العماد ميشال عون (أرشيف)
العماد ميشال عون (أرشيف)
الإثنين 31 أكتوبر 2016 / 16:53

ميشال عون: 26 عاماً في انتظار الرئاسة

يعود العماد ميشال عون اليوم إلى قصر بعبدا الرئاسي الذي أخرج منه عام 1990 قسراً، لينهي فترة من الفراغ الرئاسي كان هو أحد أسبابها، بدعم من حليفه الرئيسي حزب الله المتحالف مع سوريا التي أخرجته من القصر أول مرة.

وانتخب البرلمان اللبناني عون رئيساً للجمهورية بعد فترة صراع امتدت سنتين و6 أشهر، بتوافق سياسي نادر بين الأحزاب السياسية التي يبدو أنها سئمت حالة الصراع، وأرادت وضع لبنان على طريق الاستقرار السياسي.

وعون (81 عاماً) العسكري والسياسي، عرف بقيادته الجيش اللبناني خلال الحرب الأهلية، قبل أن يذهب إلى منفاه فرنسا، ثم يعود إلى بلده، يؤسس حزب "التيار الوطني الحر"، ليصبح أحد أبرز الداعمين لحزب الله.

الانتساب للجيش
في 17 فبراير (شباط) 1932، ولد عون في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت لأسرة متواضعة، وهو أب لثلاث بنات ولديه 10 أحفاد.

التحق عون عام 1955 بالمدرسة الحربية، حيث تخرج 1958 ضابطاً مدفعياً، وشارك في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه بالولايات المتحدة.

وابتعث عون في يوليو (تموز) 1978 لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وعاد منها في يوليو (تموز) 1980، ومنح على إثرها رتبة "ركن"، كما خدم إبان حرب 1967 بين العرب وإسرائيل على الحدود الجنوبية، ضمن فوج المدفعية الثالث المتمركز في الخريبة.

رقي عون إلى رتبة ملازم أول عام 1961، ثم إلى رتبة نقيب عام 1968، وصار رائداً في 1974، ثم عميداً عام 1984.

وكان عون أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 قائداً للواء الثامن المدافع عن قصر بعبدا، وفي سنة 1984 عين قائداً للجيش اللبناني.

الحرب الأهلية
قبيل انتهاء فترة رئاسة أمين الجميل في 1988 وعند اجتماع مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس جديد، كان الانقسام على أشدّه ما أفشل الجهود للاتفاق على رئيس جديد وأدخل البلاد في مأزق دستوري، سلّم الرئيس أمين الجميل ميشال عون، منصب رئاسة الجمهورية حسب تفسيره للدستور اللبناني، بينما أصرت الكتل الوطنية والإسلامية على تفسير الدستور بالشكل الذي ينص على تولي رئيس الوزراء مهمات رئيس الجمهورية لحين انتخاب رئيس جديد.

وبذلك أصبح للبنان رئيسين وحكومتين، حكومة عسكرية مسيحية في بيروت الشرقية مدعومة من النظام العراقي، وحكومة مدنية مسلمة في بيروت الغربية مدعومة من سوريا.

وفي مارس (أذار) 1989، بدأ ميشال عون بحرب ضد الجيش السوري سماها "حرب التحرير"، تخلها معارك داخلية بين المسيحيين أنفسهم، حيث قام الجيش بمقاتلة القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

وكان الدعم العسكري والاستخباراتي الكبير الذي حصل عليه عون من العراق، والدعم المالي والاعلامي من منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى عدم تدخل حزب الله في القتال، عوامل إيجابية مكنت العماد عون من الصمود أمام الجيش السوري وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وألوية الجيش.

وتسبب اجتياح العراق للكويت في دفع المجتمع الدولي للإسراع في إنهاء حرب لبنان، ففي في أغسطس (أب) 1989 توصل النواب اللبنانيون بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف.

ولدى عودة النواب من الطائف انتخب رينيه معوض رئيساً للجمهورية، ولكن ميشال عون رفض الاعتراف بمعوّض ورفض اتفاق الطائف، وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية.

قُتل رينيه معوّض بعد انتخابه بـ 16 يوم وخلفه إلياس الهراوي، فرفض عون الاعتراف بالهراوي أيضاً، فتم إقصائه عون من قصر بعبدا الرئاسي وإعدام المئات من أنصاره في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1990 بعملية لبنانية سورية مشتركة وبمباركة أمريكية، حيث لجأ إلى السفارة الفرنسية وتوجه من بعدها إلى منفاه في باريس عام 1991.

العودة من المنفى
في 7 مايو (أيار) 2005، عاد عون من منفاه الذي قضى فيها 15 عاماً بعد الانسحاب السوري الكامل من لبنان، وعند عودته إلى لبنان استقبله عدد كبير من مناصريه في المطار، وأسس التيار الوطني الحر.

وخاض عون الانتخابات النيابية التي أجريت في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2005، ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائباً وهي ثاني أكبر كتلة في البرلمان.

التوافق مع الحزب
وفي خطوة مفاجئة قلبت موازين القوى في لبنان، وقّع عون في 6 فبراير (شباط) 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار الممثل لحزب الله وحلفائه، وبعد عداء طويل، زار عون سوريا 3 مرات في الأعوام 2008 و2009 و2010، واستقبله الرئيس السوري بشار الأسد.

وافق عون والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه على المشاركة في حكومة تمام سلام في فبراير (شباط) 2014 بعدة وزراء، في مقدمتهم صهره جبران باسيل.

وترشح عون عام 2016 لرئاسة لبنان بعد نحو عامين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، وفشل الفرقاء اللبنانيين في اختيار رئيس جديد.

وعلى الرغم من استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف السياسية اللبنانية، إلا أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أيد تولي عون لرئاسة لبنان، بينما يتولى هو رئاسة الحكومة للمرة الثانية، وبهذا التأييد انضم سعد الحريري لكل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اللذين سبق وأيدا ترشيح عون للرئاسة، وانضم إليهما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لينصب عون أخيراً رئيساً لبنان بعد انتظاره المنصب 26 عاماً.