الأربعاء 30 نوفمبر 2016 / 08:57

يوم الكرامة

علي العمودي - الاتحاد

صباح اليوم، تُنكس الأعلام، وترتفع الأكف في دعاء صامت، متضرعة للخالق عز وجل أن يتغمد شهداءنا الأبرار بواسع رحمته، ويسكنهم الفردوس الأعلى، ويحفظ إماراتنا الغالية من شر كل حاقد وحاسد، ومن شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن، قبل أن ترتفع بعد ذلك الرايات من جديد، في لفتة رمزية للتقدير والامتنان لتلك الكوكبة من أبناء الإمارات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وقيمه، ورسالته للعالم.

نحتفي بيوم الشهيد في رحاب مشاعر وطنية فياضة، تتجدد معها معاني الانتماء للوطن، والولاء للقيادة، والوفاء للشهداء، والتقدير والإجلال لتضحياتهم وما قدموا، لتظل راية الإمارات شامخة في مواقف المجد والبطولات، والانتصار للحق أينما نادى منادي الواجب.

ونحتفي بيوم الشهيد، ونصب الكرامة يقف شامخاً معلماً وطنياً بارزاً، يعبر عن حرص القيادة الرشيدة على الفخر والاعتزاز بمواقف هؤلاء الرجال وتضحياتهم، والتأكيد على المضي في الدرب والنهج والقيم والمبادئ ذاتها التي قدمت هذه الكوكبة من أبناء القوات المسلحة أرواحها لكي تنتصر، وتظل إمارات الخير واحة أمن وأمان ورخاء وازدهار.

لقد جعل أبناء الإمارات يوم الشهيد مناسبة لتجديد العهد للوطن، والالتفاف حول القيادة، مقدمين أروع صور التلاحم والاصطفاف الوطني، ومتانة اللحمة الوطنية العصية على الاختراق من قبل أولئك الذين يعتقدون بأنهم قادرون على المساس بمكتسبات ومنجزات هذا الوطن الغالي، والنيل من وحدته الوطنية.

كما جعلوا من هذا اليوم الخالد في الوجدان، مناسبة للتعبير عن الفخر والاعتزاز بالقوات المسلحة ومنسوبيها كافة، وهم يذودون عن تراب الإمارات الطاهر، وطن تحف به القلوب ويتربع المهج ويستقر بين المقل. القوات المسلحة التي يتشرف بها كل إماراتي، وهي تمضي بكل ثبات واقتدار في النهج ذاته الذي أراده لها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خدمة الوطن حارساً أميناً لمكتسباته ومنجزاته، وعوناً للشقيق والصديق. وعلى النهج ذاته، تواصل المسير تحت راية قائد المسيرة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبمتابعة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

يوم الشهيد، يوم للكرامة والعزة الوطنية، يوم ترتفع فيه الهامات فخراً، وتقول للتاريخ: هنا يُصنع المجد ويكتب التاريخ من جديد.