أنتوني بلينكن والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ (إكس)
أنتوني بلينكن والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ (إكس)
الأربعاء 1 مايو 2024 / 11:11

بلينكن: واشنطن تريد هدنة "الآن" في غزة

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة "مصممة" على التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، يكون مرفقاً بالإفراج عن الرهائن، بعدما حضت واشنطن الحركة على أن تقبل "دون تأخير" هدنة في غزة، داعية إسرائيل إلى العدول عن شن هجوم على رفح.

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في تل أبيب: "حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو حماس".

وبعد اجتماع، أول أمس الإثنين، في القاهرة، مع ممثلي مصر وقطر، وصل وفد من حماس إلى الدوحة لدرس مقترح الهدنة الجديد ويرتقب أن يعطي رده في "أسرع وقت ممكن"، بحسب مصدر قريب من الحركة.

وفي الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد الحركة على مقترح الهدنة لـ 40 يوماً، والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة، الرامية إلى إنهاء الحرب، بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي سمحت بالإفراج عن حوالي 105 رهائن لدى حماس، من بينهم 80 إسرائيلياً ومزدوجو الجنسية، مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل.

وبعدما وصف بلينكن الاقتراح بأنه "سخي جداً من جانب إسرائيل"، حض في تصريح لصحافيين في إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان حركة حماس على القبول سريعاً بمقترح الهدنة، مؤكداً "لا مزيد من التأخير ولا مزيد من الأعذار. إن وقت العمل حان الآن"، فيما تتكثف التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية داعية إلى وقف إطلاق نار، مع تدخل شرطة نيويورك ليلاً في جامعة كولومبيا.

وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تؤكد عزمها على شن هجوم بري في رفح، حيث لجأ حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني غالبيتهم من نازحي الحرب.

ويؤكد نتانياهو أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس وتحرير الرهائن. وقال خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن، وفق ما نقل عنه مكتبه أمس الثلاثاء: "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة. سندخل رفح، وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو دون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".

بدوره، يصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي دعا إلى وقف إطلاق نار خلال لقائه نتانياهو، أمس الثلاثاء، إلى القاهرة اليوم الأربعاء، كما أكدت السلطات المصرية التي تعارض عملية في رفح، المدينة المتاخمة لحدودها.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيشكل "تصعيداً لا يحتمل"، كما أعرب عن "قلقه العميق" إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.

من جهته، كتب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس إدهانوم غيبريسوس على منصة إكس أن "عملية واسعة النطاق في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية"، داعياً "كل الأطراف إلى العمل من أجل وقف إطلاق نار".

معبر إيريز

وبعدما تحمّلت برد الشتاء، تعاني الأسر النازحة في رفح الآن من ارتفاع درجات الحرارة وخطر انتشار الأمراض، مع حرمانها من المياه الجارية. وتصل المساعدات الدولية التي تخضع لتفتيش صارم من السلطات الإسرائيلية بكميات ضئيلة عبر معبر رفح بشكل رئيسي، لكنها تبقى غير كافية، نظراً إلى الحاجات الهائلة لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات عن طريق البر، كما بدأت إنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة بهدف استيعاب المساعدات التي تصل بالسفن.

وشهد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارة إلى الأردن أمس الثلاثاء، انطلاق أول قافلة شاحنات أردنية محمّلة بالمساعدات ومتّجهة إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعادت إسرائيل فتحه، وقال خلال زيارته نقطة لتحميل المساعدات على متن الشاحنات على مشارف العاصمة عمّان: "من هنا نرى طريقاً مباشراً من الأردن إلى شمال غزة عبر معبر إيريز. الشحنات الأولى تغادر اليوم". 

وأضاف "إنه تقدم حقيقي ومهم، ولكن ما زال هناك الكثير مما يتعيّن القيام به". ولم يُستخدم معبر إيريز كثيراً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن المعبر يحتاج إلى إعادة تأهيل بعدما دمّره مسلّحو حماس، خلال هجومهم غير المسبوق على جنوب إسرائيل.

مذكرات  الجنائية الدولية

من جانب آخر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نتانياهو قد يكون بين الأشخاص الذين وجهت إليهم المحكمة الجنائية الدولية اتهامات في قضية إدارة هذه الحرب، التي أثارت أيضاً موجة من التظاهرات والاعتصامات في حرم الجامعات الكبرى في أمريكا الشمالية.

وقال نتانياهو مساء أمس الثلاثاء: "تم إنشاء مؤسسات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية بعد المحرقة ضد الشعب اليهودي، لمنع مثل هذه الفظائع ومنع إبادات جماعية في المستقبل. وهنا تحاول المحكمة الجنائية الدولية وضع إسرائيل في قفص الاتهام"، ورأى في ذلك احتمال "فضيحة ذات أبعاد تاريخية".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المحكمة التي تتخذ مقراً في لاهاي بهولندا قد تتهم أيضاً مسؤولين من حماس. وأعربت الولايات المتحدة عن معارضتها قيام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق بشأن ممارسات إسرائيل في غزة.