المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.(أرشيف)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.(أرشيف)
الجمعة 10 فبراير 2023 / 15:39

أصوات أمريكية: حقبة استرضاء إيران يجب أن تنتهي

انتقدت "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" ومقرها واشنطن رغبة وسعي الإدارة الأمريكية ومعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استئناف المحادثات من أجل إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي الاسم الرسمي للاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة 5+1 في يوليو (تموز) 2015.

إعادة إحياء الاتفاق النووي ستضفي بشكل مرجح الشرعية للنظام على المستوى الدولي



وحذرت "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" من أن إعادة العمل بالاتفاق ستؤدي إلى مفاقمة المشاكل نفسها التي يزعم مؤيدوه أنه قادر على حلها كما ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وزيادة حملات القمع في الداخل.


غروسي يتناغم مع بايدن
أشارت المؤسسة إلى ما قاله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي يوم الثلاثاء حين دعا إلى إعادة إحياء المحادثات الهادفة إلى الحد من برنامج إيران النووي: "أنا آمل أن أكون قادراً على إعادة ضبط واستعادة وتعزيز ذلك الحوار الذي لا غنى عنه." وأضاف في بيان: "من دون ذلك، ستزداد الأمور سوءاً."


يتماشى بيان غروسي مع مصلحة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إعادة إحياء الاتفاق النووي بالرغم من الاحتجاجات الإيرانية الشاملة المطالبة بتغيير النظام.


لإطلاق حقبة المحاسبة والردع
في هذا الإطار، علّق المستشار البارز في المؤسسة نفسها ريتشارد غولدبرغ على اقتراح روسي قائلاً: "يرى النظام في طهران اليأس الغربي (للحصول على) اتفاق ضوءاً أخضر من أجل التصعيد على جميع الجبهات – الإرهاب، والتخصيب، والتواطؤ في جرائم الحرب الروسية، وانتهاكات حقوق الإنسان. يجب على حقبة الاسترضاء أن تنتهي. على حقبة من المحاسبة والردع أن تعقب" ذلك.


الاتفاق سيوسع برنامج إيران النووي
من جهته، رأى الباحث والمحرر البارز في مؤسسة الرأي نفسها تزفي كان أن "الولايات المتحدة وحلفاءها بحاجة إلى إدراك أن إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ستفاقم المشاكل نفسها التي تدعي حلها. في غضون سنوات قليلة جداً، إن إجراءات التحقق الضعيفة أصلاً في الاتفاق ستنتهي، مانحة طهران برنامجاً نووياً مقنناً على نطاق صناعي. في هذه الأثناء، مع (تدفق الأموال الناجمة عن) تخفيف العقوبات، ستبرز إيران كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط، مزعزعة بالتالي استقرار المنطقة ومحكمة قبضتها على السلطة".


مالي يواصل نشاطه المعتاد
أتى بيان غروسي عقب تقارير أفادت بأن الموفد الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي عقد مؤخراً ثلاثة اجتماعات على الأقل مع السفير الإيراني إلى الأمم المتحدة في نيويورك سعيد إيرواني. في أواخر يناير (كانون الثاني) أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى أن طهران حصلت على رسائل بواسطة قطر من أطراف موقعة على الاتفاق النووي بشأن عودتها إلى التزاماتها. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، قال كبير ديبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزب بوريل إنه لم يتخلَ عن أمل استعادة الاتفاق النووي بحجة أن منتقدي خطة العمل الشاملة المشتركة "لا يقدرون بما فيه الكفاية" مخاطر إيران نووية.


مئات المليارات إلى خزائن النظام... وأكثر
قالت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات إن اتفاقاً نووياً متجدداً سيؤمن شرياناً حيوياً اقتصادياً للنظام في إيران إذ إنه سيسمح له بالوصول إلى 275 مليار دولار من المنافع المالية خلال السنة الأولى على إعادة العمل به، وإلى تريليون دولار بحلول 2030. سيمكن هذا الضخ من السيولة النظام الإيراني من زيادة عدوانه في الخارج ومن ضمنها تسهيل جرائم الحرب الروسية كما زيادة القمع في الداخل. إن وحشية إيران في قمع المحتجين، من بينها عدد من عمليات الإعدام البارزة، تسببت بتقلص الاحتجاجات خلال الشهر الماضي.


وخلصت المؤسسة نفسها إلى أن إعادة إحياء الاتفاق النووي ستضفي بشكل مرجح الشرعية للنظام على المستوى الدولي، وبالتالي، ستجعل طهران أكثر تجرؤاً إضافة إلى أنها ستزيد من إحباط المحتجين.