الثلاثاء 20 مارس 2018 / 09:41

الإمارات أول دولة في العالم تنشئ وزارة للسعادة .. وهذه أبرز الإنجازات

24 - أبوظبي- محمد رمضان

من منطلق إيمانها بالسعادة كهدف إنساني وحق مكتسب، أولت دولة الإمارات منذ نشأتها اهتماماً كبيراً في تحقيق مؤشرات عالمية تبني بموجبها منظومة معيشية تتوفر فيها كل مقومات السعادة والرفاهية، وبدأت بعد اطلاق مجموعة من البرامج والسياسات الحكومية والمبادرات في اعتماد خطوات عملية تؤكد بلوغ مرحلة التكامل في تحقيق الأجندات التي أوصلتها لتكون نموذجاً عالمياً متفرداً بإطلاقها أول وزارة للسعادة في العالم وفق رؤية واهداف مستقبلية إنسانية طموحة.

وفي ضوء احتفال العالم اليوم الثلاثاء بـ"اليوم العالمي للسعادة" الذي يصادف الـ20 من مارس (آذار) من كل عام، فلا شك أن دولة الإمارات وعلى وقع النتائج التي حققتها في تعزيز السعادة والرفاهية لشعبها ولكل مقيم على أرضها، لديها الكثير من الإنجازات التي يجب أن تذكر على الصعيد المحلي والعاملي . فما هي أهم إنجازات الدولة في هذا المجال؟

في يناير (كانون الثاني) 2014، أعلنت الإمارات من خلال أجندتها الوطنية عن هدفها في أن تكون ضمن أفضل 5 دول في العالم الأكثر سعادة في عام 2021 وانطلقت وفق خطط وبرامج حكومية شاملة نحو تحقيق هدفها المنشود.

وزارة السعادة

وشهد العالم في فبراير (شباط) 2016 قراراً حكومياً هو الأكثر تميزاً على الإطلاق، حيث أعلنت الحكومة الإماراتية عن استحداث منصب وزير للسعادة كأول وزارة من نوعها على مستوى وتاريخ الحكومات في كل دول العالم، وبموجب هذا القرار تم تعيين عهود بنت خلفان الرومي لتكون أول وزيرة دولة للسعادة في المعمورة تتولى مسؤولية مواءمة كافة الخطط والبرامج، والسياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع.

وبعد تعديل التشكيل الوزاري في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، تم إضافة حقيبة وزارية جديدة لمنصب وزير دولة للسعادة، ليصبح وزير دولة للسعادة وجودة الحياة.

برامج وطنية

وفي اليوم العالمي للسعادة عام 2016، اعتمدت الدولة برنامجاً وطنياً للسعادة والإيجابية الذي يخدم كميثاق وطني للسعادة، كما اعتمدت الحكومة عدة مبادرات تهدف إلى خلق بيئة عمل سعيدة ومنتجة في المكاتب الحكومية الاتحادية، التزاماً بخلق البيئة الأسعد لمجتمع الإمارات.

وهدف الميثاق إلى ترسيخ مفهوم السعادة والإيجابية من منظور الإمارات، ويحدد التزام الدولة تجاه المجتمع في تحقيق السعادة والإيجابية، وأن تكون الدولة مركزاً ووجهة عالمية لذلك، وستعمل الجهات الحكومية على تحقيق ما ورد في هذا الميثاق على أفضل وجه.

مبادرات السعادة

ومن أجل تحقيق رؤية الإمارات التي تطمح أن تلعب دوراً رئيسياً في الجهود الدولية لتعزيز السعادة والإيجابية، وأن تكون مركزاً ووجهة عالمية لها، أطلق البرنامج الوطني عدة مبادرات بهدف تحقيق بيئة عمل سعيدة، كان أبرزها تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة والإيجابية، تأسيس مجالس للسعادة والإيجابية لدى الجهات الاتحادية، وتخصيص أوقات لأنشطة السعادة والإيجابية في الجهات الاتحادية، وتأسيس مكاتب الإيجابية والسعادة، وتعديل مسمى مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين من خلال مؤشرات خاصة سنوية، واستطلاعات للرأي وتقارير، وتبني نموذج قياسي للسعادة والإيجابية المؤسسية لدى كافة الجهات الحكومية.

دليل مرجعي عالمي للسعادة
وعلى الصعيد العالمي أعلنت وزيرة الدولة للعادة وجودة الحياة الإماراتية عهود الرومي في أكتوبر(تشرين الأول) 2017 عن إطلاق الدولة لدليل مواءمة السياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع، الذي طوره البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، واعتبر الدليل أول أداة من نوعها عالمياً لإعداد ومراجعة السياسات الحكومية من منظور السعادة بشكل عملي وعلمي، ويشكل مرجعية للحكومات حول العالم، ما أكد ريادة دولة الإمارات في مجال السعادة.

وفي مبادرة فريدة أيضاً أطلقت الدولة في شباط(فبراير) 2018 تحالفاً عالمياً للسعادة ضم وزراء من ست دول هي الإمارات والبرتغال وكوستاريكا والمكسيك وكازاخستان وسلوفينيا، وهي خطوة أوجدت صيغة جديدة للتحالفات الهادفة لخير الإنسان وسعادته.

الأسعد عربياً

وسريعاً جاءت النتائج الإيجابية للإمارات على صعيد مؤشر السعادة العالمي، لتثبت مدى حرص الدولة في تحقيق أهدافها التي تصب جميعها في مصلحة المواطن والمجتمع، حيث كشفت نتائج تقرير السعادة العالمي لعام 2018 الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة التي تم الإعلان عنها في 14 مارس (آذار) الجاري في العاصمة الإيطالية روما، أن الإمارات سجلت 7.2 نقطة على مؤشر تقييم الحياة بالنسبة للمواطنين ما يوازي المرتبة الحادية عشرة عالمياً، فيما حافظت في التصنيف العام على المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي وتقدمت إلى المرتبة العشرين على مستوى العالم.

وانعكست القفزات الكبيرة التي حققها الاقتصاد الإمارات على مستوى معيشة المواطنين، حيث ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الإمارات، ليصل إلى 59,9 ألف دولار، ليكون بذلك نصيب الفرد في الإمارات، ثاني أعلى نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم لعدة سنوات.

فيما تؤكد تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة أنه لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، وأن نسبة السكان الفقراء في الإمارات هي صفر، بينما تصل نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر في الدولة إلى 2% وهي نسبة ضئيلة للغاية وتعد من أقل المعدلات على مستوى العالم.