الخميس 1 ديسمبر 2016 / 09:27

ذاكرتنا بشهدائنا تضيء

ابن الديرة - الخليج

يكتمل الاحتفاء بالمناسبات الوطنية بالمشاركة وبالمزيد من المشاركة. هكذا يتأكد اللقاء الوطني في هذه المناسبة أو تلك، ما يشير، أننا شعب الإمارات، على قلب واحد، ونحو تحقيق الأهداف السامية المنصوص عليها أولا، ومنذ فجر التأسيس، في دستور دولة الإمارات العربية المتقدم، والذي سبق عصره في الحقيقة لا المجاز. دولة الإمارات وطن يتوجه، في كل خطوة، وفي كل حركة أو سكون، نحو الشعب والمجتمع، ونحو الإنسان في ذاته، وباعتباره عنصر بناء وإعمار، فالتنمية الناجحة، كما في الإمارات، إنما هي من المواطن وللمواطن. حركة دائرية نشطة لا تهدأ، حيث الشعب، كل الشعب، فريق عمل واحد، متكامل ومتناغم ومتسق مع بعضه بعضاً. هذا بعض عبقرية الإمارات، فالاتفاق العام المشهود لا يلغي الاختلاف في وجهات نظر يجتهد أصحابها نحو خدمة الوطن، ولا يلغي سعي الإمارات الدائم نحو تكريس قيمة الحرية، وهل مسؤولية من غير حرية؟

السؤال ليس معكوساً وإن بدا كذلك، فالمسؤولية حرية قبل أن تكون الحرية مسؤولية. لذلك نجد شعب الإمارات واثقاً ومطمئنا، في بيئة آمنة عامرة، وفي محيط يشجع المواطن والأسرة المواطنة على التمسك بالهوية والإرث، كما «يحرضهم تحريضا» على الابتكار والإعداد للحاضر والمستقبل.

المشاركة المجتمعية تحققت أمس في يوم الشهيد، خصوصاً في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، لحظة الدعاء الصامت.
في دقيقة الدعاء الصامت تحولت الأصوات إلى صوت واحد، والقلوب إلى قلب واحد، واتجهت الأفئدة إلى بارئ الكون تسأله الرحمة والمغفرة لشهداء الإمارات الأبرار، والصبر والسلوان لأسر الشهداء كافة، كما لم ينس شعبنا جرحى قواتنا المسلحة، فدعا لهم بتمام الشفاء.

في يوم الشهيد، أضاءت الذاكرة الوطنية الجمعية بذكرى شهدائنا، أبطال الإمارات البواسل، اسما اسما، وعنوان عزة بعد عنوان عزة، وفي يوم الشهيد، تأكدت الدنيا بأن شعبنا شعب وعي وعدل وإنصاف في وطن وعي وعدل وإنصاف. لقد دافع أبطالنا عن الإمارات وقيم الإمارات والمنطقة، ودافع شهداؤنا عن أمن واستقرار أوطاننا وأجيالنا الطالعة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

ومع شهدائنا تذكرنا أمس ونتذكر اليوم شهداء الجيش الوطني اليمني، وشهداء المملكة العربية السعودية وغيرها من دول التحالف الذي كتب لليمن مستقبلها من جديد بالدفاع عن الشرعية وتلبية نداء الشقيق المظلوم.

هكذا يضاف يوم الشهيد إلى أيامنا الخالدة، وهكذا يصبح كل شهيد رمزاً خالداً، ومصدر اعتداد في الحاضر والمستقبل، هكذا تصبح دولة الإمارات أكبر وتتناول المجد، بتلقائية العظماء، كما لو كان مجدها رئتها والهواء. هكذا تؤسس الإمارات قيم مدرسة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تأسيساً مستمراً، وهكذا تنتقل مدرسة زايد إلى أولادنا وأحفادنا، جيلا بعد جيل.
قال محمد بن زايد: حماية بلادنا ليست سنة. حماية بلادنا فرض.