مسلحان في ميليشيا حزب الله فوق راجمة صواريخ (أرشيف)
مسلحان في ميليشيا حزب الله فوق راجمة صواريخ (أرشيف)
الخميس 18 أبريل 2024 / 19:15

حجم القوة العسكرية لحزب الله "تحت المجهر"

بالتزامن مع تحقيقات فرنسية حول كيفية تمكّن "حزب الله" من نشر شبكته في فرنسا من خلال اللعب على الغموض لدى السلطات التي تعتبر جناحه المسلح إرهابياً، وليس الحركة السياسية في حدّ ذاتها، بما يسمح له بتصدير تطرّفه وإرهابه حسب سياسيين، كشف تقرير نشرته مجلة "لو بوان" واسعة الانتشار عن ترسانة ضخمة من الأسلحة التدميرية حصل عليها الحزب من إيران.

ومُنذ آخر حرب مفتوحة ضد إسرائيل، تمكن الجناح المسلح لحزب الله اللبناني من إعادة بناء ما تمّ تدميره، ليتحول إلى قوة عسكرية ضاربة كبيرة، حتى أن العديد من المحللين والمُختصّين العسكريين يعتبرون الحزب اللبناني أقوى ميليشيا إيرانية، ويتفوق بفارق كبير في القُدرات العسكرية على حركة حماس وحتى على الميليشيات الحوثية التي تُسلّحها إيران أيضاً. 

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يقوم حزب الله بضرب إسرائيل بشكل شبه يومي، ولكن بشكل محدود تفادياً لاندلاع حرب شاملة لا يُريد خوضها.
وبحسب المجلة الفرنسية فلدى حزب الله ميليشيا ذات قدرات عسكرية بشرية كبيرة، ورغم أن زعيمها حسن نصر الله يُبالغ بالإعلان عن امتلاكه 100 ألف مقاتل، إلا أن الخبراء يُقدّرون تعدادها بـِ 60 ألف مقاتل، وهو عدد لا زال يُعتبر ضخماً.

مزيج واسع من الأسلحة الفتّاكة

وتتراوح القُدرات الهجومية للحزب من الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز "شاهد-136" إلى الصواريخ الباليستية. وقدّر معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب ترسانته بما بين 150 ألف و200 ألف صاروخ، وقذائف هاون، وقذائف صاروخية، بما في ذلك مئات من الصواريخ عالية الدقة. 

ويقول المدير الأكاديمي في مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية  بيير رازو، إن حزب الله يمتلك حوالي 1000 صاروخ باليستي، بما في ذلك 200 صاروخ يُمكنها ضرب الأراضي الإسرائيلية بأكملها.
ويصل مدى الصاروخ الإيراني أرض-أرض "فاتح-110" إلى 300 كيلومتر. ومع دقته التي تبلغ حوالي 10 أمتار، وفقاً لطهران، فإنّه يهدف إلى ضرب البنية التحتية الرئيسية لإسرائيل. كما وأصبحت الطائرة بدون طيار الإيرانية "شاهد-136 كاميكازي" ضرورية مع استخدامها المُكثّف في الصراع في أوكرانيا، والتي أطلقت إيران عدّة مئات منها في هجومها على إسرائيل قبل أيام. 

خطط هجومية، لكلّ سلاح دوره

ويتم استخدام كل من هذه الأسلحة بطريقة مختلفة، إذ يُوضح بيير رازوكس، أن الصواريخ التي يقل مداها عن 40 كم تُشكّل مصدر إزعاج وتوتر، فيما الطائرات بدون طيار فتهدف لإرباك الدفاعات المُضادة وإنهاكها، أما الصواريخ الباليستية فللضرب في العُمق. كما ويُعتقد أن مُنشآت الغاز البحرية التابعة لإسرائيل سوف تكون أهدافاً سهلة للاستهداف كونها ثابتة.
وبالإضافة إلى صواريخ "غراد" و"فجر 3" متوسط المدى والصواريخ الباليستية، يكشف التحقيق الفرنسي، أن ميليشيات حزب الله تمتلك أيضاً صواريخ مُضادة للسفن، حيث برز هذا التهديد عندما أعلنت الولايات المتحدة إرسال أكبر قوة فتّاكة في العالم حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

ويعتبر المحلل السياسي الفرنسي كليمان ماكورت، والمُختص بالشؤون العسكرية والدفاعية، أن هذا المخزون المُتنوّع والمُثير للدهشة من الأسلحة لدى حزب الله، من شأنه أن يُجبر إسرائيل في حالة أي صراع قادم على اختيار البُنى التحتية المدنية والعسكرية التي تُريد حمايتها كأولوية. وكما هو الحال في الهجوم الإيراني مؤخراً على إسرائيل، يُمكن لطائرات شاهد 136 التابعة لحزب الله، وللطائرات بدون طيار المُنتجة محلياً، وكذلك القذائف الصاروخية، أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية بكثافتها، وتُشغلها بحيث تفتح ثغرات للصواريخ الباليستية الأقل عدداً لإحداث تدمير أوسع بكثير.