الأحد 22 مارس 2020 / 14:15

غارديان: كورونا حوّل مخيمات العمال في قطر إلى سجون فعلية

24- زياد الأشقر

كتبت الصحافيتان بيتي باتيسون وروشان سيدهاي في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن أكبر معسكر للمهاجرين في قطر تحول إلى سجن فعلي ويخضع لإغلاق تام بعدما أصيب المئات من عمال البناء بفيروس كورونا.

كيف يمكن للعمال حماية أنفسهم عندما تفتقر معظم المخيمات إلى مياه نظيفة ومطهرات. وكيف يمكنك أن تحافظ على مسافة آمنة صحياً بين شخص وآخر بينما يعيش الآلاف جنباً إلى جنب

وقالت الصحافيتان إن الشرطة تحرس المحيط الشاسع لـ"المنطقة الصناعية"، مما يترك آلاف العمال عالقين في مخيمات قذرة ومكتظة، حيث يمكن الفيروس أن ينتشر بسرعة.

ويقول العمال الذين يقطنون المنطقة إنه ليس مسموحاً لأحد الدخول ولا المغادرة. ويعمل الكثير من هؤلاء في مشاريع البنى التحتية استعداداً لاستضافة مباريات كأس العالم 2022 لكرة القدم.

وداخل المخيمات المحجور عليها، يصف العمال أجواء الخوف والشكوك. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر داخل المعسكر أن بعض العمال فرضت عليهم إيجازات غير مدفوعة إلى أجل غير مسمى، مع تأمين الطعام والمنامة فقط.

الوضع يزداد سوءاً
وقال عامل بنغالي إن الوضع يزداد سوءاً كل يوم، والعمال في المخيمين الرقم واحد والرقم 32 هم في عزلة، و"زملائي الذين يعيشون هناك في حال هلع فظيع". وأفاد عامل نيبالي يعيش في المنطقة الخاضعة للإغلاق، أنه ممنوع على العمال المغادرة و"ممنوع علينا أن نسير في مجموعات ولا أن نتناول الطعام في الكافيتيريا. لكن لا يزال في إمكانك شراء الطعام وجلبه معك إلى المنزل. لا يوجد من يهتم بي إذا ما حصل لي شيء". وقال عامل نيبالي آخر إن الوضع متوتر جداً هنا.

وأشارت الكاتبتان إلى أن الإغلاق قد فرض بعدما أعلنت الحكومة اكتشاف 238 إصابة بكورونا في صفوف "العمال الأجانب" في 11 مارس (آذار). كما شخصت 113 حالة أخرى على علاقة بهذا التفشي الأولي في الأيام الخمسة التالية. ومع ذلك، فإنه بينما أغلقت الدولة التي ستستضيف مونديال 2022 كل المناطق العامة تحسباً لانتشار الفيروس، فإن بعض العمال الذين كانت نتيجة فحوصهم سلبية قد أرغموا على مواصلة العمل مع معاينة درجة حرارتهم بين نوبة وأخرى.

المنطقة الصناعية
وقالت الصحافيتان إن المنطقة الصناعية في الدوحة هي عبارة عن مستودعات ومصانع ومهاجع للعمال تمتد على مساحات واسعة بعيدة نصف ساعة بالسيارة من العاصمة القطرية. وهي تؤوي مئات الألاف من الرجال الذين يقيمون في مهاجع ضيقة، ينحشر فيها غالباً ما بين 8 و 10 أشخاص سيكون من الصعب عدم انتقال الفيروس بينهم. أما المطابخ والمراحيض المشتركة بين عشرات الرجال فهي غالباً ما تكون غير ملائمة من الناحية الصحية وتنتشر فيها الأوساخ.
    
ونقلت الكاتبتان عن رئيس التحرير المشارك لموقع يعنى بحقوق المهاجرين يدعى فاني ساراسواثي مقيم في قطر منذ 17 عاماً: " كيف يمكن للعمال حماية أنفسهم عندما تفتقر معظم المخيمات إلى مياه نظيفة ومطهرات. وكيف يمكنك أن تحافظ على مسافة آمنة صحياً بين شخص وآخر بينما يعيش الآلاف جنباً إلى جنب. إن أياً من النصائح لا يمكن أن تنجح في معسكر للعمال".

وأضافت الصحافيتان أن بعض العمال يلجؤون إلى معالجة الأمور بأنفسهم. واوضح أحدهم قائلاً: "نفعل كل شيء للحفاظ على نظافتنا. كان المخيم متسخاً بعض الشيء. قمنا بعملية تنظيف واستبدلنا أغطية الأسرة، واستخدمنا وسيلة الرش لقتل الجراثيم". ويقيم في قطر مليونا عامل أجنبي معظمهم من آسيا وشرق أفريقيا- مما يشكل 95 في المئة من القوة العاملة. وزادت اعداد المهاجرين بسرعة في السنوات الأخيرة مع استعداد قطر لاستضافة مونديال 2022.