تعبيرية (أرشيف)
تعبيرية (أرشيف)
الأحد 27 نوفمبر 2016 / 20:23

إضراب وسط الخرطوم رفضاً لزيادة أسعار المحروقات

خلت شوارع الخرطوم اليوم الأحد، من غالبية حافلات النقل العام فيما أغلقت محال أبوابها في استجابة متفاوتة لدعوة المعارضة إلى إضراب وطني عام ضد زيادة أسعار المحروقات.

وأتت الدعوة إلى إضراب عام لثلاثة أيام بعد إعلان السلطات رفع سعر البنزين والديزل بنسبة 30%، ما أدى إلى ارتفاع أسعار سلع أخرى بينها الأدوية.

وبدت ساحات وطرق رئيسية في الخرطوم ومدينتها التوأم أم درمان مقفرة صباح الأحد، أول أيام الأسبوع، فيما توقف عمل كثير من حافلات النقل العام.

وفيما فتحت مدارس الخرطوم أبوابها، فضل كثير من الأهالي إبقاء أبنائهم في المنزل خشية اندلاع مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن.

وقال مقيم جنوب الخرطوم "طلبت مدرسة ابني من الأهل إرسال الفتية الكبار نسبياً فقط، ابني البالغ خمس سنوات بقي في المنزل".

وقال أحمد صالح الذي يملك محل بقالة وسط أم درمان "ليس هناك عدد كبير من المارة في الطرق ما أثر على عملي منذ الصباح".

كما أفاد أصحاب مطاعم أنهم أوعزوا إلى العاملين لديهم بإعداد كمية أقل من الطعام لتوقع تراجع النشاط.

وقال إبراهيم محمد الذي يدير مطعماُ شمال الخرطوم "هناك تراجع 40% على الأقل، فزبائني المعتادون يملكون متاجر وكثيرون منهم لم يفتحوا اليوم"، كما "أن بعض العاملين لدي لم يحضروا".

لكن الموظفين الرسميين توجهوا إلى مكاتبهم في حافلات حكومية.

وخلال العام 2013 اتخذت قرارات مماثلة لخفض الدعم على المحروقات، ما أدى إلى تظاهرات احتجاج أسفر قمعها عن سقوط نحو مئتي قتيل بحسب مجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي خطوة تهدف إلى منع تكرار ذلك استدعت السلطات السودانية خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من عشرة أشخاص من زعماء المعارضة محذرة إياهم من أي تحركات احتجاجية، كما حوكم عدد من المتظاهرين بعد اتهامهم بتنظيم تجمعات في العاصمة.

لكن مجموعات المعارضة الرئيسية دعت رغم ذلك إلى إضراب لثلاثة أيام ابتداء من اليوم الأحد.

وأعلن السودان بداية نوفمبر (تشرين الثاني) زيادة أسعار الوقود بنحو 30% بسبب النقص الحاد في المحروقات نظراً لتراجع احتياطي العملة الصعبة في البلاد.

وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الأخرى ومنها الأدوية، وأثار ردود فعل غاضبة بين السكان.

ورفع أسعار المحروقات مسألة حساسة في السودان الذي خسر ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية بعد انفصال جنوب السودان في 2011.

واندلعت تظاهرات متفرقة احتجاجاً على رفع أسعار الوقود في الأيام الماضية.

وقالت فاطمة إبراهيم من سكان العاصمة الخرطوم "هناك فرق شاسع، في السابق كنت بحاجة لـ30 جنيه سوداني (4,60 دولارات) لشراء الخضر، والـن نحن بحاجة إلى 100 أو 150 جنيه لشرائها".

وأكد وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبوقردة إنه "بعد تحريك أسعار الصرف سيكون هناك أثار على أسعار الدواء وخصوصاً في القطاع الخاص".

وبحسب الوزير فإن السلطات السودانية تعمل على ضمان توفر الأدوية بأسعار معقولة، بينما تسلم السودان أول دفعة من الأدوية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار اتفاق بقيمة 60 مليون دولار أمريكي.