متظاهرون يرفعون العلم اللبناني على جسر جل الديب شمالي بيروت (أرشيف / رويترز)
متظاهرون يرفعون العلم اللبناني على جسر جل الديب شمالي بيروت (أرشيف / رويترز)
الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 / 22:07

سياسيون: لبنان ليس ولاية إيرانية

أعرب وزراء ونواب لبنانيون عن رفضهم لتصريح منسوب إلى الحرس الثوري الإيراني يفيد باستخدام لبنان في الحرب ضد إسرائيل.

وكانت وكالة "ميزان" المحلية في إيران نقلت يوم أمس تصريح مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء مرتضى قرباني، توعد فيه بضرب إسرائيل انطلاقاً من لبنان.

وأكد قرباني أنه "في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فستسوي تل أبيب بالتراب انطلاقاً من لبنان ولن تكون هناك حاجة للصواريخ أو والمعدات الإيرانية".

ورأى قرباني أن "الأحداث الأخيرة في لبنان والعراق وإيران تهدف إلى ضرب وحدة جبهة المقاومة، بما فيها إيران".



وقال وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وعضو في حزب التيار الوطني الحر أحد المتحالفين الأساسيين مع حزب الله، إلياس بو صعب، عبر تويتر: "الأمر مؤسف وغير مقبول وتعدٍّ على سيادة لبنان الذي تربطه بإيران علاقة صداقة لا يجوز أن تمس استقلالية القرار اللبناني".


وغرّد عضو تكتل "لبنان القوي" التابع لحزب التيار الوطني الحر، النائب أنطوان بانو، قائلاً إن هذا التصريح "المريب" هو "انتقاص من سيادة لبنان وحرمة أراضيه. لن نقبل باستخدام لبنان منصة لأي دولة لتصفية حساباتها".

ورأى عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب فريد البستاني، عبر تويتر، أن التصريح الإيراني، إن كان صحيحاً، فهو "يعتبر انتقاصاً لسيادة لبنان من جهة، ولمكانة وحصانة المقاومة من جهة ثانية".

ويذكر أن تكتل "لبنان القوي"، يقوده وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يقود أيضاً التيار الوطني الحر، الحليف الأبرز لحزب الله.



وفي الاتجاه الآخر المناوئ لحزب الله، غرّد النائب عن "حزب الكتائب"، نديم الجميل، بقوله: "كمواطن لبناني، أطالب بموقف صريح من هذا الكلام من (أمين عام جماعة حزب الله) (حسن) نصر الله، الرئيس (اللبناني ميشال) عون، رئيس حكومة تصريف الأعمال (سعد الحريري)".

واستهجن رئيس حركة "الاستقلال"، النائب ميشال معوض التصريحات الإيرانية بقوله: "لمَ من لبنان وليس من إيران أو من (مرتفعات) الجولان (السورية) مثلًا؟".

وتابع "نرفض أن يتعامل أياً كان مع لبنان كأرض مستباحة، وكلام المسؤول الإيراني يؤكّد من جديد وجوب وضع استراتيجيّة دفاعيّة بإدارة الدولة اللبنانية، المسؤولة وحدها عن الدفاع عن لبنان وحماية اللبنانيين".

وشدد النائب هنري الحلو، من كتلة حزب التقدمي الإشتراكي، على ضرورة أن "تتخذ السلطات اللبنانية موقفاً احتجاجياً واضحاً من هذا الكلام والذي ينطوي على انتهاك لسيادة لبنان واستخفاف بدولته".

ولفت وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق إلى أنه "انتهى الزمن الذي يستسهل فيه البعض استخدام لبنان ساحة حرب للمشروع الإيراني".

وقال "لو أعطانا المسؤول الإيراني درساً واحداً في المقاومة من بلده، بدل رمي كرة المواجهة ووضع اللبنانيين واجهة لمشروعه في المنطقة، لكنّا فهمنا، ولكن أيضاً رفضنا".

وتابع "نحن لسنا دروعاً بشرية لأي مشروع في المنطقة. ويجب أن يعلم هذا المسؤول الإيراني أنّ لبنان تغيّر ولن يتأثر بكلامه، بل سيقف درعاً في وجه أعماله. لبنان ليس ولاية إيرانية، ولن يكون. وأهل مكّة أدرى بشعابها".


أما وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال جراح، فاعتبر أن إيران تستطيع "أن تدافع عن نفسها كيفما تشاء ولكن لبنان ليس صندوق بريد للحرس الثوري الإيراني وليس ساحة للاستخدام الخارجي من أي دولة وكلام المسؤول الإيراني مردود جملة وتفصيلاً".

وكان المستشار الإيراني أضاف في تصريحات وفق ما نُقلت عنه وكالة أنباء "ميزان" الإيرانية، رداً على تصريحات إسرائيلية بشنّ عمل عسكري ضد طهران: "إيران لا تسعى إلى حيازة السلاح النوويّ، وإسرائيل أصغر من أن ترتكب أي خطأ تجاه إيران. يد مقاتلينا على الزناد بأمر من المرشد الأعلى. إذا أمر المرشد بشن هجوم صاروخي على إسرائيل، فسيرفع جميع الصهاينة أيديهم مستسلمين، سنقطع آذانهم إرباً. ونحن لا نخشى من جراثيم الفساد".

وأعلن نصر الله، حليف طهران، في سبتمبر (أيلول) الماضي، استعداده للدفاع عن إيران في حال تعرضت لأي هجوم.