بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
الثلاثاء 30 أبريل 2024 / 16:57

نتانياهو بين عملية رفح واتفاق الرهائن.. أيهما سيختار؟

مع مرور أكثر من ستة أشهر على تجدد الحرب مع حركة حماس بقطاع غزة، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن إسرائيل تواجه أزمة هي الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل الحديث وكل يوم يمر دون حل، يعمق جراح تل أبيب التي تتأرجح عند مفترق طرق حاسم.

 وقالت "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها التي حملت عنوان "يا نتانياهو حان الوقت لتقرر: احتلال رفح أو صفقة الرهائن الدبلوماسية.. لقد انتهى وقتك"، إن محنة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في ظروف صعبة تؤكد مدى إلحاح الأزمة، وعلى الرغم من الضرورة الواضحة لاتخاذ إجراءات حاسمة، إلا أن القيادة مترددة عند منعطف يتطلب التوصل إلى حل حازم.
وتساءلت الصحيفة: "هل يتعين علينا أن نكثف الجهود العسكرية الرامية إلى إلحاق الهزيمة بحماس في معقلها برفح، أم يتعين علينا أن نسعى جاهدين لتأمين الإفراج الفوري عن كافة الرهائن من خلال المفاوضات؟" ورأت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يقف أمام قرار لن يحدد إرثه فحسب، بل سيشكل أيضاً مستقبل إسرائيل، موضحة أن المخاطر "هائلة". 

 تفكيك حماس باهظ الثمن

وقالت إن الحجة الداعمة لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح لتفكيك حماس هي مبررات مقنعة، ويرى المؤيدون أن إسرائيل لن تتمكن من تأمين أمنها على المدى الطويل وردع أي عدوان في المستقبل إلا من خلال القضاء بشكل حاسم على تهديد حماس، مضيفة أن هذا النهج يعد نهاية واضحة للتهديد الحالي، ولكنه يأتي بتكلفة عالية محتملة، تتمثل في خسائر كبيرة في الأرواح واستمرار عدم الاستقرار في المنطقة.

اتفاق رهائن

وعلى العكس، تقول الصحيفة إن الحجة الداعية إلى التفاوض مع حماس تؤكد الحاجة الفورية إلى وقف معاناة الإسرائيليين، مشيرة إلى أن هذا النهج العملي يسعى إلى التوصل إلى حل يمكن أن ينقذ الأرواح من خلال منع المزيد من التصعيد العسكري ويسمح بعودة الرهائن بسرعة، ومن الممكن أن تمهد مثل هذه المفاوضات الطريق لمستقبل أكثر استقراراً، مما يمهد أيضاً الطريق لعمليات سلام أطول أمداً. 

آثار أخلاقية

وأضافت أن هذا الأمر ليس مجرد قرار استراتيجي، فهو ينطوي على آثار  أخلاقية عميقة باعتبار إسرائيل أمة ملتزمة بقدسية الحياة، وتساءلت: "هل نستطيع أن نبرر اشتباكاً عسكرياً مطولاً مع احتمال وقوع خسائر كبيرة في الأرواح على الجانبين؟ أم أن واجبنا الأخلاقي هو إعطاء الأولوية للإنقاذ الفوري لرهائننا، ربما على حساب المخاوف الأمنية والعدالة الأوسع؟"
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه مع استمرار الطريق المسدود، فإن الكلفة البشرية تزداد، ويصبح تأثيرها على النفسية في إسرائيل أكثر عمقاً، لافتة إلى أن الجمهور الإسرائيلي يدعو بشكل متزايد إلى وضع حد لهذه الملحمة التي استنزفت موارد الدولة، وحولت التركيز بعيداً عن التنمية الوطنية، وأضعفت النسيج الدقيق للوحدة المجتمعية الإسرائيلية.

مسار العمل الإسرائيلي

وبحسب الصحيفة، يتعين على الحكومة تحت قيادة نتانياهو أن تختار مسار العمل الذي يعكس المخاوف الإنسانية المباشرة والمصالح الوطنية طويلة الأجل، وإذا كان القرار هو السعي إلى الحل العسكري، فلابد من تنفيذه بسرعة وحسم، مع وجود خطة واضحة للعواقب المباشرة لضمان عدم الفوز في الحرب وخسارة السلام، كما ينبغي أن تكون العملية مصحوبة باستراتيجيات شاملة لحماية المدنيين، وإعادة الإعمار بعد الصراع، وعمليات المصالحة لتعزيز بيئة مستقرة وسلمية بعد الصراع. 

التردد لم يعد مقبولاً

وشددت جيروزاليم بوست على أنه إذا كانت المفاوضات هي المسار المختار، فلا بد من التعامل معها بالقوة، وليس باليأس، وعلى إسرائيل أن تستفيد من تحالفاتها الدولية وقوتها الدبلوماسية لضمان أن شروط أي اتفاق تشمل العودة الآمنة لكل رهينة والتزامات من حماس تضمن وقف العنف ومعالجة قضايا أمنية أوسع نطاقا، كما يجب أن تكون هذه المفاوضات شفافة وأن تتضمن دعم الوسطاء الدوليين لضمان الالتزام بالمعايير الدولية.
كما شددت على أن التقاعس عن العمل أو التردد لم يعد مقبولا، وأن الوقت قد حان للتحرك بشكل حاسم، وإنهاء الأعمال العدائية الحالية، والبدء في عملية التعافي وإعادة البناء الشاقة والضرورية.
وتوجهت بالحديث إلى نتانياهو قائلة: "يا رئيس الوزراء، إن المسؤولية تقع على عاتقك لاتخاذ القرار الذي سيخرج إسرائيل من هذه الأزمة. الأمة تتطلع إليكم لتوجيهها خلال هذه الفترة الحرجة، والتصرف بشجاعة ووضوح، وإعادة إسرائيل إلى طريق السلام والحياة الطبيعية، إن مستقبل بلادنا يعتمد على الإجراءات التي تتخذونها اليوم، وسيتذكر التاريخ القرارات التي تم اتخاذها خلال هذه اللحظة المحورية".