الإثنين 6 مايو 2024 / 00:40

"الفيشاوي" و"أولاد حارتنا".. روح مصر في جناح نجيب محفوظ

كان العرض المذهل لجائزة نوبل في جناح نجيب محفوظ، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، محط أنظار وإعجاب الكثيرين من زوار المعرض، سواءً من العرب أو الأجانب.

الصينية ميني هيفا، التي جاءت لزيارة القسم الخاص ببلادها، استوقفها العرض المذهل لجائزة نوبل في جناح نجيب محفوظ، وتحدثت هيفا لـ24 قائلة: "حدقتُ بجائزة نوبل المعلقة على الحائط، لمعرفة من الحائز على هذه الجائزة".
وتقول: "المكان من الخارج مثير للفضول، وما إن دخلت بدأت أرى الزوار يتوقفون لالتقاط الصور، ما دعاني لأضع اسم نجيب محفوظ على متصفح غوغل لأتعرف عليه بشكل أكبر".

أما بدرية، التي وجدناها تلتقط صوراً قرب توقيع محفوظ، تقول "شعرت بروح مصر، ما إن بدأت أقترب من الجناح"، وتحديداً بسبب عروض لأشهر أعماله السينمائية.

الفيشاوي في حياة نجيب

وأضافت بدرية لـ24 أن قهوة الفيشاوي منحت المكان حالة طبيعية، وجذبت الزوار لالتقاط الصور عندها، لافتة إلى "أن تفاصيل الجناح ومرافقه مدروسة بعناية”.

برلنت قابيل، مديرة البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية، تحدثت لـ24، عن تصميم جناح محفوظ، الذي استوقف معظم زوار المعرض للإمعان في تفاصيله، وأشارت إلى أن التصميم إهداء من المركز للأديب العالمي الراحل، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في الأدب العربي والعالمي.
دارة نجيب في المعرض، مستوحاة من الحارة المصرية، التي جسدها الراحل في أغلب رواياته، وانعكست أيضاً على العديد من أعماله السينمائية المأخوذة عن هذه الروايات، بحسب قابيل.


محفوظ كان يمضي ساعات طويلة في المقاهي والصالونات الأدبية، مُستلهماً شخوص رواياته منها، فحال الالتفاف حول جناحه ستصادفك قهوة الفيشاوي، التي ما إن مر زائر بجانبها إلا والتقط صورة عندها.
وبحسب قابيل، اختيرت الفيشاوي الواقعة في القاهرة الفاطمية "لأنها أكثر الأماكن التي كان يتردد عليها محفوظ".

رواية فارقة في حياة نجيب

أما عن فقرات الجناح من الداخل فتعتبرها قابيل "تجربة فريدة تأخذ الزائر في رحلة غامرة عبر عوالم محفوظ"، فالمنطقة الأولى تستعرض أهم أعماله التي كانت علامات فارقة في حياته، منها "أولاد حارتنا".
وتلفت قابيل إلى أن "أولاد حارتنا" مُنعت من النشر لفترة طويلة، وعند نشرها تسببت في تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة في الثمانينيات، عقب حصوله على جائزة نوبل.

تسرد قابيل الأحداث التاريخية لهذه الرواية، التي نشرتها صحيفة الأهالي المصرية كملحق في أحد أعدادها، عقب تعرض محفوظ للاغتيال، مشيرةً إلى أن المعرض تمكن من الحصول على طبعة الصحيفة التي نشرت الرواية.

ويحتوي الجناح أيضاً نسخة من الرواية باللغة الإنجليزية، عليها توقيعه بعد إصابته، ويبدو فيها خطه مهتز وغير متناسق، وهي نسخة مهداة من الأديب أحمد قرملاوي من مكتبة ديوان، المشرفة على أعمال محفوظ، لتقديمها في المعرض.
ويضم الجناح تقديم شيق لشخصية محفوظ في السينما والدراما، إذ يعد أحد أكثر الكتاب الذين تحولت رواياتهم إلى أعمال سينمائية.

مواد نادرة عن نجيب محفوظ

ويحتوي الجناح أيضاً على صور كواليس أفلام محفوظ، وهي مجموعة نادرة، أهداها محمد بكر شيخ المصورين المصريين للمعرض.
وبحسب قابيل، فإنهم حاولوا تقديم صور نادرة لمحفوظ الإنسان بشكل شيق، في مشاهد جمعته مع عائلته وأصدقائه والحرافيش، و"أهم اللحظات الفارقة في حياته، بدايةً من اسمه وميلاده، ثم حصوله على جائزة نوبل، وقلادة النيل".
وعن الجدارية التي نالت إعجاب زوار الجناح، فهي حائط خُصص لإحدى أشهر اقتباس من روايته "أولاد حارتنا"، وهو "آفة حارتنا النسيان".

وحرصت إدارة المعرض، بحسب قابيل، أن تقدم من خلال جناح محفوظ، أو الفعاليات التي أقيمت من أجله على مدار أيام المعرض، حالة متمردة صاخبة، عنوانها "أحد أعمدة مصر والعالم".