مدنيون ونشطاء وأطباء في حلب (فيس بوك)
مدنيون ونشطاء وأطباء في حلب (فيس بوك)
الخميس 24 نوفمبر 2016 / 14:45

أهالي حلب للعالم: أنقذوا ما تبقى منا

مع تواصل الحملة الجوية لقوات النظام السوري مدعوماً بسلاح الجو الروسي، على مدينة حلب وريفها، وخاصةً الأحياء الشرقية منها، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، توجه أهالي حلب الشرقية بنداء إلى العالم، للمطالبة بحماية وإنقاذ المدنيين، والعمل على إيقاف القصف، وإسقاط قوات الأسد والقوات الروسية.

271536 محاصرون داخل حلب يواجهون الموت إما بالقصف أو بمجاعة قريبة جداً

وطالب الأهالي في الرسالة التي أوردتها شبكة "الثورة السورية" على موقع فيس بوك، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري في سوريا عامةً وحلب خاصةً، إضافةً إلى فتح ممر إنساني منزوع السلاح للناس في حلب إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار تحت إشراف الأمم المتحدة.

تدمير المراكز الحيوية
وجاء نداء أهالي حلب الشرقية بعد مرور 91 يوماً على حصار المدينة، ضمن حملة جوية عنيفة تشنها قوات النظام والطيران الروسي، واشتدت وطأتها خلال الأيام الماضية، بعد تدمير 4 مشافي في حلب وإخراجها كلياً عن الخدمة، في استهداف ممنهج للمراكز الحيوية في حلب، وحرمان المديين من كل مقومات الحياة، وتضييق الخناق على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. 

ويقول الأهالي في ندائهم: "هذا هو اليوم الـ91 على حصار حلب المدينة، وبحسب إحصائيات مجلس المدينة، فإن 271536 عالقون داخل الحصار، وأكثر من 2300 استهداف، بشتى أنواعه: الغارات الجوية، البراميل المتفجرة، قذائف المدفعية، القنابل العنقودية، القنابل الارتجاجية الخارقة للتحصينات، والقنابل المحملة بغاز الكلورين، تم توثيقها في الـ23 يوماً الماضية فقط".

وأضافت الرسالة "تم استهداف ثمانية مشافي ومراكز طبية، 4 منها فقط خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى 6 مدارس، ومخبزين ومركز للدفاع المدني، إن كلاً من الطيران الروسي وطيران النظام السوري يستهدفان بشكلٍ متعمد البنية التحتية المدنية لكسر إرادة الناس، في الوقت الحالي السكان تقريباً لا يملكون أي وصول إلى الخدمات الطبية، والمدنيون خائفون من الذهاب إلى المراكز الطبية، بسبب القصف الجوي المتعمد من الطيران الروسي وطيران النظام السوري، لقد مر حوالي ستة سنوات ونحن نتساءل، ماذا يفعل العالم؟".

وتابع الأهالي "أكثر من 500000 مدني ماتوا، كم من مشفى أو مدرسة دمرت، نحتاج حتى نرى أفعالاً حقيقة ضد جرائم الحرب في سوريا، لا يمكن أن تصبح الأمور أكثر بشاعة مما هو عليه الآن، نحن في عام 2016 و271536 إنسان محاصرون داخل المدينة يواجهون الموت، إما بالقصف أو بمجاعة قريبة جداً، إن عدم وقوف المجتمع الدولي، وتحمله مسؤوليته تجاه مايجري في سوريا عامةً وحلب خاصةً هو المسؤول عن مقتل 500.000 وعن هؤلاء الـ271536 العالقين في المدينة".

وتساءل الأهالي في خطابهم: "لماذا لدينا ما يدعى بالأمم المتحدة ولماذا لدينا قانون لحقوق الإنسان؟!، ووصفوا "ما يحدث بأنه تحطم بطيء لقطار يحوي الجميع". وأضافوا "هذه الرسالة هي ممن بقي داخل مدينة حلب إلى العالم، لا تنظروا إلى الماضي بعد عدة سنوات، وتتمنوا لو قمتم بشيء، مازال بإمكانكم القيام بشيء، نحن نطالبكم بإسقاط قوات الأسد والقوات الروسية الجوية التي تقتلنا، أو على الأقل القيام بالمزيد من الضغوط الدبلوماسية لإجبار النظام وحلفائه على إيقاف قصف مدينة حلب".

ممر إنساني
وتوجه الأهالي إلى المجتمع الدولي بقولهم: "نحن نطالبكم بفتح ممر إنساني منزوع السلاح للناس في حلب إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار تحت إشراف الأمم المتحدة فقط بدون تواجد لأي مجموعة أخرى أو دولة، ممر إنساني يسمح بالانتقال الحر للطعام، والوقود، والأدوية وكل البضائع المستعملة في البنية التحتية المدنية الضرورية في حلب الشرقية(المحاصرة)، بضائع لمحطات المياه، والكهرباء، المشافي، والمدارس وفرق الدفاع المدني، على أن تكون هذه البضائع متضمنة للشقين الإغاثي والتجاري".

وأكد الأهالي أن "الفصائل المسلحة الثورية وافقت على السماح بمرور المساعدات الإغاثية إلى حلب الشرقية، ولكن كل من النظام السوري وروسيا يعارضان ذلك، إن لم يتمكن المجتمع الدولي من فتح الممر المذكور آنفاً أو لم يتمكم من إقناع النظام السوري بالسماح بمرور المساعدات الإغاثية إلى حلب الشرقية، فإننا نحث العالم والغرب تحديداً على القيام بإسقاطٍ جوي للمساعدات الإنسانية، بما أن طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحلق ليس بالبعيد عن مدينة حلب، نحن سكان حلب الشرقية (المحاصرة)، ونحن نؤكد على أنه ليس لدينا مشكلة في إسقاط المساعدات الإغاثية جواً".

وختم الأهالي رسالتهم بقولهم إن "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية العواقب المستقبلية لحصار حلب، آملين أن تسمع أصواتنا وتنقذ حلب".