الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 / 16:21

روسيا تستخدم صور لعبة إلكترونية دليلاً على تواطؤ أمريكا مع داعش

24 - إعداد: محمود غزيّل

عمدت روسيا إلى استخدام مشاهد تعود إلى مقاطع مصورة لألعاب فيديو منشورة على الإنترنت، وعرضها أمام وسائل الإعلام، باعتبارها أدلة "دامغةً" على تواطؤ الولايات المتحدة، وتغطية ودعم واشنطن لتنظيم داعش في سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط.

وكانت وزارة الدفاع نشرت اليوم الثلاثاء على منصات التواصل الإجتماعي مجموعة صور، زعمت أن: "الولايات المتحدة تقدم بالفعل غطاء لوحدات تنظيم داعش في سوريا وتتظاهر فحسب بمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط".

وأضاف البيان: "هذه الحقائق دليل دامغ على أن الولايات المتحدة، في حين تتظاهر بقتال دون هوادة ضد الإرهاب الدولي أمام المجتمع الدولي، تقدم في واقع الأمر غطاء لوحدات داعش".

واستندت الوزارة في هذه الاتهامات على 5 صور باللونين الأبيض والأسود التقطت من زاوية عليا.


ولكن مع المزيد من التدقيق، يتبين أن إحدى الصور، كتب عليها "قافلة لداعش تغادر أبوكمال إلى الحدود السورية - العراقية"، من لعبة فيديو، وبالرجوع إلى مصدرها عبر البحث العكسي على يوتيوب، تبين أن الفيديو الأساسي منشور في 25 مارس (آذار) 2015، وهو في الأصل لعبة قتالية على الهواتف الذكية بإسم "آي سي 130 - محاكاة حربية"، وهي لعبة اختيرت ضمن لائحة أقوى 50 لعبة في 2014.




وأفاد عدد من المغردين لـ24 أن الصور الأخرى المنشورة من قبل وزارة الدفاع الروسية مشكوك بأمرها أيضاً.

وتبين أن صورتين أخريين أيضاً تعودان إلى مشاهد من العراق في 2016، وليس سوريا كما قالت الوزارة، وتعود إحداها إلى قصف القوات العراقية لأوكار داعش بالقرب من مدينة الفلوجة، والثانية إلى غارات على قافلة للتنظيم الإرهابي.



أخطاء "الدفاع" تتوالى
ويُشار إلى أن موسكو عمدت في أكثر من مناسبة إلى اتهام الولايات المتحدة باستخدام فيديوهات مضللة وغير صحيحة للمعارك ضد التنظيمات الإرهابية، في حين بات لوزير الدفاع الروسي سلسلة كاملة من المغالطات بشأن المعارك بين العراق وسوريا.

ففي الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمام وزراء دفاع الدول الأعضاء برابطة "آسيان" في الفلبين إن القوات الروسية حررت في سوريا أكبر من مساحة الدولة السورية قرابة ثلاث أضعاف.

وأعلن يومها تحرير "503.223 كيلومتراً مربعاً" في حين أن مساحة سوريا لا تفوق 185.180 كيلومتراً مربعاً.

وعاد الوزير فأوقع الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو (حزيران) الماضي، في فخه بعد أن تفاخر الأخير بمقابلة مصورة عارضاً مقطعاً مصوراً أمام صحافي على تليفون محمول، قال إنه يظهر "ضربات روسية في سوريا"، ليتضح لاحقاً أن المشاهد تعود لهجمات أمريكية في أفغانستان.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أوضح أن المقاطع المصورة التي أُعطيت آنذاك للرئيس: "أعطاها له وزير الدفاع".