرياً في الجيش (أرشيف)
الرئيس الأوكراني يلتقي قائداً عسكرياً في الجيش (أرشيف)
الأربعاء 8 مارس 2023 / 09:30

زيلينسكي يحذر من توابع سقوط باخموت على أوكرانيا

أكدت روسيا أنها ستقاتل حتى السيطرة على مدينة باخموت، الجبهة التي تشهد معارك دامية منذ أشهر في الشرق الأوكراني، معتبرة ذلك أمراً أساسياً لمواصلة هجومها رغم الدفاع الأوكراني الشرس.

وأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، الجيش بإرسال تعزيزات إلى هذه المدينة المدمرة عملياً، نافياً التكهنات بشأن انسحاب قواته منها، رغم تقدم القوات الروسية مؤخراً والتهديد بمحاصرتها. ويعتزم الأوكرانيون المقاومة لاستنزاف القوات، تحضيراً لهجوم مضاد سيطلقونه بالأسلحة الثقيلة والمدرعات الحديثة التي وعد الغربيون كييف بها.

تحذير أوكراني

وحذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، من "فتح الطريق" للقوات الروسية للاستيلاء على مدن رئيسية في شرق أوكرانيا إذا سيطرت على باخموت، حيث دافع عن قراره بإبقاء القوات الأوكرانية في المدينة المحاصرة.

وقال: "هذا تكتيكي بالنسبة لنا"، مصراً على أن قادة كييف العسكريين متحدون في إطالة أمد دفاعهم عن المدينة بعد أسابيع من الهجمات الروسية التي تركتها على أعتاب السقوط في أيدي القوات الروسية.

وأضاف "نحن نفهم أنه بعد باخموت يمكنهم الذهاب إلى أبعد من ذلك، يمكن أن يذهبوا إلى كراماتورسك وسلوفيانسك، سيكون طريقاً مفتوحاً للروس بعد باخموت إلى مدن أخرى في أوكرانيا في اتجاه دونيتسك"، موضحاً "لهذا السبب يقف رجالنا هناك".

وأشار زيلينسكي إلى أن دوافعه للإبقاء على المدينة "مختلفة للغاية" عن أهداف روسيا، قائلاً: "نحن نفهم ما تريد روسيا تحقيقه هناك، هي بحاجة إلى بعض الانتصار على الأقل (نصر صغير) حتى من خلال تدمير كل شيء في باخموت، فقط قتل كل مدني هناك"، وأوضح "إذا كانت روسيا قادرة على وضع علمها الصغير على قمة باخموت، فسيساعد ذلك على تعبئة مجتمعهم من أجل خلق فكرة أنهم جيش قوي".

فيما قال مستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، إن "أوكرانيا لديها هدفان رئيسيان في الدفاع عن باخموت شراء الوقت لتجديد قواتها وإلحاق خسائر فادحة بالجيش الروسي"، وأضاف "لقد حققت أهدافها بنسبة 1000، حتى إذا قررت القيادة العسكرية في مرحلة ما التراجع إلى مواقع أكثر ملاءمة، فإن قضية الدفاع عن باخموت ستكون نجاحاً استراتيجياً كبيراً للقوات المسلحة الأوكرانية كأساس للنصر في المستقبل".

فاغنر

وبعد تقدم أحرزته مجموعة فاغنر العسكرية مؤخراً، سيطر الجيش الروسي على مداخل المدينة من الشمال والجنوب والشرق، وهو ما يثير الخشية من محاصرتها وتقود المجموعة المسلحة هذا الهجوم متكبدة خسائر هائلة، باعتراف زعيمها يفغيني بريغوجين الموجود في منطقة القتال، وكشف تدخل فاغنر العسكري عن صراع داخلي ومفتوح مع القيادة العسكرية الروسية التي يتهمها بعدم تسليم ما يكفي من الذخيرة لرجاله المنخرطين في القتال على الخطوط الأمامية في باخموت. ويعتبر بريغوجين أن الخطوط الروسية ستنهار في حال انسحب رجاله.

وسخر، الثلاثاء، من وزير الدفاع الروسي قائلًا إنه "لم يلتقِه" على أرض المعركة، في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع دون الخوض في التفاصيل، أن شويغو زار منطقة القتال. والأحد زار الوزير ماريوبول التي تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن الجبهة.

مساعدات إضافية

في مقابل ذلك أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ الحاجة إلى مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا وذلك قبيل اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في السويد.
وقال على هامش محادثاته مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في ستوكهولم، الثلاثاء، إنهما ناقشا الحاجة العاجلة إلى زيادة الدعم لأوكرانيا واستمرار هذا الدعم.

وذكر أن هذه أصبحت حرب استنزاف وهكذا فإنها أيضاً معركة لوجستيات، مضيفاً أنه من المهم الآن أن تتم زيادة إنتاج الأسلحة. وفي هذا السياق، رحب ستولتنبرغ بحقيقة أنه يتم العمل حالياً على عملية شراء مشتركة للذخيرة من جانب دول الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن حلف الناتو كان يعمل منذ سنوات من أجل إتمام عمليات شراء مشتركة.

ويرغب وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في مناقشة تقديم المزيد من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، الأربعاء، خلال اجتماع في مركز للمؤتمرات قرب ستوكهولم. وقد تمت دعوة ستولتنبرغ إلى مشاورات الوزراء كضيف.

1100 جندية روسية

من جهة أخرى، كشف وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو عن عدد النساء المشاركات في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بمناسبة عيد المرأة، الأربعاء، جاء ذلك خلال مؤتمر مع قيادات الجيش الروسي، حيث قال شويغو إن حوالي 1100 جندية يشاركن في تلك العمليات، مشيراً إلى حصول ثلثهن على أوسمة حكومية، بحسب قناة "آر تي" الروسية.

وأعرب الوزير عن امتنانه لجميع النساء في الجيش الروسي "لخدمتهن الواعية والنهج المهني والمسؤول في الأعمال التي يتم تكليفهن بها"، وتمنى لهن "صحة جيدة ومزاجاً ربيعياً ورفاهية أسرية". وقال شويغو إنه في المجموع، فإن أكثر من 39 ألف امرأة تخدم في صفوف القوات المسلحة الروسية، ما يقرب من 5 آلاف منهن ضابطات.