بايدن ونتانياهو. (أرشيف)
بايدن ونتانياهو. (أرشيف)
الثلاثاء 7 مارس 2023 / 17:44

بين واشنطن وحكومة نتانياهو.. أكثر من توتر عابر

رأى الكاتب والمُحلل الإسرائيلي بن كسبيت أنه في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بأزمة الإصلاح القضائي في إسرائيل، هناك قصة "حقيقية" تحدث على خط واشنطن - تل أبيب، مشيراً إلى غضب أمريكي من سياسة إسرائيل في المناطق الفلسطينية، ومحذراً من أنه "قد يكون الثمن أغلى مما كنا نظن".

 

وفي تحليل له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قال بن كسبيت، إنه بينما نتعامل مع الاحتجاجات، والانهيار المُحتمل لنظام الاحتياط، والانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، فإن هناك ما يدور بين واشنطن وتل أبيب، فرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي، زار إسرائيل الجمعة الماضية، ولم يطلب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وبحسب مصادر أمريكية، فإنه كان سيرفض لو كان عُرض عليه هذا الاجتماع.
والتقى الجنرال ميلي بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، وبحسب مصادر سياسية اطلعت على مضمون المحادثات، فهناك لهجة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، تنطبق على الرسالة القاسية ضد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بعد تصريحاته بشأن قرية حوارة.
وأشار بن كسبيت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يصل إسرائيل، غداً الأربعاء، ولكن وفقاً لمصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة، لا  نية لعقد لقاء بينه وبين نتانياهو، ، وإن يكن "لا يزال من الممكن أن يتغير ذلك".
ولفت إلى أنه في المحادثات الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة، تم توضيح أن لا نية لدعوة نتانياهو إلى واشنطن، وهي دعوة يتلقاها كل رئيس وزراء إسرائيلي بعد تشكيل حكومته، وتابع: "الرئيس جو بايدن لا يريد أن يسمع منه".
 

 

استقبال بارد

ووفقاً لبن كسبيت، فإن مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية والدبلوماسية العامة الإسرائيلي رون ديرمر موجودان الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم استقبالهما أيضاً ببرود واضح ويجريان اجتماعات على مستوى منخفض.
 

الموقف الأمريكي

وأشار إلى أن الأمريكيين بمن فيهم رئيس الأركان في لقاءاته، كانوا واضحين وصريحين: "إذا كنتم تريدون الاستمرار في الحديث وتنسيق الاتصالات معنا بخصوص إيران والتطورات المهمة في هذا المجال، فقد حان الوقت لكم لتهدئة المناطق الفلسطينية، وإذا كنتم تريدون التحدث عن إمكانية قيام روسيا بتزويد إيران ببطاريات إس 400، فلن توافق الولايات المتحدة على سياسة الهوس بالحرب في الضفة الغربية".
وتابع متحدثاً بلسان حال الأمريكيين: "عندما نرسل ممثلين كباراً إلى المؤتمر في العقبة، وترسلون رئيس جهاز أمان وقائد الشاباك وضابط برتبة عقيد، فلن نتحدث معكم، وإذا كنتم بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فتصرفوا وكأنكم في حاجة إليها. لن نوافق على الأمور التي يتم الاتفاق عليها في العقبة وفي نفس الليلة تحرق حوارة ويقول وزير ماليتكم إنه يجب تدمير على القرية".
وأكد المُحلل الإسرائيلي، أن هذه الأمور تم نقلها إلى إسرائيل عبر قنوات عدة وليس فقط في اجتماع رئيس الأركان الأمريكي، وتابع: "إنها تذكرنا كثيراً باللحظات السيئة الكثيرة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عندما فاجأه نتانياهو الذي حضر لمخاطبة الكونغرس بدون علمه".
 

 

تراجع التعاون الاستخباراتي مع الغرب

بحسب بعض الروايات، فإن التعاون الاستخباراتي بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية وأجهزة المخابرات الغربية بدأ يتقوض. وأشار الكاتب إلى أنه لم يجد تأكيدات رسمية لهذه المعلومات "لكن الضجة موجودة".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على الوضع لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "ما يحدث يجعلنا نتعامل مع سلوان بدلاً من طهران، إن إيران بالفعل على مسافة قريبة من قدرتها على تخصيب سلاح نووي عسكري، وقد يضعها الروس قريباً في منطقة محصنة، ونفقد أمريكا في نفس الوقت، هذا لا يقل عن الجنون".
 

أزمة مع الأردن

بالإضافة إلى كل هذا، يمكن إضافة أزمة أخرى في العلاقات مع الأردن، خصوصاً بعد تصريحات الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير وسموتريتش بشأن مؤتمر العقبة، حيث قال مسؤول أردني: "إذا كنت تريد الحضور إلى المؤتمر، فتعال، اذا كنت لا تريد ذلك فلا تحضر، لكن المجيء من جهة والافتراء من جهة الأخرى أمر غير مقبول". وأشار بن كسبيت إلى أن الأردن يعتبر رصيداً استراتيجياً قيماً لإسرائيل.