الخميس 22 فبراير 2024 / 11:59

"معلم الظل".. بين فاعلية الدور وتحديات البيئة المدرسية والأسرية

استوجب دمج الأطفال من أصحاب الهمم في نظام التعليم العام، الدعم المتخصص والمناسب لكل حالة، على غرار المتخصصين المعروفين بـ "معلّمةُ أو معلم الظل".

ومعلم الظل، همزة الوصل بين معلم الصف والطالب والأسرة، ولذلك لا بد أن يكون مؤهلاً تربوياً، وقادراً على التعامل مع  الحالات التي يرعاها، ليؤدي دوره بنجاح.
وحسب اختصاصية التربية الخاصة زينة أبوقمر فإن نجاح معلم الظل، يعتمد على تكامل جهوده مع المدرسة والأهل، والتنسيق مع الجهتين، مؤكدة أن التجارب الناجحة في الميدان التربوي، اعتمدت على عوامل ومقومات أهمها تبني الإدارة المدرسية لمشروع الدمج.


تذليل الصعوبات

وقالت أبو قمر: "إذا تبنت إدارة المدرسة مشروع دمج أصحاب الهمم، فإنها ستعمل على تذليل الصعوبات والتحديات لضمان نجاح التجربة وتحقيق أهدافها، وسينعكس ذلك أيضاً على عمل معلم الظل، لأنه سيعمل في بيئة داعمة، لأن الإدارة ستحدث قسماً خاصاً لهذه الفئة، مع معلمين مؤهلين للتعامل معهم بكفاءة، وخطط تربوية فردية مبنية على احتياجات الطلبة الخاصة، وخدمات مساندة وتقنيات مساعدة داخل وخارج الفصول الدراسية".

 دور الأسرة 

وتابعت "يمثل وعي الأهل بحالة أطفالهم وقدراتهم، عاملاً رئيسياً في نجاح دور معلم الظل، لأنهم سيدركون قدرات الأبناء، وتوقعاتهم وتطلعاتهم لهم، ويختارون معلم الظل المناسب لأطفالهم، والتواصل معه ومع إدارة المدرسة بصورة فعّالة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية تأهيل معلم الظل تربوياً، سواء كان متخصصاً في التربية خاصة أو التخصصات التربوية الأخرى".


تحديات وصعوبات

بدورها تحدثت معلمة اللغة الإنجليزية أماني جاسر عن تجربتها معلمة ظل، والتحديات التي واجهتها، قائلة: "لاشك أن وجود طالب من أصحاب الهمم ضمن المجتمع المدرسي، يزيد فرص تفاعله واندماجه الاجتماعي، وتطوير مهاراته الشخصية والاجتماعية، ومع وجود معلم الظل فإن الدمج يكون بطريقة آمنة للطالب وزملائه، ولكن مشكلة الطلاب أصحاب الهمم، أن المستوى الأكاديمي للمرحلة العمرية التي يلتحقون بها أعلى من قدراتهم، فالمناهج لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، حتى عند تطبيق الخطط التربوية الفردية المبنية على احتياجات الطلبة الخاصة، لأنها في كثير من الأحيان، تغفل عن حالة الطالب، بالإضافة إلى بيئة الصف التي لا تكون ملائمة لحالته، بسبب طريقة ترتيبه وإضاءته وغيرها من العوامل".


وأشارت سارة سيف، معلمة ظل، إلى أهم التحديات التي تواجهها داخل المدرسة، موضحة أن أغلب المعلمين والمعلمات لا يتفهمون حالة وقدرات الطالب، إلى جانب رفض بعض الطلبة، لزميلهم من أصحاب الهمم، وأضافت "من خلال تجربتي معلمة ظل، أؤكد أن دعم إدارة المدرسة لدمج الطلاب من أصحاب الهمم، يشكل عاملاً فارقاً في نجاحه، أما اعتبار أنه ليس من أولوياتها، فيزيد التحديات والصعوبات التي يعيشها الطالب".   


الواقع والتوقعات

أما أسماء مؤمن، أم لطالب من أصحاب الهمم، فأوضحت أن معلمة الظل التي لجأت لها لعبت دوراً كبيراً في مساعدة ابنها على التفاعل في صفه ومدرسته، واكتساب مهارات اجتماعية. ولكن على الصعيد الأكاديمي كانت التوقعات أعلى بكثير من الواقع، وقالت: "بمرور الوقت لم ألاحظ تقدماً ملموساً في أداء ابني الأكاديمي، ورغم أني غيرت معلمة الظل، أكثر من مرة، ولكن ذلك لم يحسن مستواه الأكاديمي، وتوصلت إلى حقيقة أن أغلب معلمي الظل يفتقدون إلى القدرة والخبرة في مساعدة هذا الطالب على تطوير مهاراته الأكاديمية".