أقارب الطفلة شهد وأطفال آخرين في حالة انهيار بعد مقتلهم (إكس)
أقارب الطفلة شهد وأطفال آخرين في حالة انهيار بعد مقتلهم (إكس)
الجمعة 3 مايو 2024 / 14:49

"سي إن إن": إسرائيل تستخدم ذخائر دقيقة التوجيه لقتل الأطفال

رصدت شبكة التليفزيون الإخبارية الأمريكية "سي إن إن" أكذوبة الذخائر الإسرائيلية دقيقة التوجيه، التي يزعم الجيش الإسرائيلي استخدامها في غزة ضد عناصر حماس، بينما هي في الأصل تقتل الآلاف بشكل عشوائي.

التقرير الذي نشرته "سي إن إن" على موقعها الإليكتروني، الجمعة، يكشف مأساة جديدة راح ضحيتها أطفال أبرياء، كانت جريمتهم الوحيدة أنهم خرجوا للعب، قبل أن تقتلهم غارة إسرائيلية.

وبحسب "سي إن إن"، توقفت شهد، الطفلة البالغة من العمر 10 سنوات للعب كرة القدم مع صديقاتها بجوار متجر الكعك، في مخيم المغازي للاجئين في غزة، وبعد لحظات كانت ميتة.

أطفالنا لن تعود

وقالت عودة تالا والدة شهد، وهي في حالة انهيار تام، إنها لا تزال غير قادرة على تصديق أن ابنتها الوحيدة لن تعود إلى المنزل أبداً.

وأظهر مقطع فيديو آثار الغارة التي قتلت شهد، وهي ممددة على الأرض بجانب أصدقائها.

وأضافت الأم المكلومة: "لا يوجد شهد الآن. في كل مرة كانت تأتي فيها، كانت تقول: أمي. كنت أقول: روحي، روحي"، وتابعت "روحي ذهبت".

وفي الأسبوعين التاليين للهجوم، تغيرت تصريحات الجيش الإسرائيلي، لكنه لم يتحمل المسؤولية عن الهجوم، الذي أدى في النهاية إلى مقتل شهد و10 أطفال آخرين.

اتهامات لإسرائيل

وبحسب الشبكة، يرسم تحليل لموقع الهجوم، وثقه صحافي مستقل يعمل لدى "سي إن إن" في غزة، صورة مختلفة تماماً عن المسؤولية العسكرية الإسرائيلية.

وتوصل 3 خبراء في الذخائر، راجعوا مقاطع فيديو وصوراً ظهر الأضرار الناجمة عن الضربة والشظايا التي خلفتها في أعقابها، إلى نفس النتيجة بشكل مستقل، وهي أن المذبحة من المحتمل أن تكون ناجمة عن ذخيرة دقيقة التوجيه نشرها الجيش الإسرائيلي.

وقال كريس كوب سميث، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني وخبير أسلحة، وله خبرة في التحقيق في الذخائر التي تستخدمها إسرائيل في غزة: "بناءً على الصور المتاحة لآثار الحادث، يُعتقد أن الضربة كانت بالتأكيد ناجمة عن صاروخ موجه بدقة، أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار".

وأضاف "إنه بالتأكيد صاروخ خفيف أطلقته طائرة بدون طيار"، وتابع "هناك جانب معين لهذا الصاروخ بالتحديد، وهو واضح للغاية - من الواضح أنه ذخيرة صغيرة، وله عواقب مدمرة".

أدلة حاسمة

ووثقت الشبكة الأمريكية شظايا من الذخيرة التي جمعها عم شهد في مكان الحادث، بما في ذلك ما يبدو أنه جزء من لوحة دائرة كهربائية.

وأظهرت الصور من مكان الحادث المباني المحيطة بها ثقوب صغيرة، والتي قال خبراء الأسلحة إنها مؤشر على الشظايا الناجمة عن صاروخ متطور.

وقال كريس لينكولن جونز، وهو ضابط عسكري بريطاني سابق وخبير في حرب الطائرات بدون طيار: "إن لوحة الدائرة التي تم اكتشافها في مكان الحادث كانت حاسمة في تمييز الذخيرة. حيث تحتوي قذائف المدفعية على عدد قليل جداً من المكونات الإلكترونية، وتشير لوحة الدوائر إلى أنه تم نشر سلاح متطور ودقيق التوجيه".

وبدوره، قال جينزن جونز، المتخصص في الذخائر ومدير شركة الأبحاث Armament Research Services (ARES)، إن "البقايا تشير بقوة إلى وجود ذخيرة موجهة، على الأرجح صاروخ موجه أو ذخيرة متسكعة"، لكنه أضاف أنه لم يتمكن من تحديد هويتها بشكل قاطع.

"أهداف إرهابية"

وقال خبراء الأسلحة للشبكة، إن هذا النوع من الذخائر لن يتم إطلاقه دون تقييم المنطقة أولاً، ما يثير تساؤلات حول كيفية اتخاذ القرار بتنفيذ الضربة.

وضغطت الشبكة على الجيش الإسرائيلي للحصول على تفاصيل حول الغارة، التي وقعت في 16 أبريل (نيسان) الماضي. وبعد يومين من الغارة، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب "هدفاً إرهابياً" في المغازي، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لا علم له بعدد الضحايا، لكن الحادث قيد المراجعة، والجيش يعمل على تحديد مكان الغارة في سجلاته.

وبعد أسبوعين من حدوث الغارة، رفض الجيش الإسرائيلي مجدداً تقديم أي أدلة إضافية لدعم مزاعمه، كما رفض الإجابة على أسئلة تتعلق بطبيعة الهدف أو ما إذا كان أي من المسلحين قد قتلوا.