الخميس 21 مارس 2024 / 11:33

النساء في صلاة التراويح.. مصلون يشتكون اصطحابهن للأطفال والإفتاء يوضح الحكم الشرعي

تشهد مساجد الإمارات خلال شهر رمضان تزايداً ملحوظاً في أعداد النساء الراغبات في أداء صلاة التراويح والتهجد في المساجد بصحبة عائلاتهن وأطفالهن أحياناً، مما طرح تساؤلات حول رأي الشرع بالأمر، خاصة وسط تسجيل حالات إزعاج للمصلين بسبب تواجد أطفال دون سن السابعة وما يثيرونه من فوضى وضوضاء تنعكس على أداء العبادات.

وأفاد مصلون التقاهم 24، أن صلاة النساء في المساجد ترتبط أحياناً كثيرة بوجود الأطفال معهن، خاصة من هم دون سن السابعة، فعلى الرغم من التبعات الحميدة لاصطحاب الأطفال إلى دور العبادة، إلا أن عدم تنظيم الأمر وتحديد إطار له يثير حالة من الفوضى والإزعاج خلال الصلاة، خاصة أن بعضهم يقضي الوقت باللعب والصراخ بين المصلين، إلى جانب الرضع الذين يبكون بشكل متكرر، مما يؤثر على تركيز المصلين والإمام نفسه أحياناً.

غير ضرورية 

وقالت المواطنة فاطمة المنصوري، إن "صلاة التراويح وغيرها من الشعائر الدينية تعتمد في روحانيتها على الخشوع، وتحب الكثير من النساء الصلاة خلف الإمام لتحقيق هذه الروحانيات، على الرغم من أن صلاتها في منزلها أفضل وتصبح غير ضرورية عندما يكون هناك أطفال".

وأضافت "في مصليات النساء نحن نرى أطفالاً رضعاً، بعضهم لا يتوقف عن البكاء، وآخرين في أعمار تتراوح بين الـ3 والـ4 سنوات يلعبون ويصرخون ويفتحون الهواتف، حتى تعتقد أنك في حديقة ولست في مسجد للخشوع والعبادة، برأيي لا بد من  إجراءات ضابطه للأمر".

الصلاة في البيت 

من جهتها، نصحت علياء محمد من لديها طفل وتريد تأدية صلاة التروايح في المسجد، أن تتركه في المنزل مع أحد أفراد الأسرة، وأن تتجنب اصطحابه معها، حتى لا تسبب إزعاجاً للمصلين الذين يأتون إلى المسجد لإيجاد الهدوء والسكينة، أو عدم الذهاب إلى المسجد وتأدية الصلاة في البيت كونه لا يُنقص من أجرها عند الله".

أضافت "هناك نقاش دائم حول مدى صحة صلاة المرأة في المساجد، خاصة صلاة التروايح في رمضان، فعلى الرغم من تشجيع البعض للأمر، إلا أن هناك الكثير أيضاً من الآراء الشرعية التي تفيد بأن صلاة المرأة في منزلها أفضل، خاصة حين يكون لديها أطفال في أعمار صغيرة تحتاج لرعاية ولا يمكن السيطرة على حركتها".

لعب ولهو 

من جانبها، أشارت المواطنة نورة القاسمي إلى أن "بعض الأمهات يأتين بأولادهن إلى المساجد ثم يُطلقن لهم العنان فيسرحون ويمرحون، ويتخذون من المصليات مكاناً للعب واللهو، ما يشتت المصلين". وذكرت أنه في إحدى المرات اضطر الإمام للحديث عبر المذياع وتوجيه الكلام لأم في مصلى النساء للتصرف  مع طفلها بعد حالة الإزعاج والصراخ الهستيري الذي قطع تركيز جميع المصلين.
وقالت: "أعتقد أن عدم اصطحاب الأطفال بتاتاً إلى المساجد أو اصطحابهم بغير ضوابط، كلاهما سلوك سيئ، فمن جهة يجب تربية الأبناء على حب الصلاة وتعويدهم على الذهاب إلى المساجد، ومن جهة أخرى يجب عدم اصطحاب من هم دون سن التمييز، أي دون السابعة، أو ممن يكثرون الحركة واللعب ويؤذون المصلين، على أولياء الأمور تحمل مسؤولياتهم الدينية بالدرجة الأولى تجاه هذا الأمر".

محاذير ومخاطر 

بدوره، لفت جمال علي إلى أن "أداء النساء لصلاة التروايح في المساجد يرتبط دوماً بوجود الأطفال، واحترام رغبتهن في إحياء شعائر دينية جماعية أمر مهم، ولكن أيضاً يجب أن يخضع الأمر لضوابط، فلا يعقل أن تأتي ومعها  3 أو 4 أطفال في أعمار صغيرة تحتاج لرعاية، لتصلي هي وتسبب ضوضاء لعشرات المصلين الآخرين، خاصة أن بعضهم لا يتواجد فقط في مصليات النساء بل يتنقل بين والديه، مما يعرض الأطفال أساساً للخطر خلال تنقلهم وخروجهم بين مصلى النساء ومسجد الرجال".
وأضاف "على النساء أداء صلاة التروايح في المنازل حين يكون لديهن أطفال، فالصلاة في المساجد ليست فريضة، بل أعتقد أنها تصبح غير مستحبة حين تسبب الإزعاج بسبب الأطفال".

الحكم الشرعي 

أوضح مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن صلاة التراويح مستحبةٌ، والأفضل للمرأة أن تصليَها في بيتها، ولا حرج عليها أن تصليَ التراويحَ في مصلى النساءِ بالمسجد، لحديث ابنِ عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ، قال: "لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنّ".