الرئيس الأمريكي جو بايدن.
الرئيس الأمريكي جو بايدن.
الثلاثاء 16 أبريل 2024 / 16:42

غزة وإيران تعقدان محاولة إعادة انتخاب بايدن

اتخذ تشديد الرئيس جو بايدن الخناق على اسرائيل، ومحاولة انتخابه مجدداً، منحى أكثر خطورة خلال عطلة نهاية الأسبوع بينما هددت الصور الواردة لمئات المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران بتصعيد النزاع في الشرق الأوسط، ودفعت أسعار البنزين إلى الارتفاع.

ثلث الأمريكيين البالغين فقط يوافقون على طريقة ادارة بايدن للنزاع

وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الهجوم على إسرائيل أتى بعد أسابيع من ممارسة بايدن الضغط على الدولة العبرية كي تخفض نطاق عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

ولقي هذا الموقف موافقة نادرة من الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح المفترض للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، الذي نصح إسرائيل بإنجاز مهمتها هناك في أسرع وقت ممكن.
لكن السياسات المحيطة بنزاع الشرق الأوسط، تدهورت بفعل أحداث نهاية الأسبوع، التي جعلت بعض الجمهوريين يدعون الولايات المتحدة إلى الانتقام عسكرياً من إيران، بينما دعت إدارة بايدن إلى ردود دبلوماسية. 

وعقّد هجوم إيران الوضع السياسي لبايدن ليس فقط بسبب احتمال نشوب حرب أوسع، لكن لأنه يمكن أن يجعل حماس ترفض اقتراح وقف النار مع إسرائيل، فقد أضعف القتال بين حماس وإسرائيل الذي بدأ في أكتوبر (تشرين الأول) الدعم لبايدن في بعض الدوائر الانتخابية الأساسية، لأنه يستمر في دعم الهجوم العسكري الإسرائيلي على رغم ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين.
وقال آري فليشر، الناطق باسم الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إن "السلام والهدوء يفيدان الرؤساء الذين يكونون في مناصبهم...بينما تؤذيهم الاضطرابات والعنف وتزايد الشعور بأن الأحداث الخارجية تهدد بالخروج عن السيطرة".

رئيس يثبت قوته

ولفت مستطلع الآراء الديمقراطي جيف هوريت إلى أن أفعال بايدن تعكس شعوراً عاماً واسعاً. وقال إنه "بعد عقدين من الحروب الفاشلة، يريد الأمريكيون رئيساً يثبت قوته عبر الدبلوماسية، ويبقي أمريكا خارج التورط المباشر، وإبعاد قواتنا عن الأذى، وهذا ما يفعله الرئيس بايدن عبر إدارة الصراع في الشرق الأوسط والسعي إلى الحؤول دون حرب أوسع".
وبحسب الاستراتيجي الديمقراطي دان غيرشتاين، المساعد السابق لجو ليبرمان عندما كان سناتوراً عن كونيتيكت، فإن أفعال إيران يمكن أن تمنح بايدن وإسرائيل بعض الوقت.

وأضاف أن "إيران يمكن أن تفعل ما لا يقدر أي لاعب سياسي آخر على فعله، وهو تغيير السردية حول إسرائيل من دولة متنمرة إلى ضحية وتحشد دعماً دولياً إلى جانبها، وبذلك فهي منحت بايدن هدية مؤقتة وبعض المتنفس من أجل ايجاد حل بعيد المدى لحرب غزة". 

ومن المقرر أن تهيمن المساعدة العسكرية على الكابيتول هيل هذا الأسبوع، بعدما أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب ستيف سكاليز، أنه "سيتقدم باقتراح يدعم إسرائيل ويحاسب إيران ووكلاءها الإرهابيين".

مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا

وصرح رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الأحد لشبكة فوكس نيوز، بأن النواب "سيحاولون هذا الأسبوع"، تمرير مشروع بالمساعدات، بينما أوحى بأن مجلس النواب سيحاول إيجاد حل للخلاف القديم حول المساعدة لأوكرانيا.

وصادق مجلس الشيوخ في وقت سابق من العام الجاري على إجراء يربط تقديم مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بـ95 مليار دولار، لكن الإجراء جرى تجميده في مجلس النواب المنقسم بفارق ضئيل.
وقال جونسون الذي التقى ترامب في فلوريدا الجمعة، إنه والرئيس السابق "متحدان 100% حول هذه المسألة"، وأشار إلى فكرة تحويل جزء من المساعدة المقررة لأوكرانيا إلى قرض، بينما تجري محاولة لمصادرة أصول الأوليغارشيين الروس من أجل الدفع لكييف.
وخلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا السبت، أكد ترامب أنه "سيحيي قوة أمريكا"، وزعم أن الهجوم على إسرائيل حصل بسبب "الضعف الكبير" الذي أظهرته ادارة بايدن.

وقال :"ما كان هذا ليحدث لو أنني كنت رئيساً"، من دون أن يقدم دليلاً على ذلك.
وأكد الهجوم على إسرائيل والبيانات الاقتصادية التي نشرت الأسبوع الماضي، بوضوح أن لا النزاع في الشرق الأوسط ولا التضخم، يتراجعان بالسرعة التي تتمناها حملة إعادة انتخاب بايدن.
وليست أي من القضيتين تحت السيطرة الكاملة للرئيس الديمقراطي، لكنهما تضغطان بقوة على مزاج الناخبين في حال لم تتحسن الأمور بحلول نوفمبر (تشرين الثاني).
وبينما تظهر استطلاعات الرأي، أن قضية التضخم هي أكثر أهمية بالنسبة لتحديات إعادة انتخاب بايدن، فإن التوتر المستمر في الشرق الأوسط يمثل أيضاً مشكلة، لأنه يترك الأمريكيين خائفين من العنف العالمي وعدم اليقين، ويؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل حزبه في شأن السياسة حيال إسرائيل ومعاناة الفلسطينيين الموجودين في غزة.
ومن الممكن أن تؤدي التوترات المستمرة في المنطقة إلى ارتفاع أكبر في أسعار النفط.

وبات سعر الغاز أعلى بنسبة 50 في المائة مما كان عليه عندما تولى بايدن منصبه، بعدما بدأت الأسعار في الارتفاع مجدداً في بداية هذا العام.
وأظهر استطلاع لشبكة سي بي إس ومعهد يوغوف للاستطلاعات نشر الأحد وأجري قبل هجمات إيران، أن ثلث الأمريكيين البالغين فقط يوافقون على طريقة إدارة بايدن للنزاع بين إسرائيل وحماس، أقل 5% عن فبراير (شباط). وقال ربع المستطلعين فقط، إنهم يؤيدون قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري خاص بها، ضد إيران في حال هاجمت إسرائيل.